مجلس الأمن يحرج الانقلابيين برفض اتخاذ ترتيبات سياسية أحادية

المليشيات تواصل زرع الألغام بتعز.. وتحرير 5 مواقع جديدة في كرش

عناصر الجيش اليمني لدى تحرير مواقع في مأرب (أ.ف.ب)
عناصر الجيش اليمني لدى تحرير مواقع في مأرب (أ.ف.ب)
TT

مجلس الأمن يحرج الانقلابيين برفض اتخاذ ترتيبات سياسية أحادية

عناصر الجيش اليمني لدى تحرير مواقع في مأرب (أ.ف.ب)
عناصر الجيش اليمني لدى تحرير مواقع في مأرب (أ.ف.ب)

قال مجلس الأمن أمس، إن أعضاءه أكدوا على ضرورة أن تكون أي ترتيبات سياسية جديدة في اليمن، ناتجة عن اتفاق مبني على المفاوضات الحالية برعاية الأمم المتحدة، وليس كنتيجة لإجراءات أحادية الجانب من قبل أي طرف.
ودعا مجلس الأمن يوم أمس، أطراف النزاع في اليمن إلى استئناف المشاورات فورًا ودون شروط مسبقة، وبحسن نية مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة على أساس اقتراحه للتوصل إلى اتفاق شامل يغطي كل من القضايا الأمنية والسياسية.
وأكد المجلس دعمه المتواصل والتزام أعضائه بالعمل مع المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد، من أجل جمع الأطراف على طاولة المفاوضات بهدف التوصل سريعا إلى اتفاق نهائي وشامل لإنهاء الصراع في اليمن، ومتابعة لقرارات وبيانات مجلس الأمن السابقة. وأكد أعضاء مجلس الأمن «التزامهم القوي بوحدة وسيادة واستقلال ووحدة أراضي اليمن».
كما حث الجميع بالالتزام والاحترام الكامل لأحكام وشروط وقف الأعمال العدائية، التي دخلت حيز التنفيذ في 10 أبريل (نيسان) الماضي، والتي سوف تشمل وقف كامل للأنشطة العسكرية البرية والجوية.. داعيا إلى استئناف العمل من خلال لجنة التنسيق والتهدئة من أجل تسهيل تعزيز وقف الأعمال العدائية.
كما شدد المجلس على أن الحل السياسي للأزمة أمر ضروري لمواجهة خطر الإرهاب في اليمن بصورة دائمة وشاملة، وأشار البيان إلى أن أعضاء مجلس الأمن لاحظوا الأثر الإنساني المدمر للصراع على الشعب اليمني الذي نتج عنه عدد كبير من القتلى والجرحى.
وأكدوا أن الوضع الإنساني في اليمن سيستمر في التدهور في ظل غياب اتفاق سلام يؤدي إلى حل دائم للصراع.
ودعا أعضاء مجلس الأمن الجميع للامتثال للقانون الإنساني الدولي واتخاذ تدابير عاجلة لتحسين الوضع الإنساني.
كما أكدوا على ضرورة الوصول الآمن، والسريع، ودون عوائق للإمدادات الإنسانية إلى جميع المحافظات المتضررة ولتسهيل وصول الواردات الأساسية من المواد الغذائية والوقود والإمدادات الطبية إلى البلاد وتوزيعها في جميع أنحاء البلاد.

