«إياتا»: موازنة المديونيات أكبر تحدٍ أمام شركات الطيران العالمية

ارتفاع الأرباح التشغيلية ساهم في تقليصها

«إياتا»: موازنة المديونيات أكبر تحدٍ أمام شركات الطيران العالمية
TT

«إياتا»: موازنة المديونيات أكبر تحدٍ أمام شركات الطيران العالمية

«إياتا»: موازنة المديونيات أكبر تحدٍ أمام شركات الطيران العالمية

كشف اتحاد النقل الجوي الدولي «إياتا» أنه على الرغم من تحسن أداء وارتفاع أرباح شركات الطيران العالمية، فإنها ما زالت تواجه تحدي معالجة الموازنة العمومية لتسديد الديون؛ الأمر الذي يتطلب استمرار الربحية إلى وقت أطول للقيام بذلك.
وأوضح تقرير «إياتا» الذي تلقته «الشرق الأوسط» أن الربحية الجيدة التي حققتها شركات الطيران حول العالم في السنوات الأخيرة ساهمت في قدرة الكثير من الشركات على استعادة عافيتها في تسديد التزاماتها المالية، إذ ساعد التركيز على الاستثمار الذي شرعت فيه الشركات أخيرًا في تحسين إيراداتها، إلى جانب إقامة الكثير من التحالفات، والتعاون في نقل المسافرين بين المحطات الدولية، مما زاد من القدرة التشغيلية للشركات المتحالفة.
وقال توني تايلر، المدير العام والرئيس التنفيذي لـ«إياتا» سابقًا، إن المؤشرات الإيجابية لارتفاع الطلب على السفر جوًا ساهمت في تحسين أرباح الناقلات الجوية، وهو ما ساعدها في توجيه موازنتها للتخفيف من أعباء الديون، إلى جانب التوسع في بناء شراكات قوية بين شركات القطاع. وقد لمس المستثمرون في صناعة النقل الجوي نتائج إيجابية في ارتفاع تدفق المسافرين عبر المطارات، مما أدى إلى ارتفاع المنافسة، وتحسين الأداء التشغيلي، حيث وصلت مؤشرات الحمولة إلى أرقام غير مسبوقة في الآونة الأخيرة.
وبالعودة إلى تقرير «إياتا»، فإنه من المتوقع أن تصل أرباح شركات الطيران العالمي إلى 39.4 مليار دولار، حيث سيتم توليد هذه الأرباح من إيرادات تبلغ 709 مليارات دولار، على أساس هامش صافي ربح إجمالي يبلغ 5.6 في المائة. حيث يصنف العام الحالي بأنه الأفضل من حيث الربحية للقطاع.
وأشار التقرير إلى أن شركات الطيران استطاعت تحقيق نتائج إيجابية على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها، إذ يسود التفاؤل على القطاع بشكل عام مع نهاية العام الحالي.
وأوضح التقرير أن القطاع استطاع توليد الأرباح في ظل الطلب الإيجابي الذي تشهده الرحلات حاليًا، إذ إنه من المتوقع أن يتفوق حجم الطلب على القدرة الاستيعابية بشكل طفيف، والتي سيصل نموها إلى 6.8 في المائة، في مقابل بقاء عوامل الحمولة مرتفعة عند مستوى 80 في المائة، إضافة إلى أن شركات الطيران تركز حاليًا على تنمية أساطيلها بشراء طائرات ركاب ذات هيكل عريض لتلبية طلبات المسافرين، مما يساهم في زيادة القدرة لاستيعاب المزيد من خدمات الشحن الجوي، الذي يضفي بدوره أرباحًا على الشركات.
تجدر الإشارة إلى أن قطاع النقل الجوي يعد من أهم القطاعات الاقتصادية التي تولد القيمة المضافة للحكومات والمنظمات الاقتصادية، إذ من المتوقع أن يتحسن أداء القطاع خلال العام الحالي بمتوسط إيرادات الرحلة الواحدة يصل إلى 366 دولارًا، قبل إضافة الضرائب والرسوم، ومن المتوقع أن تصل أعداد المسافرين إلى 3.8 مليار راكب.
ويشهد الأداء البيئي للناقلات الجوية تحسنًا متواصلاً، حيث يمضي القطاع قدمًا نحو العمل على تحسين كفاءة الوقود بمعدل 1.5 في المائة سنويًا حتى عام 2020. حيث تشكّل الاستثمارات في الطائرات الجديدة حافزًا لرفع كفاءة استهلاك الوقود.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).