الجزائر: الحكومة تعرض على البرلمان مجلسًا لحقوق الإنسان

الجيش يحذر ضباطه المتقاعدين من «خرق واجب التحفظ»

الجزائر: الحكومة تعرض على البرلمان مجلسًا لحقوق الإنسان
TT

الجزائر: الحكومة تعرض على البرلمان مجلسًا لحقوق الإنسان

الجزائر: الحكومة تعرض على البرلمان مجلسًا لحقوق الإنسان

بينما تنتقد تنظيمات حقوق الإنسان الجزائرية والدولية حالة الحقوق والحريات في البلاد، وخاصة حرية الإعلام، عرضت الحكومة أمس على أعضاء البرلمان مشروع قانون يتعلق بـ«مجلس وطني لحقوق الإنسان» تابع للرئاسة، سيكون بديلا لـ«اللجنة الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان» الحكومية، وهي محل انتقاد حاد من طرف الحقوقيين المستقلين، بحجة أنها «تغض الطرف عن خرق الحقوق من طرف السلطة».
وقال وزير العدل الطيب لوح أثناء قراءة نص القانون على البرلمانيين إن «المجلس عبارة عن هيئة تتولى مهمة المراقبة والإنذار المبكر في مجال حقوق الإنسان»، مضيفا أن إنشاءه يندرج في إطار تجسيد الأحكام الدستورية الجديدة التي أولت للحقوق والحريات مكانة متميزة، ودعمت دور القضاء كضامن لاحترامها وعدم المساس بها». في إشارة إلى المراجعة الدستورية التي تمت في 7 فبراير (شباط) الماضي، والتي تضمنت إنشاء «مجلس لحقوق الإنسان».
وذكر لوح أن الآلية الدستورية الجديدة «تتكفل رصد انتهاكات حقوق الإنسان، والتحقيق فيها وإبلاغ الجهات المختصة بها مشفوعة برأيها واقتراحاتها»، وأوضح أن مشروع القانون «يعكس الإرادة السياسية للجزائر للارتقاء أكثر بحقوق الإنسان، وتكريس المبادئ الأساسية للدستور، باعتباره الضامن لهذه الحقوق».
وبحسب الوزير، فقد «قطعت الجزائر أشواطا كبيرة في مجال ترقية حقوق الإنسان، لا سيما المراجعة العميقة للمنظومة القانونية للمرأة التي سمحت بتعزيز تمثيلها في المجالس المنتخبة، ودعم حقوقها المدنية والسياسية وحمايتها من كل أشكال العنف». ويمنح الدستور للمرأة حصة 30 في المائة من مقاعد البرلمان والمجالس البلدية والولائية، دونما حاجة لخوض الانتخابات. وترى السلطات أن ذلك «مؤشر على ممارسة ديمقراطية متقدمة».
وبرأي وزير العدل فإن «اهتمام الجزائر بحقوق الإنسان تجسد عبر تاريخها، لا سيما خلال الفترة الاستعمارية من خلال انتصارها على أحد أبشع أشكال التعدي على حقوق الإنسان».
ومما جاء في نص استحداث «مجلس حقوق الإنسان»، أنه يرفع سنويا تقريرا إلى رئيس الجمهورية والبرلمان ورئيس الوزراء حول وضعية حقوق الإنسان، مرفقا باقتراحات وتوصيات.
وتضم الهيئة، بحسب لوح، 38 عضوا، «لديهم علاقات مع مؤسسات الأمم المتحدة والمؤسسات الإقليمية المتخصصة، ومع المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في الدول الأخرى، وكذا مع المنظمات غير الحكومية».
من جهة أخرى، حذرت المؤسسة العسكرية الجزائرية، متقاعدي الجيش ممن انتسبوا إليها في وقت سابق، من مغبة إطلاق تصريحات في الإعلام، تفهم بأنها خرق لما يسمى «واجب التحفظ»، وقالت إنها لن تتردد في متابعة المستخدمين العسكريين «الذين لا يتحلون بالأخلاق العسكرية النبيلة».
وكتبت «مجلة الجيش» لسان حال وزارة الدفاع في افتتاحية عدد شهر سبتمبر (أيلول) الحالي، عن قانون مثير للجدل صدر في أغسطس (آب) الماضي، يتعلق بفرض «واجب التحفظ» على العساكر المتقاعدين، زيادة على الذين ما زالوا يمارسون مهامهم في الجيش. ورأت المعارضة في هذا القانون: «تكميما للأفواه»، وبأنه يستهدف مجموعة من الضباط المتقاعدين يعارضون سياسات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وذكرت النشرية الشهرية أن «العرفان للمؤسسة العسكرية والولاء لها، يقتضي أن يتقيد جميع كوادرها بمن فيها التي انتسبت إلى هذه المؤسسة، وتوقفت نهائيا عن الخدمة في صفوف الجيش الوطني الشعبي، والمحالة على الاحتياط، بالأخلاق العسكرية سيما ما تعلق بواجب التحفظ».
وتحدثت «المجلة» عن ضوابط تضمنها «القانون الأساسي العام للمستخدمين العسكريين»، الذي بدأ العمل به منذ شهر. ومن هذه الضوابط «التحلي بالأخلاق العسكرية النبيلة، والتقاليد الراسخة التي تعكس العزة والفخر للانتماء إلى مهنة السلاح، ذلك لأن الإخلال بهذا الواجب من خلال الخوض في مواضيع بعيدة عن المهام الدستورية المخولة للجيش، لا يمكن إلا أن يدرج ضمن المساعي الرامية للمساس بسمعة جيشنا، فهي بالتالي غير مقبولة تماما وغير مسموح بها».
وقد صدر القانون، بحسب مراقبين، على خلفية قضية الجنرال المتقاعد حسين بن حديد، الذي سجن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، بسبب إطلاق تصريحات في إذاعة خاصة بشأن «إقحام الجيش في السياسة من طرف قيادته». وانتقد بن حديد بشدة رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، الذي قال عنه إنه «شخص غير محترم»، واتهم بن حديد بـ«ضرب معنويات الجيش»، وأفرج عنه من الحبس الاحتياطي بعد 8 أشهر، وعلى إثر التأكد من إصابته بالسرطان.
وتتوجه تهديدات «مجلة الجيش»، بحسب مراقبين، إلى ضابط آخر معروف بتصريحاته الصحافية المعادية لبوتفليقة، هو وزير الدفاع سابقا اللواء خالد نزار.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.