حض الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أول من أمس دول العالم على «استقبال الغرباء بيننا»، خلال قمة للأمم المتحدة جمعت تعهدات من خمسين دولة باستقبال 360 ألف لاجئ.
وفي كلمة ألقاها خلال قمة حول اللاجئين ترأستها واشنطن في الأمم المتحدة، أشاد أوباما خصوصا بالدور القيادي الذي اضطلعت به ألمانيا وكندا في فتح أبوابهما أمام اللاجئين السوريين وغيرهم من الفارين من الحروب. وقال أوباما: «نواجه أزمة ذات أبعاد هائلة»، مضيفا: «لا يمكننا أن نحول أنظارنا أو أن ندير ظهورنا. إغلاق الباب بوجه هذه العائلات سيكون خيانة لأعمق قيمنا».
وشارك قادة نحو خمسين دولة في القمة، غير أن مشاركتهم كانت مشروطة بتقديم تعهدات جديدة لمعالجة أسوأ أزمة لاجئين يواجهها العالم منذ الحرب العالمية الثانية. وأعلن أوباما أن «دولنا ستضاعف تقريبا بصورة جماعية عدد اللاجئين الذين نستقبلهم في بلداننا إلى ما يزيد على 360 ألفا هذه السنة».
وزادت الدول مساهمتها المالية في النداءات التي وجّهتها الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية بنحو 4. 5 مليار دولار أكثر مما تم تقديمه خلال 2015.
وتضمنت الوعود الجديدة أموالا لإلحاق نحو مليون طفل لاجئ بالمدارس، وتمكين مليون لاجئ من العمل بصورة قانونية. وقال مسؤولون أميركيون إن سبع دول، هي رومانيا والبرتغال وإسبانيا والجمهورية التشيكية وإيطاليا وفرنسا ولوكسمبورغ، تعهدت باستقبال عدد من اللاجئين في 2016 أكبر بعشرة أضعاف على الأقل عن عام 2015، في إطار عملية إعادة توزيع اللاجئين أو استقبال حالات جديدة.
وعقدت القمة بعد يوم من تبني الدول الـ193 في الأمم المتحدة خطة شاملة لمواجهة أزمة اللاجئين، اعتبرت المنظمات الحقوقية أنها لا ترقى إلى الرّد المطلوب. وهناك في العالم 65 مليون شخصا تركوا مواطنهم، بينهم 21 مليونا شُرّدوا خارج بلادهم بسبب النزاع السوري ونزاعات أخرى. أما النزاع السوري، فأدى إلى تشريد تسعة ملايين شخص لجأ أربعة ملايين منهم إلى الدول المجاورة.
وتعهدت الولايات المتحدة باستضافة 110 آلاف لاجئ خلال السنة المالية المقبلة (2016 - 2017)، لكنها لم تحدد كم ستكون نسبة السوريين من بين هؤلاء. واستقبلت الولايات المتحدة 85 ألف لاجئ، بينهم 10 آلاف لاجئ سوري خلال السنة المالية المنصرمة، وهو رقم اعتبره المدافعون عن حقوق الإنسان ضئيلا جدا بالنظر إلى مكانتها وقدراتها.
وفيما بدا أنه رد على المرشح الجمهوري إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب، قال الرئيس الأميركي إن الامتناع عن استقبال بعض من هؤلاء اللاجئين لأنهم مسلمون يؤدي إلى «تعزيز الدعاية الإرهابية». وأضاف أن أزمة اللاجئين هي «اختبار لإنسانيتنا المشتركة، وإن كنا سنخضع للشكوك والخوف، ونبني الجدران». ودعا ترامب إلى بناء جدار على الحدود مع مكسيكو لمنع دخول المهاجرين.
من جانبه، قال رئيس وزراء كندا جاستن ترودو الذي استقبلت بلاده أكثر من 30 ألف لاجئ سوري منذ نهاية 2015 إن أزمة اللاجئين تطرح تحديات، لكنها «تشكّل أيضا فرصة»، متعهدا باستقبال مزيد من اللاجئين.
وبعد استقبالها مليون لاجئ السنة الماضية، تعهدت ألمانيا بمواصلة فتح أبوابها لطالبي اللجوء. وقال وزير خارجية ألمانيا فرنك فالتر شتاينماير: «أعتقد أننا لا يمكن أن نتوقف عند هذا الحد. علينا أن نمضي قدما في حل هذه الأزمة».
وشكلت سياسة المستشارة أنجيلا ميركل إزاء اللاجئين سببا في تراجع حزبها أمام الشعبويين في انتخابات هذا الشهر. وقال أوباما في كلمته إن «القرارات السياسية قد تكون قاسية» على القادة الذين يقررون فتح الباب أمام المهاجرين.
وتستقبل حاليا ثماني دول أكثر من نصف اللاجئين في العالم، هي تركيا وباكستان ولبنان وإيران وإثيوبيا والأردن وكينيا وأوغندا. ولم تكن ست من أغنى دول العالم، هي الولايات المتحدة والصين واليابان وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، تستقبل سوى 1. 8 مليون لاجئ السنة الماضية، أي 7 في المائة فقط من مجمل العدد العالمي وفق منظمة «أوكسفام» الخيرية البريطانية.
50 دولة تتعهد باستضافة 360 ألف لاجئ خلال عام
أوباما أثنى على سياسات الباب المفتوح التي نهجها ترودو وميركل
50 دولة تتعهد باستضافة 360 ألف لاجئ خلال عام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة