كثيرا ما يوعز الشعراء المواقف الجميلة والخالدة إلى الصدفة، وكثيرا ما ينكروها، ولم يكن قول الراحل المصري الكبير عبد الرحمن الأبنودي في الرائعة الأدبية «خايف أموت»، إلا استحضارا للصدفة، متى أقرها الشاعر ومتى أنكرها، حيث جاء ضمن أبياتها: «في المواعيد، النهر.. والضفة، نبت هلال العيد، ومالت الكفة، وصحيت الرجفة، مصر اللي لا لحظة ولا صدفة».
ولكنها الصدفة التي جمعت الحاج ناصر علي الأبنودي ابن أخ الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، بمحرر «الشرق الأوسط» في حوار على صعيد عرفات، أمس، حضره الأدب والشعر، الذي يبدو أنه متجذر في هذه العائلة المصرية الريفية.
وذكر الأبنودي وهو ينظر إلى جبل الرحمة قبيل الظهر، أن الراحل استمر حتى وفاته مهتمًا بكل الأحداث الاجتماعية والسياسية التي انعكست على قصائده وحواراته، فكان قريبًا من كل أطياف المجتمع الذين قد لا يجتمعون على شخص بعينه إلا فيما ندر.
وحاول الحاج ناصر الأبنودي استلهام شاعرية عمّه الراحل في انتشاره ومحبة الناس له في الوطن العربي، مشيرا إلى أنّه ورّث الشعر لابنتيه نور وآية، إضافة إلى أن تأثيره الأدبي والفكري تجاوز أسرته حيث وصل بأعماله الشعرية ومؤلفاته وأفلامه (كالطوق والإسورة) إلى الساحة الإقليمية والعالمية.
وحول اهتمامات الراحل السياسية أشار الحاج ناصر إلى نظرته للعمل بما يخدم مصلحة البلد، كما أنّه يكره استغلال الدين في تمرير المواقف السياسية، مبينًا أنّ الراحل الكبير كان يتابع كل الأحداث الاجتماعية ويستقرئها ويتحدث عنها بأدبه وشعره، كما أنه يحرص على متابعة أكبر مشاريع مصر، فكان آخر مناسباته التي حضرها رغم تعبه، وضع حجر الأساس لمشروع قناة السويس الجديد، التي توفاه الله قبل افتتاحها ببضعة أشهر.
الأبنودي يحضر إلى جبل الرحمة بسيرته ونضاله
كره الجمع بين الدين والسياسة
الأبنودي يحضر إلى جبل الرحمة بسيرته ونضاله
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة