الدورة الـ28 لـ«بينالي دي أنتيكير» باريس.. منافسة متوترة بين المشاركين

«كارتييه» تنسحب منه وآخرون ينضمون إليه

خاتم مرصع بالماس والزمرد  من «ذي غريزوغونو» - من إبداعات دار «ذي غريزوغونو» -  قلادة من «جامبييرو بودينو» - عقد «موغال» من «نيراف مودي» - أقراط أذن من دار «نيراف مودي»
خاتم مرصع بالماس والزمرد من «ذي غريزوغونو» - من إبداعات دار «ذي غريزوغونو» - قلادة من «جامبييرو بودينو» - عقد «موغال» من «نيراف مودي» - أقراط أذن من دار «نيراف مودي»
TT

الدورة الـ28 لـ«بينالي دي أنتيكير» باريس.. منافسة متوترة بين المشاركين

خاتم مرصع بالماس والزمرد  من «ذي غريزوغونو» - من إبداعات دار «ذي غريزوغونو» -  قلادة من «جامبييرو بودينو» - عقد «موغال» من «نيراف مودي» - أقراط أذن من دار «نيراف مودي»
خاتم مرصع بالماس والزمرد من «ذي غريزوغونو» - من إبداعات دار «ذي غريزوغونو» - قلادة من «جامبييرو بودينو» - عقد «موغال» من «نيراف مودي» - أقراط أذن من دار «نيراف مودي»

حتى عهد قريب، كانت الصورة السائدة لدى الأغلبية أن علاقة الفن بالمجوهرات حميمة لا تشوبها شائبة، لكن مع افتتاح الدورة الـ28 من معرض «بينالي دي أنتيكير» Biennale des Antiquaires الذي يحتضنه «لوغران بإليه» بباريس كل عامين، انكشف المستور وتجلت صورة مغايرة تماما. فما بدا في السابق تناغما يتضمن في الواقع، بين ثناياه الكثير من المنافسة، وربما الغيرة أيضا. فالمعرض الذي كان يضم أسماء عالمية كثيرة، مثل «كارتييه»، «بولغاري»، «فان كليف آند آربلز»، «هاري وينستون»، وهلم جرا من الأسماء البراقة في عالم المجوهرات، تقلص ليضم أربعة أسماء فقط هذه السنة مقارنة بأكثر من عشرة أسماء في السنوات الماضية. وهكذا كانت الغلبة هذه المرة للفن والتحف والأنتيكات، حيث بلغ عدد العارضين 120 متخصصا فنيا، مقارنة بـ63 فقط في عام 2014.
أما سبب هجرة دور المجوهرات فيعود على ما يبدو إلى تغييرات إدارية عقب شكاوى العاملين في التحف القديمة، الذين رأوا أن شخصية المعرض تغيرت في السنوات الأخيرة في غير صالحهم. وكانت النتيجة أن إدارة المعرض وقفت في صفهم ورفضت منح بيوت المجوهرات، وعلى رأسها «كارتييه» مساحة كبيرة لعرض منتجاتها. والنتيجة كانت انسحاب «كارتييه» وتضامن ما لا يقل عن 13 اسما آخر معها. بعضهم فضل العرض خلال أسبوع الـ«هوت كوتير» للأزياء مثل «شانيل» و«ديور»، وبعضهم الآخر اختار أماكن أخرى، خلال أسبوع الـ«بينالي» لتقديم مجموعاتهم. المصمم جيامبييرو بودينو، مثلا اختار متحف «بورديل» لهذا الغرض، وهو ما كان مناسبا بالنظر إلى أن تصاميمه تعبق بالفنية، و«فان كليف آند أربلز» اختارت «بلاس فاندوم».
انسحاب الأسماء الكبيرة كان في صالح المشاركين الأربعة، سيندي تشاو، «نيراف مودي»، بوغوسيان، وأخيرا وليس آخرا «دي غريزيغونو»، الذين انصبت كل الأنظار عليهم، وإن لم يكن في صالح المعرض، الذي لا بد أنه خسر نسبة من مدخولاته. فتكلفة تأجير مساحة صغيرة، فضلا عن القدرات الكبيرة التي تتمتع بها بيوت مجوهرات مثل «بولغاري» و«كارتييه» و«بوشرون»، وغيرها، لا بد أنها أثرت عليه سلبا. ما يزيد الأمر سوءا، وبات يتطلب منهم تدخلا سريعا لاسترجاعهم في السنوات المقبلة، أن هناك معارض أخرى منافسة مثل «ماستربيس لندن»: «ويوروبيان آرت فير»، المعروف باسم «تيفاف» وغيرها، الأمر الذي يعني توفر خيارات أخرى للوصول إلى الزبائن والمتابعين، عوض انصياعهم لإملاءات «البينالي» الباريسي. ثم لا ننسى شبكات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي أكدت أهميتها وجدواها، على الأقل بالنسبة للأسماء المعروفة على المستوى العالمي. في المقابل، فإن الأسماء الجديدة والشابة، وأغلبها لا يزال شركات مستقلة تملكها عائلات، فإن المشاركة في الـ«بينالي» يفتح لها أبوابا جديدة. بالنسبة للمصممة التايوانية سيندي تشاو، فهي تحلم بدخول «البينالي» والمشاركة فيه منذ ست سنوات، حسب قولها. كذلك الأمر بالنسبة لشركة «ميراف مودي» الهندية، التي اعترفت بأن المشاركة في منبر عالمي بحجم «البينالي» يمثل فرصة مهمة لتسليط الضوء عليها، خصوصا أن زوار المعرض مُقتنون من العيار الثقيل.
من جهته، عبر رالف بوغسيان، أن مشاركته هذا العام مهمة وتسجل لمرحلة جديدة في تاريخ دار «بوغوسيان» والمعرض على حد سواء. «البينالي يستعرض أرقى مستويات البراعة والحرفية في العالم، وما كانت تضفيه عليه العلامات التجارية الكبيرة كان رائعا، لكنه أفقد المعرض معناه الحقيقي».
معلومات جانبية:
يعتبر «بينالي لي زونتيكير» أهم معرض للتحف الفنية في العالم، حيث تأسس في عام 1962 على يد أندريه مالرو، الذي كان حينئذ، وزير الثقافة بفرنسا.
- في البداية اقتصر على التحف والأنتيكات والقطع الفنية، قبل أن يتم قبول بيوت مجوهرات لتوسيعه. فما بدأ في عام 1962 بـ78 مشاركا فقط وصل فيما بعد إلى نحو 122 مشارك.
- سعر المتر المربع الواحد فيه يتراوح ما بين 1.300 إلى 1.630 يورو. هذه المبالغ قد تكون كبيرة بالنسبة للبعض لكنها بالنسبة لدور المجوهرات مثل «كارتييه» فهي لا شيء، لهذا كانت تأخذ مساحات ضخمة أثارت حفيظة البعض وجعلتهم يشتكون.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.