أكثر من 400 مؤسسة تونسية تدرس النفاذ إلى أسواق جديدة

محاولة جديدة لتحسين تنافسية منتجات المناطق المُهمشة في تونس
محاولة جديدة لتحسين تنافسية منتجات المناطق المُهمشة في تونس
TT

أكثر من 400 مؤسسة تونسية تدرس النفاذ إلى أسواق جديدة

محاولة جديدة لتحسين تنافسية منتجات المناطق المُهمشة في تونس
محاولة جديدة لتحسين تنافسية منتجات المناطق المُهمشة في تونس

قال التونسي إسكندر بن مصطفى، مدير مشروع تابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إن الوكالة رصدت ضمن برنامج طريق الأعمال ميزانية تعادل 15 مليون دولار (نحو 33 مليون دينار تونسي) على مدى ثلاث سنوات، بهدف خلق فرص عمل من خلال تحسين تنافسية المؤسسات خصوصا في المناطق المهمشة.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن المؤسسات المشاركة في برنامج طريق الأعمال، الناشطة في ثماني محافظات، توجد بها قدرات كامنة ليست مستغلة بما يكفي، لأن البعض منها يجهل كيفية الخروج إلى الأسواق الخارجية، كما أن أغلب المؤسسات في حاجة إلى مرافقة خلال خطواتها الأولى نحو الأسواق الدولية.
وتشارك أكثر من 400 مؤسسة تونسية في سلسلة من اللقاءات والحلقات التكوينية، الهادفة إلى تطوير المؤسسات التونسية.
وتشارك في هذه المظاهرة الاقتصادية التي انطلقت أمس وتتواصل على مدى ثلاثة أيام، مؤسسات اقتصادية تنشط في ثماني ولايات .
ويشمل التكوين تقديم مداخلات وعروض اقتصادية، وعقد ندوات ولقاءات أعمال وتشبيك بين مستثمرين تونسيين وأجانب، علاوة على توفير الحلول والآليات المناسبة لفائدة المؤسسات التونسية الراغبة في التصدير. وتسجل سلسلة هذه اللقاءات الجهوية لتطوير المؤسسات ضمن برنامج طريق الأعمال، مشاركة كل من مركز النهوض بالصادرات ووكالة النهوض بالصناعة والتجديد (مؤسستان حكوميتان)، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، وكونفدرالية مؤسسات المواطنة التونسية، ومركز المسيرين الشبان من تونس، علاوة على غرف التجارة التونسية والدولية.
وقال لطفي الدراجي، مدير الشركة الخاصة المنظمة لهذه المظاهرة، خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة التونسية، إن هذه المبادرة الاقتصادية تُنظم بإشراف من وزارة الصناعة والتجارة في تونس، وهي تجمع بين القطاع العام والقطاع الخاص، وتلتئم حول محور «مفاتيح تحسين تنافسية المؤسسة وكيفية اكتساح الأسواق العالمية».
ووفق مؤشرات قدمها المعهد التونسي للإحصاء، فقد انخفضت عائدات الصادرات التونسية، خلال النصف الأول من السنة الحالية بنسبة 1.3 مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، وقُدرت نسبة تغطية الواردات بالصادرات بنحو 70.3 في المائة مقابل 70.1 في المائة في بالفترة نفسها من العام المنقضي.
وعزا معهد الإحصاء تراجع الصادرات التونسية إلى تقلص صادرات قطاع المنتجات الفلاحية والغذائية بنسبة 36 في المائة، نتيجة تقهقر مبيعات زيت الزيتون، وتذبذب صادرات الفوسفات، كما تراجعت صادرات قطاع الطاقة بنسبة 50.1 في المائة، نتيجة تراجع صادرات المواد المكررة.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).