تعز: تهجير عشرات الأسر من الصلو في ثالث أيام العيد

الخسائر المتوالية دفعت الانقلابيين لإرسال تعزيزات عسكرية

محافظ الحديدة عبد الله أبو الغيث لدى زيارته المنطقة العسكرية الخامسة أمس (سبأ)
محافظ الحديدة عبد الله أبو الغيث لدى زيارته المنطقة العسكرية الخامسة أمس (سبأ)
TT

تعز: تهجير عشرات الأسر من الصلو في ثالث أيام العيد

محافظ الحديدة عبد الله أبو الغيث لدى زيارته المنطقة العسكرية الخامسة أمس (سبأ)
محافظ الحديدة عبد الله أبو الغيث لدى زيارته المنطقة العسكرية الخامسة أمس (سبأ)

أعرب أهالي محافظة تعز، ثالثة كبرى المدن اليمنية، عن فرحهم خلال أيام عيد الأضحى المبارك، لما حققته قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من تقدم كبير في جبهات القتال، خاصة في جبهة الضباب، الجبهة الغربية، وإفشال تقدم ميلشيات الحوثي والموالين لهم من قوات المخلوع صالح الانقلابية إلى مواقعهم، بمساندة طيران التحالف، وتكبيدهم الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه الميليشيات الانقلابية انتهاكاتها وجرائمها ضد أهالي مدينة تعز وقرى وقرى مديريات حيفان والصلو، جنوب المدينة، من خلال استمرارها بالقصف بصواريخ الكاتيوشا والمدافع ومضاد الطيران، وبشكل عشوائي وهستيري، مخلفة وراءها قتلى وجرحى من المدنيين العُزل بينهم نساء وأطفال، علاوة على قنص المدنيين في الطرقات الرئيسية وتهجير الأهالي من قراهم. كما جددت الميلشيات قصفها على قرى مديرية مقبنة حمير، غرب المدينة، من مواقع تمركزها في منطقة البهلول القريبة من مدينة البرح.
وبعد سيطرة قوات الشرعية (الجيش الوطني والمقاومة الشعبية) في تعز، على مواقع عدة وطردهم من جبهة الضباب وتطهيرها بشكل كامل منهم، دفعت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بتعزيزات عسكرية جديدة إلى مواقعها في محيط المدينة والحوبان، شرق المدينة، وما تبقى من مواقعها في الربيعي، خاصة محيط جبل هان الاستراتيجي ومقر اللواء 35 مدرع.
مصادر ميدانية في المقاومة الشعبية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الميليشيات الانقلابية صعدت من قصفها العنيف على الأحياء السكنية في تعز والضباب، غرب المدينة، سقط على إثرها قتلى وجرحى من المدنيين من بينهم الطفل إبراهيم حسان علي غالب (13) عاما، بطلقة رصاصة قناص من الميليشيات اخترقت بطنه وهو يجلب الماء من بير هزاع في منطقة الضباب، وكذلك امرأة مسنة، توفيت جراء شضايا قذيفة هاون أطلقتها الميليشيات على منزلها».
وأضافت أن «المعارك ما زالت مشتعلة في جميع الجبهات، وتمكنت قوات الجيش والمقاومة الشعبية من تكبيدهم الخسائر المادية كبيرة، وتم تطهير منطقة الجبالي والضباب بشكل كامل بعد عملية التسلل الفاشلة التي قامت بها الميليشيات الانقلابية».
وفي ريف تعز، صعدت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية من انتهاكاتها، وباشرت مرة أخرى في تهجير الأهالي من منازلهم بقوة السلاح ليجعلوا منها مخازن أسلحة للميليشيات وثكنات عسكرية.
وبعد عملية التهجير للأهالي في منطقة ظبي بالأعبوس التابعة لمديرية حيفان، ومنطقة غراب والوازعية (غربا) وثعبات وكلابة (شرق المدينة)، أجبرت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح أهالي قرية الصيار في مديرية الصلو، جنوب المدينة، بسرعة الرحيل من منازلهم، بعدما بثت الرعب بين أهالي المنطقة منذ دخولها المنطقة في مطلع الشهر الماضي.
ويأتي التهجير القسري لمن تبقى في منطقة الصيار بعدما غادر عدد من أهالي المنطقة بعد وصول تعزيزات الميليشيات الانقلابية، مصفحات ومنصات صواريخ وأطقم عسكرية، إلى المنطقة ومناطق أخرى، علاوة على زراعة الميليشيات في الطرقات الرئيسية ومنازل من يتهمونهم بانتمائهم للمقاومة الشعبية، وراح ضحيتها الشهر الماضي أحد الأطفال عند عودته من السوق.
وقال القيادي في المقاومة الشعبية في جبهة حيفان، سهيل الخرباش، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الميليشيات الانقلابية كثفت من قصفها بصواريخ الكاتيوشا علي قرى مديرية الصلو، حيث ارتكبت جريمتها في أول أيام العيد وقتلت ثلاث نساء وطفلين من أسرة واحدة جراء استهداف منزلها، وتحاول ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، بين الفترة والأخرى، التقدم إلى مواقع المقاومة في مديرية الصلو، وفي الأحكوم بمديرية حيفان، إلا أن قوات الجيش والمقاومة تمكنوا من كسر هجوم الميليشيات المستمر».
وأضاف: «سقط أكثر من ثلاثين قتيلا من الميليشيات الانقلابية وعشرات الجرحى في جبهات الاحكوم والصلو، خلال الأسبوع الماضي، نتيجة غارات طيران التحالف الجوية المباشرة والمركزة على مواقعهم وتجمعاتهم وتحركاتها والمواجهات المستمرة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من جهة، وميليشيات المخلوع والحوثي، من جهة أخرى».
وأكد الخرباش أن «الميليشيات الانقلابية صعدت من انتهاكاتها ضد المواطنين في منطقة الاعبوس بمديرية حيفان وفي مديرية الصلو من اعتقالات واسعة للمواطنين وتهجير قسري، وهي الآن تقوم بتكرار نفس الطريقة المستخدمة في تهجير المواطنين من منازلهم في الاعبوس بقوه السلاح وإجبارهم علي الرحيل والتمركز داخل المنازل، وقامت خلال اليومين السابقين بعملية تهجير قسري كبير للمواطنين في منطقة الصلو، وهجرت أكثر من 120 أسرة من منازلهم».
وأشار إلى أن «قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنت من منع الميليشيات الانقلابية التقدم إلى مناطق سوق الربوع، التابعة لمديرية المقاطرة في محافظة لحج، بهدف قطع طريق نقيل هيجة العبد، خط الشريان الرئيسي بين مدينتي تعز وعدن، بمرورها إلى مدينة التربة بتعز».
وبحسب بيان للمركز الإعلامي للمقاومة الشعبية في مديرية حيفان، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، فإن «الميليشيات الانقلابية عمدت إلى إجبار 125 أسرة من الأهالي في منطقة الصيار بمديرية الصلو، مغادرة منازلهم عبر مرحلتين، وكانت المرحلة الأولى إخلاء 105 منازل وتهجير سكانها منذ أواخر شهر سبتمبر (أيلول) الماضي وحتى الـ10 من سبتمبر الماضي.
وكانت المرحلة الثانية لبقية السكان عندما أخلت 20 منزلا من سكانها في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، حيث أجبرت أصحاب المنازل على مغادرتها، بقوة السلاح، بعد أن عجزت هذه الأسرة ترك منازلهم بسبب عدم وجود خيارات نزوح آمنة وخوفا على ممتلكاتهم وأراضيهم ومواشيهم من الميليشيات الانقلابية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.