عبد الله بن زايد: طهران تقوض أمن المنطقة عبر الخطاب الملتهب والتدخل الفج

قالت دولة الإمارات، على لسان وزير خارجيتها الشيخ عبد الله بن زايد في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أول من أمس، إن إيران لم تضع الوقت لتقويض أمن المنطقة منذ أن أبرمت اتفاقًا نوويًا مع القوى العالمية العام الماضي.
وقال وزير خارجية الإمارات إن: «إيران ما زالت تدفع المنطقة من خلال سياستها إلى شفاه المصيبة وانتهاكها الفاضح لمبادئ السيادة، والتدخل الدائم في شؤون جيرانها الداخلية. وكان لكل ذلك الدور الأكبر في استمرار الاحتقان وعدم الاستقرار في المنطقة»، مضيفًا أن «طهران تقوض أمن المنطقة عبر الخطاب الملتهب، والتدخل الفج، وتسليح الميليشيات، وناهيك عن تطويرها لبرنامجها الصاروخي».
إلى ذلك، قال الشيخ عبد الله بن زايد إنه «لا يمكن أن تشغلنا أزمات المنطقة عن قضيتنا الوطنية الرئيسية المتمثلة في سيادة دولة الإمارات على جُزرها الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، والتي احتلتها إيران بالمخالفة لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، داعيًا إيران لإعادة الحقوق إلى أصحابها إما طواعية وإما باللجوء إلى الوسائل السلمية لحل النزاعات الدولية. وعلى رأسها اللجوء إلى القضاء أو التحكيم الدوليين».
وأضاف أن السنوات القليلة الماضية أثبتت عُقم الاكتفاء بإدارة هذه الأزمات، «لذلك فإن جهودنا المشتركة وجهود المجتمع الدولي يجب أن تنصب على إيجاد الحلول الأساسية لهذه الصراعات»، معتبرًا أنه على الرغم من خطورة الأزمات التي نواجهها جميعًا فإن إيجاد الحلول ليس بالأمر العسير، إذا توافر حُسن النيات والإرادة السياسية لدى المجتمع الدولي، ولدى الأطراف القادرة على حلها.
وفي ما يتعلق بليبيا، أوضح عبد الله بن زايد أن دولة الإمارات تُرحب بما اتفقت عليه الأطراف المعنية في ليبيا في اتفاق الصخيرات، وتكوين حكومة الوفاق الوطني، ونأمل أن يتحقق الالتزام بالبناء الدستوري، وأن يترسخ التعاون بين المجلس الرئاسي ومجلس النواب، واللذين يُمثلان الشرعية في ليبيا، وأن يتحقق الاصطفاف الوطني بما يحفظ وحدة تراب ليبيا وتلاحم شعبها.
وحول الأزمة السورية، قال إن دولة الإمارات لا ترى أي احتمال لحل الأزمة عن طريق القوة العسكرية، التي لا ينتج عنها إلا زيادة معاناة الشعب السوري، وتدفق اللاجئين على الدول الأخرى. ومما يزيد من تعقيدات المشهد تدخل إيران وميليشياتها الإرهابية في الشأن السوري، كل ذلك من شأنه الحد من وضوح الرؤية، والابتعاد عن المسار القائم على المرجعيات والقرارات الدولية؛ باعتباره سبيل الخلاص من هذه المأساة المروّعة.