المؤسسات التونسية الصغيرة والمتوسطة تواجه أزمات شديدة

إجمالي معاملاتها يصل إلى 8 مليارات دولار

المؤسسات التونسية الصغيرة والمتوسطة تواجه أزمات شديدة
TT

المؤسسات التونسية الصغيرة والمتوسطة تواجه أزمات شديدة

المؤسسات التونسية الصغيرة والمتوسطة تواجه أزمات شديدة

دقت وداد بوشماوي رئيسة نقابة رجال الأعمال (منظمة مستقلة) ناقوس الخطر بإعلانها أن نحو 50 في المائة من المؤسسات الصغرى والمتوسطة في تونس مهددة بالاندثار في غضون السنتين المقبلتين إذا لم تسارع الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة لإنعاش الاقتصاد المحلي وضخ دماء جديدة في النسيج الاقتصادي.
وأكدت بوشماوي خلال مؤتمر نظمته نقابة رجال الأعمال أول من أمس تحت عنوان «أي مستقبل للمؤسسات الصغرى والمتوسطة في تونس؟» على أهمية هذه النوعية من المؤسسات في دعم الاقتصاد التونسي والحفاظ على موارد الشغل والمساهمة الفعالة في التنمية.
وأشارت إلى أن القطاع الخاص بصفة عامة في تونس، له دور حيوي في التنمية، وقالت: إنه المساهم الأول في الاستثمار بنسبة مقدرة بنحو 62 في المائة.
ويحتل القطاع الخاص المكون في معظمه من مؤسسات صغرى ومتوسطة المرتبة الأولى على مستوى التشغيل، وذلك بنحو 80 في المائة من عدد المواطنين الناشطين في تونس، كما يستحوذ على نسبة 70 في المائة من مجموع عمليات الصادرات.
وعلى مستوى الجباية، يُعد القطاع الخاص المساهم الأول في الموارد الجبائية للدولة إضافة إلى أنه يمثل نحو 70 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
وعلى هامش هذا المؤتمر قُدمت دراسة تناولت وضعية المؤسسات الصغرى والمتوسطة التي لها رقم معاملات إجمالي يصل إلى 16 مليار دينار تونسي (أي نحو 8 مليارات دولار)، وهو ما يعادل 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في تونس، وهي تشغل ما لا يقل عن 136 ألف عامل في مختلف القطاعات.
وفي هذا الشأن، قال نور الدين الحاجي المختص في هذا المجال إن الصعوبات التي تواجه المؤسسات التونسية تتمثل على وجه الخصوص في تدهور الإطار العام السياسي والاقتصادي والاجتماعي، الذي يُعتبر غير ملائم للعمل والإنتاج وخلق الثروات، مما يُشكل صعوبات كثيرة أمام مجموع الاستثمارات الموجهة إلى الاقتصاد المحلي.
وأكد الحاجي على أن المؤسسات بمختلف أحجامها تشكو عدم قدرة المصالح الإدارية في تونس على دراسة ملفاتها والاستجابة لطلباتها وهو ما أثر، على حد قوله، بشكل كبير على قدرة المؤسسات على تنفيذ وعودها الاستثمارية وعلى ضمان الأداء الطبيعي لنشاطها.
ولم يغفل عن الإشارة إلى تغلغل ظاهرة «الفساد» في عدد من القطاعات الاقتصادية وتفاقم مشكلة الاقتصاد الموازي الذي بات يُمثل نحو 53 في المائة من إجمالي النشاط الاقتصادي، هذا علاوة على الأوضاع الاجتماعية المؤدية إلى تهميش العمل، مع تعالي الأصوات المطالبة بزيادة الأجور، مع ضعف الإنتاجية، على حد قوله.
ووفق نتائج هذه الدراسة التي أجريت قبل نحو شهرين من الآن، فإن 54 في المائة من المؤسسات التونسية استرجعت جانبا من النمو لكن بنسبة أقل من السنتين الماضيتين كما أن أكثر من 40 في المائة من المؤسسات التونسية لها نية في الاستثمار ونحو 45 في المائة منها لها نية في المحافظة على استثماراتها في حين أن 8 في المائة من هذه المؤسسات ترغب في تقليص استثماراتها بسبب مرورها بصعوبات مالية.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.