القوات العراقية تسيطر على مركز قضاء الشرقاط بعد معارك شرسة

المبعوث الأممي للتحالف لدى العراق: «لا تهاون» مع أي انتهاكات أو تعذيب طائفي بمعركة تحرير الموصل

القوات العراقية تسيطر على مركز قضاء الشرقاط بعد معارك شرسة
TT

القوات العراقية تسيطر على مركز قضاء الشرقاط بعد معارك شرسة

القوات العراقية تسيطر على مركز قضاء الشرقاط بعد معارك شرسة

دخلت القوات العراقية إلى مركز قضاء الشرقاط الذي يخضع لتنظيم "داعش"، بعد معارك شرسة تخوضها منذ ثلاثة أيام لاستعادة السيطرة على هذه المدينة قبل التوجه إلى الموصل.
وتقع الشرقاط على ضفاف نهر دجلة على بعد 260 كلم شمال العاصمة بغداد، وتعد آخر معاقل التنظيم المتطرف في محافظة صلاح الدين التي استُعيدت السيطرة عليها قبل أشهر.
وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان، إنّ القوات العراقية "تسيطر على قائممقامية الشرقاط وترفع العلم العراقي عليه بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات". كما فرضت القوات العراقية سيطرتها على المستشفى العام في المدينة ورفعت العلم العراقي فوق المبنى.
ورفع سكان المدينة رايات بيضاء فوق منازلهم، ولم تشهد المدينة عمليات نزوح كبيرة، حسب المسؤولين المحليين.
ولاتزال عمليات التقدم في احياء المدينة مستمرة.
وترتدي الشرقاط أهمية استراتيجية بالنسبة للقوات العراقية التي تستعد لتحرير الموصل، حيث تقع على طريق الامداد الرئيس الذي يمتد إلى بغداد.
وتمكنت القوات العراقية في 25 أغسطس (آب)، من استعادة بلدة القيارة التي تتمتع بموقع استراتيجي بسبب وجود مطار عسكري تعمل القوات العراقية حاليًا على تأهيله من أجل استخدامه في عمليات تحرير الموصل آخر أكبر معاقل المتطرفين في العراق.
على صعيد آخر، حذّر بريت ماكغورك المبعوث الاميركي لدى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أمس، أنّه "لا تهاون" مع أي عمليات تعذيب طائفي أو انتهاكات أخرى قد تنجم عن الهجوم المقرر لاستعادة مدينة الموصل العراقية المعقل الرئيسي للتنظيم المتطرف. مضيفًا خلال لقاء على هامش اجتماعات الامم المتحدة السنوية لزعماء العالم، أن التحالف يتخذ بالفعل خطوات لضمان عدم تكرار الانتهاكات التي وقعت في أعقاب استعادة مدينة الفلوجة العراقية في يونيو (حزيران)، عندما احتجزت ميليشيا شيعية عشرات المدنيين السنة وعذّبتهم. وتابع أنّ فحص الاشخاص الفارين من المدينة أمر مهم لضمان تلقي السكان العاديين للمساعدات وعدم تعرضهم لانتهاكات. ثمّ استطرد في اللقاء قائلًا "يجب التأكد من أن عملية الفحص في الموصل تجرى باحترافية مع وجود بعض المراقبين من طرف ثالث في مراكز الفحص هذا ما نأمل في حدوثه".
والموصل هي أكبر تجمع مدني تحت سيطرة التنظيم المتشدد وكان يقطنها ذات يوم نحو مليوني شخص. ويقول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إنّ استعادة المدينة ستكون بمثابة هزيمة التنظيم فعليا في العراق.
وبالنظر الى أعداد المسلحين المشاركين في القتال بالعراق ومنهم البشمركة الكردية وميليشيا الحشد الشعبي المدعومة من إيران، فثمة مخاوف كبيرة بشأن الكيفية التي سيدار بها الهجوم وما إذا كان سيفضي إلى مزيد من العنف الطائفي.
وقال ماكغورك إنّ واشنطن تعمل لضمان أن تكون قوات الامن الكثيرة المشاركة في الموصل من الذين دربهم التحالف، وأن يُتّفق على دور القوات المختلفة قبيل العملية التي قد تبدأ في أكتوبر (تشرين الاول). وأضاف "نريد أن نخطط للسيناريو الأسوأ. نستطيع أن نأمل في الافضل؛ لكن الخطة هي "للسيناريو" الاسوأ. لا نعرف ما الذي سيفعله داعش في الموصل".



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.