مصر في العيد.. قلق صباحي من مظاهرات الإخوان وتحفز مسائي ضد التحرش

لجان البرلمان تناقش تشريعات لحصار التشدد ومواجهة انفلات الشباب بالشوارع

مصر في العيد.. قلق صباحي من مظاهرات الإخوان وتحفز مسائي ضد التحرش
TT

مصر في العيد.. قلق صباحي من مظاهرات الإخوان وتحفز مسائي ضد التحرش

مصر في العيد.. قلق صباحي من مظاهرات الإخوان وتحفز مسائي ضد التحرش

قضت مصر أول أيام عيد الفطر المبارك بين قلق من أعمال عنف بسبب تهديدات جماعة الإخوان بالخروج في مسيرات، وتحفز لمواجهة ظاهرة التحرش التي تنتشر بشكل كبير في الحدائق والمتنزهات والشوارع خلال أيام العيد. وطالب نواب في مجلس النواب (البرلمان) «بتغليظ العقوبات لمواجهة ظاهرة انفلات الشباب في الشوارع، فضلاً عن توعية الشباب لحصار التشدد والتطرف المنتشر بين شباب الجماعات المتطرفة».
وأدى الرئيس عبد الفتاح السيسي صلاة العيد بمسجد المشير في التجمع الخامس (شرق العاصمة)، ورافقه رئيس الوزراء شريف إسماعيل، ووزيرا الدفاع والداخلية، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وكوكبة من رجال الدولة.
وطافت الدوريات الأمنية الشوارع والطرق الرئيسية في محافظات مصر منذ فجر أمس، في أول أيام العيد؛ لضمان سلامة الطرق وتأمينها، والتصدي لأية محاولات للخروج عن النظام، وضمان احتفال المواطنين بالعيد، وعدم تعكير أجوائه.
وتوافد المواطنون عقب صلاة العيد على الحدائق العامة والمتنزهات والمحميات الطبيعية والمتاحف والمواقع السياحية والأثرية الشهيرة في المحافظات، للاحتفال بأول أيام عيد الأضحى. كما هرع الكثير من الأسر إلى الشواطئ وأجواء المدن والقرى الساحلية، لقضاء إجازة العيد في أحضان البحر.
وقامت وزارة الداخلية بتفعيل أقسام مكافحة العنف ضد المرأة بجميع مديريات الأمن على مستوى الدولة لمواجهة ظاهرة التحرش، والدفع بأعداد كبيرة من الشرطة النسائية في الشوارع والحدائق للقبض على المتحرشين، بالتنسيق مع الإدارة العامة للآداب والمباحث بمديريات الأمن، كما تم تزويد محطات مترو أنفاق القاهرة بأعداد من ضابطات الشرطة للقضاء على التحرش داخل وسائل المواصلات. كما دفعت الوزارة بدوريات أمنية ووحدات التدخل السريع وضباط العمليات الخاصة، في الشوارع على فترات زمنية متفرقة عن طريق دوريات تمر بين الحين والآخر لضبط الأمن العام في الشارع، ومساعدة الأسر في قضاء أوقات سعيدة والاستمتاع بالعيد.
ويشار إلى أنه خلال السنوات الماضية تعرضت الكثير من الفتيات لمضايقات لفظية وجسدية مع امتلاء الشوارع بالمواطنين، وبرزت الظاهرة خاصة في الأعياد. وطالب هيثم الحريري عضو مجلس النواب «بتوقيع أقصى عقوبة على مرتكبي التحرش بحيث تصل إلى السجن المشدد»، مؤكدًا أن «مجلس النواب مطالب بإصدار التشريعات المناسبة التي تضمن وقف هذه الظاهرة تمامًا».
وسبق أن أقرت مصر تعديلاً قانونيًا في يونيو (حزيران) من عام 2014 يعاقب مرتكب التحرش الجنسي بالسجن ستة أشهر على الأقل، أو بغرامة قدرها ثلاثة آلاف جنيه (420 دولارًا). وبموجب ذلك القانون تم الحكم على أكثر من شاب بالسجن لسنوات، على رأسهم شباب أدينوا بالاعتداء على فتيات بميدان التحرير وسط القاهرة أثناء الاحتفالات بتنصيب الرئيس السيسي رئيسًا لمصر.
ونوه الحريري إلى أن الدين وأخلاق وعادات وتقاليد المجتمع المصري الأصيلة ترفض هذه الظاهرة، ولا يليق بالمجتمع المصري أن يكون موجودًا فيه ظاهرة التحرش، مطالبًا بالقبض على من يحاول ممارسة هذا الأمر دون تهاون، مع ضرورة أن يكون هناك تكثيف لعدد من الكاميرات، لمراقبة الأماكن العامة كسبيل في مواجهة أزمة التحرش.
من جانبه، قال مصدر أمني مسؤول، إن «وزارة الداخلية قامت بنشر مكثف لعناصر الشرطة النسائية في الشوارع الرئيسية هذا العيد، للتصدي لظاهرة التحرش والاعتداء على المرأة»، موضحًا أنه مع تزايد ظاهرة تعرض الفتيات والسيدات لمضايقات في الشوارع، أنشأت «الداخلية» أقسامًا لمكافحة جرائم العنف ضد المرأة في كل مديرات الأمن، وألحقت بها عناصر الشرطة النسائية، لتكون ضمن قوة مخصصة للتصدي لكل جرائم العنف ضد المرأة، مؤكدًا أن «هؤلاء الضابطات مدربات على مواجهة العنف».
ودخلت دار الإفتاء المصرية على خط أزمة التحذير من التحرش أمس، و«أكدت على رأيها السابق، وهو أن التحرش بالمرأة من الكبائر، ومن أشنع الأفعال وأقبحها في نظر الشرع الشريف»، لافتة إلى أن هذا الفعل لا يصدر إلا عن ذوى النفوس المريضة والأهواء الدنيئة التي تتوجه همتها إلى التلطخ والتدنس بأوحال الشهوات بطريقة بهيمية، وبلا ضابط عقلي أو إنساني.
في حين، أوضح الدكتور عمر حمروش، أمين اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن هناك عددًا من التشريعات يجب على البرلمان سرعة إصدارها، لمواجهة ظاهرة التحرش، منها إصدار تشريع يتضمن تغليظ العقوبة على مرتكبي هذا الفعل ليكون عبرة لغيره، لافتًا إلى أن اللجنة الدينية بالبرلمان ستعمل على تنظيم ندوات دينية للشباب خلال الفترة المقبلة، لتوضيح عقوبة التحرش في الإسلام، وتحذير الشباب من الفكر المتشدد الذي تنشره الجماعات الإرهابية في أوساط الشباب، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».