39 حزبًا أردنيا تشارك في العملية الانتخابية وسط تخوف من تدني نسبة الاقتراع

قوانينها الجديدة تمهد لحياة سياسية ديمقراطية

39 حزبًا أردنيا تشارك في العملية الانتخابية وسط تخوف من تدني نسبة الاقتراع
TT

39 حزبًا أردنيا تشارك في العملية الانتخابية وسط تخوف من تدني نسبة الاقتراع

39 حزبًا أردنيا تشارك في العملية الانتخابية وسط تخوف من تدني نسبة الاقتراع

تجري في الأردن اليوم، انتخابات مجلس النواب الثامن عشر، في ظروف غير اعتيادية خلفت مصاعب اقتصادية، بعد اللجوء السوري الكثيف، وانعكاس ذلك على الحياة الاجتماعية في الأردن، حيث انتشرت مظاهر الفقر واتسع حجم البطالة، وتفاقمت المديونية العامة والعجز في الموازنة العامة للدولة.
ويتوجه أكثر من أربعة ملايين ناخب أردني إلى صناديق الاقتراع، لانتخاب 130 عضوا لمجلس النواب، كخطوة من خطوات الإصلاح السياسي الذي بدأ مع الربيع العربي، وقاده العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، من خلال أوراق النقاش التي طرحها وحدد فيها تصوراته لمرحلة الإصلاح السياسي في الأردن.
وتجرى الانتخابات النيابية بقانون جديد ألغى قانون الصوت الواحد واعتمد القائمة النسبية المفتوحة، حيث اشترط الدخول في قوائم على مستوى المحافظة، وأن يكون عدد الأعضاء في القائمة حسب عدد المقاعد المخصصة لكل دائرة انتخابية، واشترط على الناخب أيضا، اختيار القائمة واختيار عدد من المرشحين في القائمة التي اختارها أيضا.
واعتبر رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب، خالد الكلالدة، العملية الانتخابية، محطة مفصلية من محطات بناء المستقبل السياسي للأردن، الذي يتحاور فيه الأردنيون عبر صناديق الاقتراع، وعبر البرامج السياسية من خلال القوائم الانتخابية، ومن خلال انتخابات تُجرى وفق التشريعات الناظمة والمعايير الدولية، تطبّق فيها ضمانات حقيقية للنزاهة.
ودعا الكلالدة المرشحين إلى تقبل النتائج بصدر رحب، والمساهمة في تقديم صورة الأردن الذي يريده الأردنيون أمام العالم أجمع، بما يليق بحجم الحوار السياسي الأردني الناضج، البعيد عن التشنّج، ونبذ الآخر.
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم الهيئة المستقلة للانتخاب جهاد المومني، إن قانون الانتخابات الجديد، يمهد لبداية حياة سياسية ديمقراطية تلبي طموحات المجتمع، لإفراز ممثلين عن الشعب يحملون همومه وقضاياه إلى أصحاب القرار، داعيا المجتمع المحلي إلى توسيع قاعدة المشاركة في الانتخابات لتعزيز الجانب الديمقراطي.
وأوضح المومني أن الهيئة وفرت كاميرات لمراقبة عمليات الاقتراع داخل مراكز الاقتراع والفرز حفاظا على نزاهة الانتخابات، مشيرا إلى أن الهيئة عملت على تجهيز وصيانة مراكز الاقتراع لاستقبال الناخبين.
وقد أعلنت جميع الأحزاب والفعاليات الشعبية والنقابية، عن مشاركتها في العملية الانتخابية ترشحا واقتراع.
وبلغ العدد النهائي للمرشحين للانتخابات النيابية 1252 مرشحًا ومرشحة، توزعوا على 226 قائمة انتخابية. وبلغ عدد السيدات المتقدمات بطلبات الترشح 257 سيدة، بينهن 4 سيدات مسيحيات وسيدتان شيشانية-شركسية، كما تقدمت قائمتان نسائيتان للترشح في كل من الدائرة الأولى في الزرقاء (قائمة النشميات)، والدائرة الخامسة في عمان (قائمة سيدات الأردن).
ويتوقع المراقبون أن يحظى حزب الإخوان المسلمين بنحو 23 مقعدا، وبقية الأحزاب الأخرى على عشرة مقاعد.
بينما تخوض أحزاب إسلامية تابعة لجمعية جماعة الإخوان المسلمين، التي انشقت عن الجماعة الأم، بسبع قوائم من دون تحديد عدد المرشحين الذين يتمتعون بدعم عشائري.
وقد أظهرت نتائج دراسة مسحية، أن جميع الأحزاب عبرت عن نيتها المشاركة في العملية الانتخابية، حيث وصل عددها ترشحا، إلى (39) حزبا، بنسبة (78 في المائة) من إجمالي الأحزاب، بينما اكتفى (11) حزبا، بالتصريح برغبتهم في المشاركة من خلال الانتخاب فقط.
وحدد القانون الجديد عدد أعضاء مجلس النواب بـ130، بينها 9 مقاعد لنواب مسيحيين، و3 للشركس والشيشان، يضاف إليهم 15 مقعدا خصصت لسيدات لم يحالفهن الحظ بالفوز.
بحسب قانون الانتخاب الجديد، جرى توسيع الدوائر الانتخابية، ليصبح عددها 23 دائرة انتخابية، تمثل كل محافظة دائرة انتخابية واحدة، باستثناء محافظة العاصمة، وخصص لها 5 دوائر انتخابية، إضافة إلى محافظتي اربد بـ4 دوائر انتخابية، والزرقاء بدائرتين، فيما تم معاملة دوائر البدو الثلاث معاملة المحافظة.
وتظهر أشكال الدعاية للانتخابات النيابية تأثر المرشحين بقانون الصوت الواحد، في ظل طغيان انتشار لافتات دعائية في الشوارع، تحمل صورا شخصية لمرشحين، من دون بقية من هم في قوائمهم.
من جانبها، أثنت بعثة الاتحاد الأوروبي لمُتابعة الانتخابات، على سلاسة الإجراءات التي اتخذتها الدولة الأردنية. وأشادت بالجهود الأردنية لتعزيز الديمقراطية، وتوسيع مشاركة المواطن في صنع القرار؛ في إقليم مُضطرب.
واعتبرت البعثة إجراء الانتخابات في هذه المرحلة، تأكيدا على ثقة الدولة الأردنية بالإصلاحات التي تنتهجها.
وقد نشرت بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات، أربعين مراقبا من الاتحاد الأوروبي في سائر أنحاء البلاد، لينضموا إلى 26 مراقبا تم نشرهم في 24 أغسطس (آب) الماضي في جميع المحافظات.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.