تواصل ميليشيات الحوثي والموالون لها من قوات المخلوع صالح الانقلابية، إخفاقاتها يوما بعد يوم في شن هجماتها العكسية على مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مختلف الجبهات الميدانية في اليمن، فمن زرع ألغام في تعز وتحذيرات دولية من مغبة ما بعد الحرب، إلى إحكام السيطرة الكاملة على 5 مواقع هامة واستراتيجية بين محافظتي تعز ولحج.
وتمكنت قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية والتحالف العربي أمس من تحرير نقطة المشن الزائد وخط الإسفلت صرواح - خولان - صنعاء.
كما أوضح المركز الإعلامي للقوات المسلحة أن قوات الجيش والمقاومة تمكنوا أيضا من محاصرة ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في جبال هيلان ومنطقتي المشجح والمخدرة بعد قطع خطوط الإمداد في منطقة صرواح، في وقت كانت قوات الجيش قد تمكنت من دخول مطار صرواح مواصلة التقدم باتجاه السوق ومركز المدينة.
واستمرت الميليشيات في محاولة استعادة السيطرة على مواقع تم دحرهم منها في مختلف جبهات القتال في تعز، وبشكل خاص في الجبهة الغربية، حيث تركزت المواجهات في منطقتي حذران والربيعي، الأطراف الشمالية لجبهة الضباب غرب تعز.
وبعد التحركات العسكرية الواسعة من قبل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية للتحضير لبدء المرحلة الثانية من «عملية الحسم» العسكرية، وبإشراف من قيادة التحالف، من خطة تحرير المدينة من الانقلابين وفك الحصار عنها، تواصل الميليشيات الانقلابية حشدتها وتعزيزاتها العسكرية الكبيرة إلى أطراف مدينة تعز التي لا تزال خاضعة لسيطرتها، في الوقت الذي تتوسع فيه سيطرة قوات الجيش والمقاومة على مواقع عدة وتعزز جبهاتها الغربية والشرقية والشمالية.
ميدانياً, تواصل قوات الشرعية (الجيش الوطني والمقاومة الشعبية) هجومها على مواقع الميليشيات الانقلابية القريبة من الطريق الرئيسي الرابط بين محافظتي تعز والحديدة الساحلية، غرب اليمن، في حين باتت تقترب من السيطرة على الخط.
في المقابل، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الميليشيات الانقلابية بقتل وإصابة الكثير من المدنيين في تعز بسبب الألغام الأرضية التي زرعتها، إضافة إلى إعاقة عودة الأسر النازحة إلى منازلها بسبب الألغام واستمرار الحرب.
وقالت في بيان لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «الألغام الأرضية التي زرعتنها قوات الحوثيين وحلفائها في تعز قتلت 18 شخصا على الأقل وأصابت أكثر من 39 بين مايو (أيار) 2015 وأبريل (نيسان) 2016، وأن كافة الوفيات الـ18 الموثقة، باستثناء 1، ناتجة عن الألغام المضادة للمركبات، في حين أن 9 من 11 إصابة دائمة ناتجة عن الألغام المضادة للأفراد».
وأضافت أن «الألغام الأرضية في تعز قتلت 5 أطفال، وتسببت بإعاقات دائمة لأربعة، وأصابت 13 آخرين».
ومع بزوغ فجر الجمعة، شهدت الجبهة الغربية والشرقية مواجهات عنيفة تركزت في المكلل وحسنات وحي الدعوة، شرقا، ومحيط جبل الهان وحذران والربيعي، غرب المدينة، ورافقها القصف العنيف على جبل جرة ووادي القاضي وحي الروضة والموشكي.
وقال قيادي في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» «تزامنا مع أذان فجر الجمعة، شهدت جبهات عصيفرة والزنوج، شمال المدينة، مواجهات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وقصفت الميليشيات بقذائفها الصاروخية من المباني التي تتمركز بها مواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني، إضافة إلى قصفهم بمضاد الطيران من تمركزهم في تبة المربخ وتبة حبيل والوعش».
وبالعودة إلى محافظة لحج (جنوب البلاد)، تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة أمس الجمعة من إحكام سيطرتها الكاملة على 5 مواقع هامة واستراتيجية منها مواقع في منطقة الرزينا شمال غربي منطقة كرش الحدودية الواقعة بين محافظتي تعز ولحج والتي تشهد معارك مستمرة منذ تحرير لحج من الميليشيات الانقلابية في أغسطس (آب) من العام الماضي.
وقال المتحدث الرسمي للمقاومة بجبهات كرش قائد نصر الردفاني إن قوات المقاومة والجيش الوطني شنت فجر ونهار أمس الجمعة هجوما واسعا على ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح، وخلاله تمكنت المقاومة الجنوبية والجيش الوطني بإسناد مدفعية التحالف العربي من استعادة السيطرة على 5 مواقع في ميسرة الجبهة ومنها مواقع في الرزينا شمال غربي مديرية كرش.
وأكد قائد نصر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» سقوط عدد كبير من عناصر الميليشيات الانقلابية بين قتيل وجريح كما تم استهداف تعزيزات للميليشيات كانت في طريقها إلى الشريجة قادمة من الراهدة وتم دك هذه التعزيزات بقذائف مدفعية وصواريخ كاتيوشا على حد تعبيره ذلك.
وقال إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية مستمرة في تأمين حدود محافظة لحج تعز، ولن تسمح لأي تقدم للميليشيات مهما كلف ذلك من ثمن، مشيرا إلى أن الميليشيات تتكبد خسائر فادحة في العتاد والأرواح وأن المقاومة والجيش خسرا «شهيدين» وجرح منهما 4 آخرين في العملية الهجومية الكاسحة، ومؤكدًا في الوقت نفسه أن المعارك مستمرة بضراوة مع الميليشيات الانقلابية.
وواصلت أمس الجمعة قوات الجيش والمقاومة قصفها المدفعي على مواقع الميليشيات في مناطق التماس المواجهات بين محافظتي لحج وتعز، وأعقب ذلك عمليات اقتحام وهجوم كاسح لمواقع الميليشيات وفق خطة عسكرية محكمة، أثمرت عن انتصارات جديدة والسيطرة على مواقع هامة غرب منطقة كرش.
وقالت مصادر ميدانية في المقاومة لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش الوطني والمقاومة تمكنت عقب قصف مدفعي عنيف لمواقع الميليشيات، من إحكام سيطرتها على عدة مواقع كانت تحت سيطرة الميليشيات، كما سيطرت وبشكل كامل على منطقة الجريبة وجبل قرن الذباب وجبل الأسقب، وسط خسائر مادية وبشرية كبيرة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.