إيران تستغل «معاقيها» لتسييس الألعاب البارالمبية في البرازيل

السعودية والإمارات تقدمتا باحتجاج رسمي ضد عبارة «الخليج الفارسي»

صورة للبعثة السعودية في أولمبياد البرازيل الحالي لذوي الاحتياجات الخاصة («الشرق الأوسط»)
صورة للبعثة السعودية في أولمبياد البرازيل الحالي لذوي الاحتياجات الخاصة («الشرق الأوسط»)
TT

إيران تستغل «معاقيها» لتسييس الألعاب البارالمبية في البرازيل

صورة للبعثة السعودية في أولمبياد البرازيل الحالي لذوي الاحتياجات الخاصة («الشرق الأوسط»)
صورة للبعثة السعودية في أولمبياد البرازيل الحالي لذوي الاحتياجات الخاصة («الشرق الأوسط»)

بعد استنفاد محاولاتها اليائسة عبر عملائها المنتشرين في مناطق عدة في الوطن العربي، لم تجد إيران هذه المرة، سوى فئة المعاقين البريئة، لتمارس من خلالها نفث سمومها الطائفية وأحقادها السياسية المستمرة ضد الخليجيين، عندما أجبرت لاعبيها المعاقين المشاركين في دورة الألعاب البارالمبية 2016 في البرازيل، على حمل صور وشعارات دونت عليها بالإنجليزية جملة «الخليج الفارسي»، ما اعتبرته البعثة السعودية وكذلك الإماراتية مخالفة صريحة للأعراف الدولية.
ولم تقف إدارة بعثة السعودية المشاركة في دورة الألعاب البارالمبية، مكتوفة الأيدي أمام انتهاك إيران للقيم الإنسانية ومن ثم مبادئ الأخلاق الرياضية، وتقدمت باحتجاج رسمي للجنة المنظمة العليا للدورة على البعثة الإيرانية لمخالفتها الأعراف الدولية وما تنص عليه لوائح وأنظمة اللجنة البارالمبية الدولية المشددة على عدم الزج بالقضايا السياسية، والعرقية، والدينية في الدورة واحترام المنافسين.
وقامت البعثة الإيرانية بوضع علمها على خريطة حدود السعودية وبعض دول مجلس التعاون الخليجي، وتسمية الخليج العربي باسم «خليج فارس» باللغة الإنجليزية، على الطقم الرسمي للاعبين والإداريين في الدورة، وحقائب وأدوات الوفد بالإضافة لإطارات الكراسي المتحركة، وتم التقدم بالاحتجاج رسميًا والمطالبة بإبعاد البعثة الإيرانية وإيقافها عن هذه الممارسات.
وأكد المدير الإداري والفني لبعثة السعودية، ناصر القحطاني، أن الإيرانيين يتعمدون استفزاز بعثات دول مجلس التعاون المشاركة في «ريو 2016»، حيث قاموا بتوزيع بعض الملابس على المشاركين وحملها خلال تتويج لاعبيهم في المنصات الرسمية وكذلك خلال حفل الافتتاح، في حين تم منع بعض الدول من حمل أي رمز سياسي أو ديني أو غيره في طابور العرض وخلال التتويج.
وأضاف: «قدمنا احتجاجا رسميا للجنة المنظمة، واستفزاز الإيرانيين يجب أن يجد له رادع، فهم يتعمدون استفزازنا في أي محفل وأي مشاركة عالمية»، مشيرًا إلى أن هناك تنسيقًا مع الأشقاء في دول الخليج لمتابعة اتخاذ عقوبات رادعة ضد هذه التجاوزات التي لا تمت للرياضة بصلة.
ويذكر أن وفد دولة الإمارات المشارك في الدورة تقدم باحتجاج مماثل لدى اللجنة المنظمة.
ولا تكف إيران عن محاولاتها اليائسة رغم خسائرها المستمرة سياسيا ورياضيا أمام المملكة، ففي مارس (آذار) الماضي وجهت السعودية ضربة قاصمة لإيران، بإعلان الاتحاد الآسيوي «رسميا» نقل مواجهات الفرق السعودية مع نظيرتها الإيرانية إلى ملاعب محايدة في دوري الأبطال الآسيوي. بعد نشوب الأزمة الدبلوماسية وقطع السعودية علاقاتها مع إيران وطلبها لممثلي البعثة الدبلوماسية الإيرانية في السفارة والقنصلية مغادرة البلاد احتجاجا على الاعتداء الغاشم على السفارة والقنصلية السعوديتين، الذي اعتبرته السعودية انتهاكا صريحا للمواثيق والمعاهدات الدولية.
وأدى قطع العلاقات السعودية مع إيران إلى إيقاف رحلات الطيران بين البلدين ومنع السعوديين من السفر إليها، وهو الأمر الذي قاد الأندية السعودية المشاركة بتقديم طلب عاجل عن طريق اتحاد كرة القدم السعودي إلى نظيره الاتحاد القاري يتضمن المطالبة بنقل المباريات إلى أرض محايدة.
ودائما ما تواجه الفرق السعودية والخليجية تصرفات خارجة عن نطاق الرياضة عندما تلتقي الإيرانيين في المنافسات الدولية، فبحسب إحصائية للإماراتي منصور عبد الله عضو الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصائيات كرة القدم فإن الأندية الخليجية لعبت 94 مباراة في دوري أبطال آسيا منذ انطلاقه عام 2003 في المدن الإيرانية، وشهدت 65 مباراة من أصل 94 أحداث شغب وفوضى أمنية ومضايقات ضد الأندية، بمعدل 69 في المائة من المباريات التي تقام في إيران.
وبحسب الرصد الدقيق للإماراتي منصور عبد الله، فإن الأندية السعودية لعبت 35 مباراة في إيران وواجهت كثيرا من المضايقات خلال 30 مباراة، مفصلا في نوعية المضايقات التي تواجهها الأندية السعودية في سوء الاستقبال في المطار وسوء الاستقبال في المرافق الرياضية وسوء التنقلات من وإلى المرافق التي توجد فيها الفرق السعودية، فضلا عن الاعتداء اللفظي من قبل الجمهور.
وشدد على أن هناك حضورا واضحا للعنصرية ضد العرب والتعدي على الدول الخليجية ورموزها واستخدام الملاعب والفنادق في إظهار التمييز الطائفي، فضلا عن استخدام العنف من خلال القنابل الصوتية والمفرقعات والتجمهر في المرافق التي لا يفترض أن يوجد فيها المشجعون الإيرانيون.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.