موجز أخبار

موجز أخبار
TT

موجز أخبار

موجز أخبار

* بلدة امتريتشي الإيطالية المنكوبة تقاضي أسبوعية «شارلي إيبدو»
روما - «الشرق الأوسط»: قررت بلدة امتريتشي الإيطالية التي ضربها زلزال مدمر الشهر الماضي، مقاضاة أسبوعية «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة بسبب نشرها رسومًا تسخر من ضحايا الزلزال.
وأثارت المجلة غضبًا واسعًا في إيطاليا بعد أن نشرت رسومًا كاريكاتورية ساخرة، من بينها رسم يحمل عنوان «زلزال على الطريقة الإيطالية»، ويستعير ثلاثة أنواع من المعكرونة الإيطالية لتصوير ضحايا الزلزال، مصورًا رجلاً مدمى وفوقه عبارة «بيني بصلصة الطماطم»، وآخر جريحا وفوقه عبارة «بيني بالفرن»، بينما تظهر في زاوية الرسم جثثًا مطمورة تحت طبقات من الركام وفوقها عبارة «لازانيا».
وصرح محامي مجلس البلدة ماريو شيكيتي للصحافيين بعد إعلان القضية بأن الرسوم «إهانة رهيبة غير لائقة وغير معقولة لضحايا هذه الكارثة الطبيعية». ونشرت المجلة الرسوم بعد أيام قليلة من وقوع الزلزال في 24 أغسطس (آب)، والذي أدى إلى مقتل نحو 300 شخص، ما جرح مشاعر كثيرين.
وعقب الغضب الذي أثارته الرسوم، نشرت المجلة الفرنسية رسمًا يظهر امرأة مسحوقة تحت الأنقاض كتب عليه عبارة «ليست (شارلي إيبدو) هي التي تبني منازلكم، بل المافيا». ولم يصدر أي رد فعل فوري للمجلة على الدعوى القضائية.
* الأمم المتحدة قلقة من تدفق مقاتلين جنوب سودانيين إلى جمهورية الكونغو
كينشاسا - «الشرق الأوسط»: أعربت الأمم المتحدة أمس عن قلقها من عواقب تدفق مقاتلين جنوب سودانيين إلى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية على استقرار هذه المنطقة، التي تشهد نزاعات مسلحة منذ أكثر من عقدين.
وقالت بعثة الأمم المتحدة لاستقرار الكونغو في بيان إنها تتابع مع «مقر الأمم المتحدة» في نيويورك «المباحثات مع حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية والمنظمات الإقليمية الفرعية لإيجاد حل لهذا الوضع الذي قد يطرح تهديدًا على السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية».
وفي هذا الإطار، قالت البعثة إنها ساعدت منذ 17 أغسطس 634 مواطنًا من جنوب السودان كانوا في حديقة غارامبا، المحمية في شمال شرق جمهورية الكونغو الحدودية مع جنوب السودان. وأكدت أنها «أخرجت» هؤلاء الأشخاص من الحديقة في إطار «مساعدة إنسانية».
وأضاف البيان أن «أسلحتهم جمعت ونقلت إلى مقر البعثة. وهدف هذه العملية تقديم مساعدة لأشخاص يواجهون ظروفًا صعبة وأيضا إلى مدنيين قد يكونون ضحايا» عنف، مع العلم بأنه «لا يزال هناك اليوم 134 شخصًا يجب نقلهم من الحديقة». والأربعاء، أعلن مقر الأمم المتحدة أن البعثة ساعدت في نقل أكثر من 100 جريح من أنصار النائب السابق للرئيس السوداني رياك مشار لجأوا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى مكان آمن لتلقي العلاج.
* الرئيس البرازيلي يواجه معضلة العجز في الموازنة
برازيليا - «الشرق الأوسط»: تعتزم الحكومة البرازيلية الجديدة تسريع برنامجها لخفض العجز في الموازنة وإعطاء دفع للنمو، لكن إعلان إصلاحات نظام التقاعد ودوام العمل يقلق الشعب ويحرج حلفاءها في البرلمان.
ودعمت أحزاب عدة وصول المحافظ ميشال تامر إلى السلطة بعد إقالة الرئيسة اليسارية ديلما روسيف، وهي تسعى الآن إلى زيادة نفوذها الإقليمي مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية في أكتوبر (تشرين الأول). ولا تريد الأحزاب أن تساهم تدابير غير شعبية في الحد من فرصها بالفوز.
وأرسلت الحكومة إلى البرلمان اقتراحًا لتعديل الدستور لتحديد سقف للنفقات العامة خلال 20 عامًا، بحيث لا تتجاوز التضخم السنوي حتى لقطاعي الصحة والتربية. ومن المتوقع أن تعطي الحكومة الضوء الأخضر اليوم لبرنامجها للحد من حضور الدولة في الاقتصاد، مع إعلان إسناد استثمارات بعض البنى التحتية إلى القطاع الخاص.
ويلي ذلك إصلاحات نظام التقاعد وقانون العمل وهما موضوعان حساسان جدا مع رفع سن التقاعد (على الأرجح خمس سنوات) وزيادة ساعات العمل. وبعد إعلان وزير العمل رونادلو نوغيرا زيادة دوام العمل من 44 إلى 48 ساعة أسبوعيًا، واحتمال تمديد دوام العمل اليومي إلى 12 ساعة أحيانًا، اضطرت الحكومة إلى نشر بيان مساء الجمعة أكدت فيه أن ما أعلنه الوزير «لم يفسر جيدًا»، إثر احتجاجات النقابات وحزب العمال (اليساري).



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