أنقرة تتعهد بالعمل على منع إفشال اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا

مقتل 20 من «داعش» في إطار «درع الفرات»

أنقرة تتعهد بالعمل على منع إفشال اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا
TT

أنقرة تتعهد بالعمل على منع إفشال اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا

أنقرة تتعهد بالعمل على منع إفشال اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا

تعهد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن تعمل بلاده جاهدة من أجل عدم إفشال الاتفاق الأميركي الروسي المتعلق بوقف إطلاق النار في سوريا والمقرر سريانه، اليوم الاثنين، أول أيام عيد الأضحى.
وبحسب مصادر دبلوماسية تركية، رحب جاويش أوغلو، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري، ليل السبت - الأحد بالاتفاق الأميركي الروسي، كما أعرب كيري عن شكره لنظيره التركي على دعم تركيا للاتفاق.
وكانت الخارجية التركية رحبت بالاتفاق وأعلنت أن تركيا يبحث مسألة إدخال مساعدات إنسانية إلى حلب تحت رعاية الأمم المتحدة. واعتبر المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية إبراهيم كالين أن الاتفاق سيسهل دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في حلب ودمشق، وقد يهيئ أرضية مناسبة لاستئناف المفاوضات السياسية بين النظام والمعارضة برعاية أممية.
وأكد كالين في مقال له بعنوان «قمة العشرين والمواقف الجيوسياسية»، أن الوضع الذي يزداد تدهورا في حلب يشكل مصدر قلق شديد بالنسبة لجميع الأطراف في سوريا، معتبرا أن الاتفاق الأميركي الروسي، الذي تم التوصل إليه في وقت متأخر من مساء الجمعة بين الولايات المتحدة وروسيا، بشأن وقف إطلاق النار في سوريا، بمثابة هدنة في عيد الأضحى ستتيح للمدنين في حلب إمكانية تنفس الصعداء.
وأكد أهمية دعم الاتفاقيات التي تحقن دم كل إنسان في سوريا، لكنه أوضح أن «الهدف الأسمى يجب أن يكون إنهاء الحرب، وهذا هو الطريق الوحيد لدحر الإرهاب من الأراضي السورية، وحل أزمة اللاجئين ومساعدة السوريين في استعادة حياتهم الطبيعية مجددا»، مشيرا إلى أن «الدول الأوروبية لا تكترث لمسألة اللاجئين إلا حين تصل حدودها».
وجدد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية التأكيد أن أهداف بلاده في سوريا تتمثل في «حماية وحدة أراضيها، وتجنب الصراعات العرقية أو المذهبية، ودعم الانتقال لنظام سياسي يشمل كل السوريين».
وأشار إلى عملية درع الفرات في شمال سوريا، قائلا إن أهداف بلاده في سوريا واضحة للجميع، مشددا على أن تركيا «لا تحارب الأكراد في سوريا كما تروج لذلك منظمة حزب العمال الكردستاني، بل تحمي نفسها والسوريين مما أسماه العمليات الإرهابية التي ينفذها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي يعد امتدادا للعمال الكردستاني، على حد وصفه.
وشدد على أن بلاده ليست لديها أي مشكلة مع أكراد تركيا أو سوريا أو العراق أو إيران، إنما مع التنظيمات الإرهابية بغض النظر عن منبعها، مضيفا: «وكما أن الحرب على (داعش) ليست حربا ضد المسلمين، فإن الحرب على العمال الكردستاني وامتداداتها ليست حربا على الأكراد في سوريا أو في مكان آخر».
في غضون ذلك، أكد رئيس الهيئة العامة لأركان الجيش التركي، خلوصي أكار، أن القوات التركية ستواصل عملياتها خارج الحدود حتى يتم تطهير حدود تركيا من أي وجود للتنظيمات الإرهابية.
وقال أكار في رسالة، أمس، بمناسبة عيد الأضحى إن القوات التركية ستواصل تصديها لتنظيم داعش ومنظمة حزب العمال الكردستاني، سواء في العراق أو سوريا، حتى تضمن أن جميع الحدود التركية قد تم تطهيرها من التنظيمات الإرهابية.
وتواصل تركيا منذ الرابع والعشرين من أغسطس (آب) الماضي عملية عسكرية في شمال سوريا تحت اسم «درع الفرات» تدعم فيها قوات من الجيش السوري الحر بالتنسيق مع التحالف الدولي ضد «داعش» استطاعت من خلالها تطهير المنطقة الممتدة بن جرابلس وأعزاز في شمال سوريا من عناصر «داعش» وتستهدف في إطارها أيضا قوات حزب الاتحاد الديمقراطي السوري ووحدات حماية الشعب الكردية المصنفين من جانب تركيا كتنظيمين إرهابيين وامتداد لمنظمة حزب العمال الكردستاني.
وأعلنت رئاسة هيئة أركان الجيش التركي، أمس، مقتل 20 من تنظيم داعش الإرهابي، في غارات جوية شنتها مقاتلات تابعة لها في شمال مدينة حلب السورية، في إطار عملية «درع الفرات».
وذكرت رئاسة الأركان التركية، في بيان، أن الغارات استهدفت، مساء السبت، ثلاثة مبان وسيارة ودراجة نارية، جنوب قرية تل الهوى، شمال حلب، قتل خلالها 20 إرهابيا من تنظيم داعش.
كما قصفت المدفعية التركية 10 أهداف لتنظيم داعش الإرهابي بـ25 قذيفة، السبت، بحسب بيان الجيش.
وذكر البيان أن 501 هدف إرهابي تم قصفه بألفين و189 قذيفة، منذ بدء عملية درع الفرات في 24 أغسطس الماضي، لافتا إلى أن عناصر من سلاح المهندسين العسكريين أبطلت مفعول 6 ألغام و41 عبوة ناسفة زرعها عناصر «داعش» في إطار العملية.
من جانبه، اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، في كلمة متلفزة بمناسبة عيد الأضحى المبارك منظمة حزب العمال الكردستاني، بالعمل على عرقلة عملية درع الفرات التي ينفذها الجيش التركي في شمال سوريا، مشددا على أن تركيا ستواصل العمل من أجل القضاء على جميع التنظيمات الإرهابية ولن يستطيع أحد أن يوقفها.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.