نافذة على مؤسسة تعليمية: الأكاديمية البحرية.. أسستها جامعة الدول العربية وخرجت أول قبطانة مصرية

نافذة على مؤسسة تعليمية: الأكاديمية البحرية.. أسستها جامعة الدول العربية وخرجت أول قبطانة مصرية
TT

نافذة على مؤسسة تعليمية: الأكاديمية البحرية.. أسستها جامعة الدول العربية وخرجت أول قبطانة مصرية

نافذة على مؤسسة تعليمية: الأكاديمية البحرية.. أسستها جامعة الدول العربية وخرجت أول قبطانة مصرية

تعتبر الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري أو «الأكاديمية البحرية»، كما يطلق عليها، مؤسسة تعليمية جامعية فريدة من نوعها، فهي إحدى منظمات جامعة الدول العربية وتشارك في عضويتها الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية. ومباني الأكاديمية والخبراء والموظفون يتمتعون بالمزايا والحصانات الدبلوماسية.
تأسست الأكاديمية في الإسكندرية في 11 مارس (آذار) عام 1970 وبدأت نشاطها في 28 فبراير (شباط) عام 1972، في وقت حرج بالنسبة للعالم العربي، وكانت الكلية البحرية العسكرية المصرية هي الوحيدة التي تقوم بتخريج ضباط ومهندسي البحرية، سواء للأساطيل الحربية أو للنقل البحري التجاري على مستوى الدول العربية والأفريقية، فكان قرار إنشاء الأكاديمية لتخريج أجيال من ضباط النقل البحري التجاري.
ويقع المقر الرئيسي للأكاديمية في أبو قير على مساحة 52 فدانًا بتكلفة قدرها (12 مليونًا و296 ألف جنيه مصري)، وبه مقار لسكن الطلاب المغتربين من مختلف أنحاء العالم، ثم بدأت الأكاديمية في التوسع وافتتُحت لها فروع أخرى في مصر وخارجها، ففي مصر توجد 5 فروع بالدقي ومصر الجديدة والقرية الذكية، وبورسعيد، وأسوان. أما خارج مصر فلها فرع في سوريا باللاذقية، وآخر في دولة السودان.
وقد ساهمت الأكاديمية على مدار 44 عامًا في تطوير التعليم في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث يتخرج منها سنويًا نحو 500 طالب يحملون جنسيات 60 دولة عربية وأفريقية. وقد تخرج منها أول ربانة بحرية من نيجيريا ثم أول ربانة مصرية.
وتأثرت الأكاديمية بالظروف السياسية التي فرضها توقيع مصر اتفاقية السلام بكامب ديفيد عام 1979، وبعد صدور قرارات مؤتمر قمة بغداد بمقاطعة مصر، تم نقل مقر الأكاديمية إلى الشارقة بالإمارات، فتم استحداث أقسام وكليات مدنية كإدارة الأعمال والهندسة والإعلام، التي ساهمت في تمويل الأكاديمية واستمرارها، وعاد المقر إلى مصر 1990.
وتقدم الأكاديمية عددًا من المنح الدراسية الكاملة والجزئية.
ونظرًا لطبيعة الدراسة البحرية، يجب على الطالب المتقدم لقسمي الملاحة البحرية والهندسة البحرية أن يخضع لاختبارات قبول تتضمن اللياقة البدنية والطبية تمامًا، كالكليات العسكرية، فضلاً عن الاختبار النفسي، ويجب ألا يتجاوز سن الطالب 22 عامًا (للمتقدمين المصريين) عند بدء الدراسة، ولا بد من تقديم خطاب بموافقة السفارة على الالتحاق بالأكاديمية للجنسيات التي تتطلب سفارتهم ذلك.



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.