تونس: اتفاق رؤساء الكتل البرلمانية على منح رجال الأمن حق الانتخاب

الحكومة تتسلم أجهزة بريطانية للكشف عن آثار المتفجرات في المطارات

تونس: اتفاق رؤساء الكتل البرلمانية على منح رجال الأمن حق الانتخاب
TT

تونس: اتفاق رؤساء الكتل البرلمانية على منح رجال الأمن حق الانتخاب

تونس: اتفاق رؤساء الكتل البرلمانية على منح رجال الأمن حق الانتخاب

أكدت ريم محجوب، رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب آفاق تونس، أن رؤساء الكتل النيابية البرلمانية اتفقوا على تمكين رجال الأمن والعسكريين من حق الانتخاب في الانتخابات البلدية المقبلة، في حين أن كتلة حركة النهضة طالبت بتأجيل منحهم حق الانتخاب إلى خمس سنوات أخرى.
وتعد مشاركة الأمنيين والعسكريين في الانتخابات البلدية إحدى أهم النقاط الخلافية التي عطلت عملية التصديق على القانون الانتخابي المتعلق بتلك الانتخابات. وفي هذا الشأن، حذر مختار بن نصر، المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع التونسية، من مغبة مشاركة الأمنيين والعسكريين في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، وجرهم إلى التجاذبات السياسية، واعتبر ذلك «أمرا خطيرا سيورّط البلاد في حرب أهلية» على حد تعبيره.
وقال بن نصر إن هذه المشاركة ستنقل الصراع السياسي من الأحزاب والفضاءات العامة إلى الثكنات في حال مصادقة البرلمان على مشروع قانون يسمح لأبناء المؤسستين الأمنية والعسكرية بالمشاركة في العملية الانتخابية، وهذا ما قد يضرب على حد قوله في الصميم مبدأ الحياد والانضباط، الذين ينص عليهما الفصلان 18 و19 من الدستور.
وأشار بن نصر إلى أن الجيش هو الذي أشرف في المقام الأول على انتخابات المجلس التأسيسي سنة 2011. وكذا الانتخابات البرلمانية والرئاسية سنة 2014. وهو أيضا من تحمل مسؤولية تنظيم العملية الانتخابية ونقل صناديق الاقتراع، وفي حال القضاء على مبدأ الحياد، فإن النتائج ستكون غير معلومة على حد تعبيره.
وفي السياق ذاته، قال شفيق صرصار، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، في تصريح إذاعي إن تأخير الانتخابات البلدية إلى سنة 2018 يعتبر كارثة بكل المقاييس، مشيرا إلى حرص هيئة الانتخابات على إجراء الانتخابات البلدية سنة 2017 حتى لا يتسبب ذلك حسب قوله في عدم دخول باب كامل من الدستور حيز التنفيذ، في إشارة إلى الباب السابع من الدستور المتعلق بالسلطة المحلية.
وأوضح صرصار أن تأجيل الانتخابات إلى سنة 2018 سيكون له انعكاسات كارثية على الجانب التنموي في الجهات، فضلا عن فقدان المواطن الثقة في المؤسسات. وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد حددت شهر مارس (آذار) 2017 تاريخا لإجراء الانتخابات البلدية، إلا أن الخلافات بين الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان حول عدة نقاط واردة في القانون الانتخابي أجلت عملية التصديق على هذا القانون المنظم للعملية الانتخابية برمتها.
على صعيد آخر، أمضت وزارة النقل التونسية أمس مذكرة تفاهم، تتسلم بمقتضاها عشرة أجهزة متطورة للكشف عن أثر المتفجرات في المطارات، بقيمة تناهز 400 ألف دينار تونسي (نحو 200 ألف دولار).
وتأتي هذه المذكرة، التي وقعها أنيس غديرة وزير النقل ممثلا للجانب التونسي، وهاميش كووال، سفير المملكة المتحدة في تونس عن الطرف البريطاني، في إطار التعاون التونسي - البريطاني في مجال أمن الطيران المدني.
وكانت مذكرة التفاهم هذه مسبوقة بدورات تكوينية لفائدة أطر التفتيش الأمني من الشرطة والجمارك بهدف اكتساب المهارات اللازمة لتطبيق المواد الإرشادية الخاصة باستعمال تلك المعدات. وسيتم تركيز هذه الأجهزة بجميع المطارات، سواء ذات الصبغة المحلية (الطيران الداخلي)، أو المطارات الدولية تعزيزا لمنظومة أمن الطيران المدني في تونس.
وأكد الوزير التونسي على أهمية التعاون التونسي - البريطاني في مجال أمن الطيران المدني، وذكر بتقرير وفد المنظمة الدولية للطيران المدني، الذي توصل بعد عملية تدقيق شملت قطاع الطيران المدني في تونس إلى أن نسبة الالتزام بالمتطلبات الدولية بلغت نسبة عالية، وهو ما يجعل المطارات التونسية آمنة وفق تقرير المنظمة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.