روسيا تهدد بحظر استيراد بعض الموالح من مصر

لدعم موقفها بشأن توريد القمح

روسيا تهدد بحظر استيراد بعض الموالح من مصر
TT

روسيا تهدد بحظر استيراد بعض الموالح من مصر

روسيا تهدد بحظر استيراد بعض الموالح من مصر

هددت الهيئة المعنية بمراقبة سلامة الغذاء في روسيا أمس الثلاثاء بحظر استيراد بعض الموالح من مصر في تصعيد لنزاع تجاري بسبب تأخر القاهرة في الموافقة على شحنات من القمح الروسي.
وتسعى موسكو لإجراء محادثات مع مصر - أكبر بلد مستورد للقمح في العالم وأكبر مشتر للقمح الروسي - نظرًا لأن القاهرة لم توافق على أي واردات من القمح الروسي منذ أن شددت القواعد التنظيمية المتعلقة بفطر الأرجوت الذي يصيب القمح في أواخر أغسطس (آب).
وقبل شحن كميات كبيرة من الموالح المصرية إلى روسيا قالت هيئة سلامة الغذاء الروسية في بيان إنها قلقة من انطواء الإمدادات المصرية على «مخالفات ممنهجة للمتطلبات الدولية والمتعلقة بالصحة النباتية».
ولم تكشف الهيئة عن قائمة المنتجات التي قد تحظرها ولم ترد على اتصال من رويترز. ولم تصدر أي تعليقات من وزارة الزراعة المصرية.
وأظهرت بيانات الجمارك أن روسيا استوردت 1.5 مليون طن من الموالح من أنحاء العالم في 2015 بقيمة 1.2 مليار دولار.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان هناك دوافع سياسية وراء البيان. وتشتهر روسيا بلجوء هيئتها المعنية بسلامة الغذاء إلى التهديدات وتقليص الواردات في النزاعات التجارية مع دول أخرى.
وربما يعزز التهديد موقف موسكو في مباحثاتها مع القاهرة بخصوص شحنات القمح المتأخرة. وتتطلع روسيا لاستعادة الصادرات إلى مصر في أقرب وقت ممكن بعد جنيها أكبر محصول من القمح منذ انتهاء الحقبة السوفياتية.
وقال المتحدث باسم الهيئة الفيدرالية الروسية للرقابة البيطرية والصحة النباتية أليكسي اليكسينكو يوم الاثنين الماضي إن بلاده تسعى لإجراء محادثات مع مصر بشأن تأخر القاهرة في الآونة الأخيرة في الموافقة على إمدادات القمح الروسي.
ووفق الهيئة فإن مصر - أكبر مستورد للقمح في العالم وأكبر زبائن القمح الروسي - لم تصدر موافقات على شحنات القمح الروسي منذ أن تبنت القاهرة سياسة عدم السماح بأي نسبة من الإصابة بفطر الأرجوت في واردات القمح أواخر أغسطس الماضي.
وقال اليكسينكو «ليس هناك رفض رسمي (من الجانب المصري)... أعتقد أن هذه المسألة يمكن أن تحسم خلال محادثات بين البلدين. نحن نعد الطلب الرسمي هذا الأسبوع».
وروسيا ثاني دولة تعاني من صعوبات بشأن تصدير القمح إلى مصر بعدما رفضت جهات التفتيش المصرية شحنة قمح من رومانيا. وقالت شركة رومانية في وقت سابق إنها امتنعت عن شحن 63 ألف طن إلى مصر بسبب سياسة الأخيرة المتعلقة بفطر الأرجوت.
وبحسب تجار فإن الفطر الشائع في الحبوب صار حجر زاوية في سياسة الاستيراد المصرية هذا العام مما حد من القوة الشرائية للهيئة المصرية العامة للسلع التموينية. كما بات ذلك الفطر مثار خلاف بين الوزارات ووصل الأمر في بعض الأحيان إلى حد تبني سياسات متباينة.
والأرجوت الذي من الممكن أن يؤدي إلى الإصابة بهلاوس في حالة استهلاكه بكميات كبيرة يعتبر غير ضار إذا كان بكميات قليلة. وتسمح السياسة في المعايير الدولية بمستوى إصابة بالفطر يصل إلى 0.05 في المائة في واردات القمح.
ومن المتوقع أن يصل حجم محصول القمح الروسي إلى مستويات قياسية هي الأعلى منذ حقبة ما بعد الاتحاد السوفياتي السابق هذا العام مما يجعل الصادرات إلى مصر أكثر أهمية من المعتاد.
وحالما تبدأ المحادثات ستجري بالتوازي معها مباحثات أخرى بشأن الاستئناف المحتمل لرحلات سفر الركاب إلى مصر على متن الطائرات الروسية. وعلقت موسكو الرحلات الجوية المتجهة إلى مصر بعدما انفجرت طائرة ركاب روسية في الجو ولقي جميع من كانوا على متنها حتفهم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مما أضر بقطاع السياحة في مصر والذي يعد مصدرا حيويا للدخل في البلاد.



