هادي يجتمع مع مسؤولي {صندوق النقد} في نيويورك لكشف انتهاكات الانقلابيين المالية

«آي إم إف» لـ«الشرق الأوسط»: مستعدون للمساعدة * القعيطي: نسقنا مع «الرباعية» لنقل «البنك» إلى عدن

هادي يجتمع مع مسؤولي {صندوق النقد} في نيويورك لكشف انتهاكات الانقلابيين المالية
TT

هادي يجتمع مع مسؤولي {صندوق النقد} في نيويورك لكشف انتهاكات الانقلابيين المالية

هادي يجتمع مع مسؤولي {صندوق النقد} في نيويورك لكشف انتهاكات الانقلابيين المالية

كشف محافظ البنك المركزي اليمني الجديد الدكتور منصر القعيطي، لـ«الشرق الأوسط»، عن تنسيق يمني مع المجموعة الرباعية، سبق اتخاذ قرار نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وإعادة تشكيل مجلس إدارته، وكان التنسيق في اجتماع جدة المنعقد في نهاية أغسطس (آب) الماضي، وحضره وزراء خارجية السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا وهي دول «الرباعية».
وقال القعيطي، في اتصال هاتفي، أمس، إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي سيرأس اجتماعا من المقرر أن يجري مع صندوق النقد الدولي في نيويورك، اليوم، وأضاف: «سنعرض لهم العوامل التي دفعت الحكومة لاتخاذ القرار، مع تقديم نسخة من أداء البنك الذي كان تحت سيطرة الحوثيين وصالح منذ بداية انقلابهم».
من ناحيته، أعلن صندوق النقد الدولي استعداده لمساعدة اليمن بكل ما يستطيع في مجالات اختصاصه، وقال ألبرت جيغر، رئيس بعثة صندوق النقد الدولي في اليمن لـ«الشرق الأوسط»: «أنشأ القرار وضعًا جديدًا وقد يثير بعض التحديات أمام مواصلة تقديم السلع العامة لكل اليمنيين».
وفي تصريح مقتضب، قال متحدث باسم الخارجية البريطانية، لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده «تدرك قرار الرئيس هادي حول نقل البنك إلى عدن، وسوف نراقب بعناية التداعيات المتعلقة بهذا النقل خصوصا على الاقتصاد والوضع الإنساني».
وفي رده على سؤال «الشرق الأوسط» عن موقف صندوق النقد الدولي من التغييرات الأخيرة التي أقرها الرئيس اليمني بشأن البنك المركزي اليمني، قال جيغر إن الصندوق أحيط علمًا بالمرسوم الذي أصدره الرئيس هادي القاضي بإعادة تشكيل مجلس إدارة البنك المركزي ونقل مقره من صنعاء إلى عدن.
وتابع بالقول: «لقد أيد الصندوق في الماضي الاحتفاظ بالوظائف الأساسية للبنك المركزي في صنعاء باعتباره المنهج الأكثر فعالية لتحقيق مستوى أساسي من الاستقرار الاقتصادي والمالي في اليمن الذي مزقه الصراع، وذلك بالنظر إلى الدعم الذي قدمه البنك المركزي في صنعاء لاستيراد المواد الغذائية الضرورية، وحفاظه على الخدمات الاجتماعية الأساسية والأمن عن طريق صرف أجور العاملين في القطاع العام، وعلى سير عمل نظام المدفوعات».
من ناحيته، قال السفير اليمني لدى المملكة المتحدة لـ«الشرق الأوسط»، إن الإفلاس الذي تعرض له البنك المركزي كان بسبب سوق النقد الموازية التي احتفظ الانقلابيون فيها بالجزء الأكبر من النقد المتداول لتأمين سيولة لنشاطاتهم، حيث كان النقد المتداول خارج النظام المصرفي يتجاوز، بما لا يقاس، الكتلة النقدية التي كانت بيد البنك المركزي ومعظمها من النقود المحجوزة للإتلاف. وأضاف أن مصادر هذه السوق وإنتاج القيم النقدية فيها ستظل بيد الانقلابيين يمولون بها نشاطاتهم من دون أي مسؤولية تجاه الإنفاق العام؛ لأن الالتزامات التي ستترتب على نقل البنك المركزي ومنها الرواتب والاستيراد والمدفوعات العامة ستكون من مسؤولية الحكومة الشرعية كما يبدو.
وكان الرئيس اليمني أصدر الأحد الماضي مرسومًا رئاسيا بنقل مقر البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الانقلابيون إلى مدينة عدن (جنوب) التي اتخذتها الحكومة عاصمة مؤقتة.
وبموجب المرسوم الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، تقرر «إعادة تشكيل مجلس إدارة البنك المركزي» و«نقل المقر الرئيسي للبنك المركزي اليمني وإدارة عملياته إلى عدن».
وبحسب الحكومة اليمنية، هناك 6 مخالفات رئيسية تندرج تحتها عشرات الانتهاكات التي اتخذها مجلس إدارة البنك المركزي اليمني السابق، أبرزها تخصيص مبلغ 1.8 مليار دولار على مدى 18 شهرا (100 مليون دولار شهريًا) لمندوبين من الحوثيين سُخر لدعم مجهودهم الحربي والمضاربة على العملة في سوق الصرف الأجنبي، والاحتفاظ بجزء منه في خزائنهم الخاصة في صعدة وغيرها.
وكان الدكتور منصر القعيطي، محافظ البنك المركزي اليمني الجديد، كشف أول من أمس، عن تبديد 6.3 مليار دولار من الأموال الداخلية والخارجية لليمن، لافتًا إلى إنفاق 1.8 مليار دولار لمندوبين من الحوثيين، فضلا عن تبديد الاحتياط النقدي الخارجي البالغ 5.2 مليار دولار، ولم يتبق منه سوى 700 مليون دولار.
كما أعلن الدكتور أحمد بن دغر رئيس الوزراء اليمني، أن الحكومة اليمنية ستفي بكل ما عليها من التزامات من دين داخلي وديون خارجية، كما أنها سترفد البنك المركزي بموارد لتغطية الاحتياجات والنفقات لموظفي الدولة المدنيين والعسكريين، كما أنها ستكون مسؤولة عن جميع المواطنين.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.