القيادة اليمنية: على إيران كفّ يدها عن التدخل في شؤوننا الداخلية

هادي يوجه الحكومة بإدارة ميدانية للمناطق المحررة

منظر عام للعاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الانقلابيون منذ سبتمبر 2014 (إ.ب.أ)
منظر عام للعاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الانقلابيون منذ سبتمبر 2014 (إ.ب.أ)
TT

القيادة اليمنية: على إيران كفّ يدها عن التدخل في شؤوننا الداخلية

منظر عام للعاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الانقلابيون منذ سبتمبر 2014 (إ.ب.أ)
منظر عام للعاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الانقلابيون منذ سبتمبر 2014 (إ.ب.أ)

أكدت القيادة اليمنية الشرعية استمرارها في مساعيها لحسم الصراع مع الانقلابيين عسكريا، وترحيبها في الوقت ذاته، بالجهود الأممية لحل الأزمة عبر الطرق السلمية والحوار. ووجه الرئيس اليمني حكومته برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر للعودة إلى المناطق المحررة وإدارة شؤون البلاد من هناك.
ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، عقد الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس، اجتماعا بهيئة مستشاريه «تناول جملة من القضايا والموضوعات المتصلة بالشأن الوطني وعلى مختلف المستويات»، وضمنها «التطورات المتسارعة على المستوى الميداني من خلال الانتصارات المحققة والمتوالية التي يحققها أبطال الجيش والمقاومة الشعبية في مختلف الجبهات بدعم وإسناد من قوات التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات».
وفي الوقت الذي حيا هادي «الدماء الزكية والطاهرة التي تسقط في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض لتحرير اليمن من عبث ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية»، فقد قال إن «مسارات السلام والمساعي المبذولة في هذا الإطار من خلال جهود المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ وزيارته الأخيرة التي أكدنا له خلالها وبوضوح عن رغبتنا الجادة نحو السلام قولا وعملا، وهذا ما تجسد خلال مشاورات السلام ومحطاته المختلفة التي تعاملنا معها بكل إيجابية مع فرص السلام المرتكز على قرارات الشرعية الدولية ومنها القرار الأممي 2216. والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني في ظل رفض القوى الانقلابية لتلك المساعي والجهود».
وفي سياق معالجة الأوضاع الداخلية، وجه الرئيس هادي «الحكومة بإدارة الوضع العام بالمحافظات المحررة والنزول التام لرعاية مصالح واحتياجات المواطن المتعلقة بالمعيشة والاستقرار الأمني، وتفعيل الخدمات والبنى التحتية بصورة عامة بالتعاون والتكامل مع السلطات المحلية في مختلف المحافظات»، وحسب المصادر الرسمية، فقد استعرض وزير المالية اليمني، منصر القعيطي «واقع الوضع المالي في اليمن في ظل عبث الانقلابيين بالموارد المالية وتسخيرها لمجهودهم الحربي، ومنع التعزيز للمحافظات المحررة مما أخل بحيادية البنك المزعومة واستنزاف الموارد لإطالة أمد الحرب، الأمر الذي يستدعي اتخاذ الإجراءات اللازمة والمناسبة في هذا الصدد».
إلى ذلك، قال وزير الخارجية، عبد الملك المخلافي، في مداخلة في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة الـ17 لحركة دول عدم الانحياز المزمع عقدها يومي 17 و18 سبتمبر (أيلول) الحالي في جزيرة مارغريتا في فنزويلا إن «إيران ما برحت تتدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية اليمنية، وعليها أن تكف عن مثل هذه التدخلات السافرة». وأشار المخلافي إلى أن «الجمهورية اليمنية حريصة على السلام وأنها تعرضت إلى انقلاب من قبل ميليشيات الحوثيين وصالح، الأمر الذي حال دون استكمال العملية السياسية في المرحلة الانتقالية بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية».
وأوضح وزير الخارجية اليمنية أن «الانقلابيين تمادوا وحاولوا السيطرة على اليمن بقوة السلاح مما اضطر الرئيس عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، إلى الاستعانة بالتحالف العربي الداعم للشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية»، وثمن الوزير دعم دول التحالف العربي للحكومة الشرعية من أجل استعادة الدولة المنهوبة وحقن الدماء اليمنية، والمحافظة على ما تبقى من مؤسساتها والعودة إلى المسار الصحيح الرامي إلى إنشاء دولة يمنية اتحادية مدنية حديثة»، وأشار الوزير اليمني إلى أن «القضية الفلسطينية التي تبنتها الحركة منذ عقود تحتل مرتبة خاصة وتعبر عن الضمير الحي للحركة، مشيرا إلى ضرورة الاستمرار في تأييد الشعب الفلسطيني المظلوم حتى ينال استقلاله وحقوقه غير القابلة للتصرف»، مضيفا أن «القضية الفلسطينية ليست فقط قضية عربية إسلامية، بل إنها قضية إنسانية عالمية بامتياز».
وشدد الوزير المخلافي على «ضرورة تعزيز التضامن والتعاضد داخل حركة عدم الانحياز من أجل التصدي للتحديات التي تواجهها دول الحركة، ومن أجل أن تكون الحركة هي المدخل لإنشاء نظام عالمي أكثر عدلا وإنصافا»، وأضاف أن «الجمهورية اليمنية كانت من أوائل المؤسسين لحركة دول عدم الانحياز، وأنها ستبقى متمسكة بالسلام وبمبادئ عدم الانحياز بما في ذلك عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ومكافحة الإرهاب ونبذ العنف والتطرف، والدعوة إلى الديمقراطية والسلام والاستقرار والإخاء لها ولأشقائها وللعالم أجمع».
إلى ذلك، أوصت ندوة نظمها مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان حول «العدالة الانتقالية وأهميتها في تحقيق السلام في اليمن» في العاصمة السويسرية، بضرورة البدء بمسار العدالة الانتقالية، وتفعيل دور المجتمع المدني، ووقف خطاب الكراهية ومسار الحرب ذات الطابع المذهبي.
ودعت الندوة لوقف الاعتداءات التي تقوم بها الميليشيا الانقلابية والجماعات المسلحة الخارجة عن القانون، ودعت المجتمع الدولي إلى دعم الجهود الرامية إلى تحقيق العدالة الانتقالية وإنصاف الضحايا وجبر الضرر.
وطالب المتحدثون في الندوة التي عقدت على هامش الدورة 33 لمجلس حقوق الإنسان بإنشاء هيئة مستقلة للعدالة الانتقالية، والعمل على دعم مسار التحقيق الوطني وفق المعايير الدولية، ودعم اللجنة الوطنية لرصد انتهاكات حقوق الإنسان بهدف إنصاف الضحايا.
وشددت الندوة على أهمية تقوية الحوارات المجتمعية بما يخص بناء السلام، وإعادة تماسك النسيج الاجتماعي، ووقف دعوات التمزق الذي تعاني منه اليمن والحفاظ على المؤسسات الوطنية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.