تقرير «مستقبل الوظائف 2025»... 78 مليون فرصة عمل جديدة بحلول 2030

الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)
الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)
TT

تقرير «مستقبل الوظائف 2025»... 78 مليون فرصة عمل جديدة بحلول 2030

الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)
الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)

كشف تقرير «مستقبل الوظائف 2025»، الذي نشره «المنتدى الاقتصادي العالمي»، أن الاضطراب سيصيب 22 في المائة من الوظائف بحلول عام 2030، وأن 170 مليون وظيفة جديدة ستخلق، في حين ستلغى 92 مليون وظيفة، مما يؤدي إلى زيادة صافية قدرها 78 مليون وظيفة. وعدّ أن التقدم التكنولوجي، والتحولات الديموغرافية، والتوترات الجيو - اقتصادية، والضغوط الاقتصادية هي المحركات الرئيسة التي تدفع هذه التغيرات، مما يعيد تشكيل الصناعات والمهن على مستوى العالم.

وبالاستناد إلى بيانات من أكثر من ألف شركة، كشف التقرير أن فجوة المهارات تظل أكبر عائق أمام تحول الأعمال التجارية اليوم، حيث يُتوقع أن تتغير 40 في المائة من المهارات المطلوبة في الوظائف. ومن المتوقع أن يشهد الطلب على مهارات التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة، والأمن السيبراني نمواً سريعاً، لكن المهارات الإنسانية، مثل التفكير الإبداعي، والمرونة، والقدرة على التكيف ستظل حاسمة. ويُتوقع أن يكون الجمع بين كلا النوعين من المهارات أمراً بالغ الأهمية في سوق عمل سريعة التبدل.

ومن المتوقع أيضاً أن تشهد الأدوار الأمامية والقطاعات الأساسية، مثل الرعاية والتعليم، أكبر نمو في الوظائف بحلول عام 2030. وفي الوقت نفسه، سيؤدي تقدم الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة إلى إعادة تشكيل السوق، مما يزيد من الطلب على وظائف تكنولوجية ومتخصصة، مع انخفاض الطلب على وظائف أخرى، مثل التصميم الغرافيكي.

وقال تيل ليوبولد، رئيس شؤون العمل والأجور وخلق الوظائف في «المنتدى الاقتصادي العالمي»: «اتجاهات، مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي والتحولات التكنولوجية السريعة، تقلب الصناعات وأسواق العمل، مما يخلق فرصاً غير مسبوقة ومخاطر عميقة». وأضاف: «الوقت الآن للعمل معاً من قبل الشركات والحكومات، والاستثمار في المهارات، وبناء قوة عاملة عالمية متكافئة وقادرة على الصمود».

