الأضحية وصلاة العيد وتبادل الزيارات أهم طقوس الأتراك في عيد الأضحى

عيد الأضحى هو واحد من أهم المناسبات التي يوليها الشعب التركي اهتماما كبيرا، ويستعد له استعدادا خاصا، وتعيش تركيا في هذا اليوم أجواء من البهجة التي تغلف أنحاء البلاد.
وتتنوع عادات وتقاليد الأعياد في تركيا، البلد مترامي الأطراف، وتتباين بين منطقة وأخرى؛ إذ تختلف عادات الاحتفال بالعيد في وسط الأناضول عن عادات وتقاليد المنطقة الغربية أو منطقة البحر الأسود في شمال البلاد، وتتصدر الأضحية وصلاة العيد والحرص على قضاء أيام العيد وسط الأهل أهم العادات التي يحرص عليها الأتراك بشكل عام.
وقبيل بدء إجازة عيد الأضحى التي تمتد لتسعة أيام والتي بدأت اعتبارا من يوم الأحد بشكل رسمي، شهدت المطارات ومحطات حافلات النقل بين المحافظات والطرق السريعة ازدحاما شديدا اعتبارا من يوم الجمعة الماضي، حيث يترك المواطنون المدن ويتجهون إلى محافظاتهم وقراهم لقضاء العيد مع أسرهم بينما تهدأ الحركة داخل المدن الكبرى، ولا سيما إسطنبول التي تعاني ازدحاما شديدا خلال العام.
وكالعادة في بلاد المسلمين، يشتري الأتراك أضحية العيد على أن تتناسب مع حالته المالية، فمنهم من يشتري خروفًا، ومنهم من يشتري بقرة، ويتم الشراء بعد مساومة طويلة على الثمن بين البائع والمشتري، وفي أول أيام العيد تمتلئ المساجد بالمصلين وعند انتهاء صلاة العيد يذهب جميع أفراد الأسرة إلى المقابر لقراءة القرآن الكريم على أرواح موتاهم، داعين لهم بالرحمة والغفران، بعدها تبدأ المعايدة في المنزل إذ يقبّل الصغير يد الكبير وتقوم النساء بطبخ المأكولات والأطعمة المختلفة، وتنتشر بصورة خاصة «صاج قاورما» مع البقلاوة ومحشي ورق العنب.
وصاج قاورما عبارة عن لحم مقطع، يطهى في وعاء مدهون بالسمن وتوقد النار تحته، وغالبا يصنع من لحم الأضحية.
وتحتل الحلويات مكانة خاصة عند الأتراك في الأعياد، حيث تقدم في طبق وبجانبها الشوكولاتة والبقلاوة، مع الشاي التركي المعروف بنكهته المحببة، ويحتسي الكل الشاي كبيرهم وصغيرهم في أكواب صغيرة، كما يحافظ الأتراك على عادة وضع «كولونيا» الليمون على أيدي ضيوفهم، وهي من العائدات التركية القديمة والمستمرة حتى يومنا هذا.
وزيارات الأقرباء والجيران والأصدقاء، من أهم الأمور والعادات التي يحرص عليها الأتراك، وهذه الأمور جميعها تلفت نظر الأجانب والسياح في تركيا.
وتعد تركيا مقصدا مفضلا للراغبين في قضاء إجازة العيد، ولا سيما من العرب؛ لأنهم لا يفتقدون فيها أجواء هذه المناسبة ولذلك تصبح تركيا من أولى الوجهات للقادمين من الدول العربية، وبخاصة دول الخليج.
وفي السنوات الأخيرة، استقبلت تركيا أكبر معدلات وافدين إليها من البلدان العربية، وإن كانت تتأثر هذا العام بتتابع الحوادث الإرهابية ثم محاولة الانقلاب التي تعرضت لها في منتصف يوليو (تموز) الماضي، وجميعها عوامل أثرت في التدفق السياحي إلى تركيا بشكل عام.
ويعد عيد الأضحى فرصة لتعويض بعض الخسائر، ويقول منير أوزتورك، أحد مديري الفنادق في إسطنبول إن العرب، ولا سيما الخليجيين، يشغلون نحو 40 في المائة من الحجوزات في الفنادق؛ لأن أعدادهم تزداد في الأعياد.
وازدادت أعداد العرب الوافدين إلى إسطنبول قبل أيام من عيد الأضحى ووصل نحو 200 ألف شخص من دول مختلفة في الأيام التي سبقت العيد إلى مطار أتاتورك في إسطنبول.
وعبر بعض السائحين العرب الذين يجربون قضاء العيد في إسطنبول للمرة الأولى عن سعادتهم بالأجواء.
ولا يتركز السياح العرب في إسطنبول وحدها، فمنهم من يذهب إلى بورصة في الغرب أو أنطاليا في الجنوب، فيما أصبح السياح من الإمارات وقطر والسعودية يفضلون مدن البحر الأسود، مثل طرابزون وريزا.
ويقول العاملون في وكالات السفر والسياحة في تركيا إن القرب الذي يشعر به العرب من الشعب التركي بالمقارنة مع الشعوب الأوروبية والصعوبات التي يواجهونها في الحصول على تأشيرات سفر إلى الدول الغربية يساهم في ارتفاع عدد القادمين إلى تركيا، ولا سيما في الأعياد.