رجل الأمن السعودي في الحج.. يدٌ تحمي وأخرى تساعد

تجدهم في جميع أرجاء المشاعر المقدسة، يقفون تأهبًا لأداء واجبهم في الحفاظ على أمن وسلامة الحجيج، مستشعرين عظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، فتجدهم يدًا على الزناد، وأخرى حانية تعطف وتقدم المساعدة لضيوف الرحمن في انسجام تام مع بقية الجهات المشاركة في الحج.
مشاهد إنسانية معتادة تشاهدها في كل موسم لرجال الأمن السعودي في خدمة الحجاج خلال رحلتهم لأداء المناسك بالمشاعر المقدسة، لا يفرقون بين صغير أو كبير، رجل أو امرأة، ليس فقط على الصعيد الأمني، بل كل الجوانب، وعلى رأسها الإنساني.
يجذبك مشهد هنا، وآخر هناك، لرجل أمن وهو يساعد حاجًا على رمي جمرة العقبة، وآخر يقوم برش رذاذ المياه على رؤوس الحجاج على مداخل جسر الجمرات للتخفيف من حرارة الشمس الشديدة بابتسامة تعلو محياه، متناسيًا نفسه والعرق يتصبب من جبينه، ناهيك بمن يجوبون سماء المشاعر للتوجيه بتقديم المساعدة لكل حاج على الأرض، وسط أمواج بشرية منتشرة لعدة كيلومترات.
واللافت أن عددا كبيرا من رجال الأمن المنتشرين على امتداد المشاعر المقدسة يجيدون أكثر من لغة، بحيث يسهل عليهم مساعدة الحجاج، وتقديم العون، والتفاهم مع مختلف الجنسيات، وكسر حاجز اللغة الذي قد يشكل عائقًا أمام كثيرين.
ومع كل ما يقدمونه في الميدان، فإنهم يرفضون الظهور الإعلامي، مكتفين بالتعليق: «هذا واجبنا.. وتطلعات قيادتنا»، إلا أن أحدهم قال بعد إلحاح، مع رفضه أن يذكر اسمه: «هذا واجبنا.. وما نقوم به هو لوجه الله، ولا نرجو منه الظهور، كما أنه يتم بتوجيهات قيادتنا لتقديم كل العون والمساعدة للحجاج، وتسهيل كل ما يسهم في أدائهم الفريضة بيسر».
من جانبه، قال الحاج المغربي محمد خضراوي إن وجود رجال الأمن في كل أنحاء المشاعر يسهل على الحجاج تنقلهم، ويشعرهم بالراحة والطمأنينة، مقدمًا لهم الشكر والعرفان على ما يقدمونه من خدمات.
وبعد انتهائه من رمي جمرة العقبة، أكد الحاج السوداني إدريس بلاه أن ما يقدمه رجال الأمن السعودي في خدمة الحجاج محط فخر واعتزاز لكل أبناء الأمة الإسلامية، مشيرًا إلى أن مثل هذه النماذج هي من تفاخر بهم الأمم، مضيفا: «لا نقولها مجاملة، فكل ما وجدناه هنا، من الخدمات المتكاملة الموفرة، إلى الأدوار التي يقوم بها رجال الأمن في مساعدتنا، وحتى إرشادنا، يستحق توجيه الشكر لقيادة السعودية، شكر عميق من القلب لما قدمته وتقدمه لضيوف بيت الله الحرام، ونسأل الله أن يحفظ أمنها واستقرارها».
ومن جانبه، أضاف الحاج الباكستاني حسين خان: «هذه بلد خير، وأهلها يتحلون بأخلاق الإسلام.. شكرًا لكم جميعًا».