سوق العمل في 2030

من المتوقع أن تشهد الأدوار الأمامية والخدمات الأساسية، مثل عمال المزارع، وسائقي التوصيل، وعمال البناء، أكبر زيادة في عدد الوظائف بحلول عام 2030، كما يُتوقع زيادة كبيرة في الطلب على وظائف الرعاية، مثل الممرضين، ووظائف التعليم، مثل معلمي المدارس الثانوية، مع دفع الاتجاهات الديموغرافية لنمو الطلب في القطاعات الأساسية. وفي الوقت نفسه، سيؤدي التقدم في الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وأنظمة الطاقة، وخاصة في مجالات الطاقة المتجددة والهندسة البيئية، إلى زيادة الطلب على الأدوار المتخصصة. في المقابل، تظل وظائف، مثل أمين الصندوق والمساعدين الإداريين، ضمن الوظائف الأكثر انحداراً، بينما انضمت إليها وظائف أخرى، مثل مصممي الغرافيك، مع تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على سوق العمل.

فجوة المهارات

تستمر فجوة المهارات بوصفها أكبر عائق أمام تحول الأعمال في مواجهة التوجهات العالمية الكبرى، حيث يعد 63 في المائة من أصحاب العمل أنها التحدي الرئيس لمستقبل عملياتهم. وإذا تم تمثيل القوة العاملة العالمية من خلال 100 شخص، فمن المتوقع أن يحتاج 59 منهم إلى إعادة تدريب أو تطوير مهاراتهم بحلول 2030، مع احتمال ألا يتلقى 11 منهم هذا التدريب، ما يعني أن أكثر من 120 مليون عامل مهدد بالبطالة على المدى المتوسط. بينما يُتوقع أن يشهد الطلب على مهارات التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة، والأمن السيبراني نمواً سريعاً، وتظل المهارات الإنسانية، مثل التفكير التحليلي، والمرونة، والقيادة، والتعاون أساسية.

الذكاء الاصطناعي وتحسين المهارات

يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل نماذج العمل التجاري، حيث يخطط 50 في المائة من أصحاب العمل لإعادة توجيه أعمالهم للاستفادة من الفرص الجديدة. ويخطط 77 في المائة من أصحاب العمل لتطوير مهارات القوى العاملة، بينما يخطط 41 في المائة لتقليص العمالة بسبب أتمتة المهام. ويتوقع نصف أصحاب العمل تحويل الموظفين إلى مجالات أخرى؛ لتخفيف نقص المهارات، وتكاليف التحول التكنولوجي. ومع النمو السريع للتكنولوجيا، يجب على القادة وصنّاع السياسات والعملاء التعاون لضمان استعداد القوى العاملة، وتقليل مخاطر البطالة.

ما وراء التكنولوجيا

يعد ارتفاع تكلفة المعيشة عاملاً رئيساً في تغيير سوق العمل، مع توقع فقدان 6 ملايين وظيفة عالمياً بحلول 2030 بسبب ضغوط الأسعار والنمو الاقتصادي الأبطأ. كما يعزز التقدم العمري في البلدان ذات الدخل المرتفع من الطلب على وظائف الرعاية الصحية، بينما يعزز نمو السكان في سن العمل في المناطق ذات الدخل المنخفض من وظائف التعليم. وتثير التوترات الجيوسياسية وقيود التجارة قلق 34 في المائة من الشركات، مما يزيد الطلب على مهارات، مثل الأمن السيبراني.

ضرورة التحرك العاجل

تتطلب مواجهة التغيرات الكبيرة تحركاً عاجلاً ومشتركاً من الحكومات والشركات والمؤسسات التعليمية. تشمل الأولويات سد فجوات المهارات، والاستثمار في برامج إعادة التدريب، وتوفير مسارات للوظائف ذات النمو السريع. ومن خلال التركيز على استراتيجيات انتقال العمل العادلة والشاملة ودعم العمال، يمكن بناء قوة عاملة عالمية مرنة، وقادرة على التكيف، ومؤهلة للنجاح في وظائف المستقبل.