عمليتا طعن في القدس والخليل.. وإسرائيل ترد بإجراءات انتقامية

الخارجية الفلسطينية تتهم نتنياهو بصب الزيت على النار

عمليتا طعن في القدس والخليل..  وإسرائيل ترد بإجراءات انتقامية
TT

عمليتا طعن في القدس والخليل.. وإسرائيل ترد بإجراءات انتقامية

عمليتا طعن في القدس والخليل..  وإسرائيل ترد بإجراءات انتقامية

نفذ فلسطينيون، أمس، عمليتي طعن في القدس والخليل، خلفتا عددا من الإصابات بين الجنود الإسرائيليين، في حين قتل أحد المنفذين، وأصيب اثنان آخران بجروح خطيرة، في تصعيد لافت للأحداث، ردت عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتعزيزات إضافية، وإجراءات انتقامية في القدس، وصفتها الخارجية الفلسطينية بإشعال النار.
فقد أصيب شرطي من جيش الاحتلال بجروح طفيفة في الخليل، إثر هجوم نفذه فلسطينيان قرب الحرم الإبراهيمي الشريف في المدنة، قبل أن يطلق الجنود النار على الفلسطينيين، فيقتلون أحدهما، ويصيبون الآخر بجروح.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن فلسطينيا قتل برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة الخليل بالضفة الغربية. وقالت، في بيان لها، إنها أُبلغت «باستشهاد مواطن، وإصابة آخر بجروح خطيرة، بعد إطلاق جنود الاحتلال النار عليهما قرب الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل»، بينما قالت لوبا السمري، المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية، في بيان: «حاول فلسطينيان من سكان الخليل تنفيذ عملية طعن إرهابية ضد أفراد من شرطة حرس الحدود العاملين هناك». وقد جاءت العملية بعد ساعات فقط من تنفيذ أخرى في منطقة باب الساهرة في القدس، مما أدى إلى إصابة شرطية إسرائيلية بجروح بالغة الخطورة، وشرطي بجروح متوسطة، إضافة إلى منفذ الهجوم.
وأغلقت إسرائيل شوارع في القدس، وحاصرت مناطق كاملة، وأجبرت أصحاب المحال التجارية في شوارع محددة على إقفالها، ودفعت بتعزيزات إضافية، كما حدث في الضفة الغربية، في خطوات وصفها الفلسطينيون بالانتقامية، وأسلوب العقاب الجماعي المرفوض. وقال قائد شرطة القدس، الميجر جنرال يورام هليفي، إن إغلاق المحال التجارية في شارعي صلاح الدين والسلطان سليمان المجاورين، وعدم السماح بحركة السيارات فيهما، ليس عقابا جماعيا. وأوضح خلال جلسة خاصة لتقييم الوضع أن هذا الإجراء يندرج في إطار التحقيق بحادث الطعن، متوقعا إعادة فتح المحال اليوم.
وتعهد وزير الأمن الداخلي غلعاد اردان، بأن يعمل كل ما في وسعه من أجل هدم منازل منفذي العمليات في باب الساهرة، وهو من حي راس العامود، شرق المدينة.
وقال مسؤول عسكري، تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه، إن «عطلة عيد الأضحى في سبتمبر (أيلول) هي دائما أكثر عرضة للطفرات في أنشطة العنف الفلسطينية»، مضيفا أن «الدافع والإلهام لتنفيذ هجمات ضد الإسرائيليين لا يزال قويا».
وردت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان صحافي، باتهام حكومة اليمين في إسرائيل بالتصعيد من إجراءاتها القمعية ضد المواطنين الفلسطينيين العزل، وقالت: «إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن عن سلسلة من الإجراءات العقابية التنكيلية في الضفة المحتلة، وبشكل خاص في محافظتي القدس والخليل.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.