«مؤسسة الفكر العربي» تطرح أسئلة منهجية تؤسس لنقاش عربي جديد

خلال الورشة التحضيرية الأولى لمؤتمر «فكر 15» في القاهرة

«مؤسسة الفكر العربي» تطرح أسئلة منهجية تؤسس لنقاش عربي جديد
TT

«مؤسسة الفكر العربي» تطرح أسئلة منهجية تؤسس لنقاش عربي جديد

«مؤسسة الفكر العربي» تطرح أسئلة منهجية تؤسس لنقاش عربي جديد

عقدت «مؤسّسة الفكر العربي» بالتعاون مع الأمانة العامّة لجامعة الدول العربية ورشة تحضيرية خاصّة بمؤتمرها السنوي «فكر 15» الذي سينعقد في أبوظبي قبل نهاية السنة الحالية. وأقيمت الورشة التحضيرية في مقرّ الأمانة العامّة لجامعة الدول العربيّة في القاهرة، بحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، والمدير العام لمؤسّسة الفكر العربي البروفسور هنري العويط، ومستشار رئيس مؤسّسة الفكر العربي أحمد الغز، ومشاركة نُخبة من المفكّرين والمثقفين العرب.
استهلّ الجلسة الافتتاحية الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط بكلمة أكّد فيها أن تحقيق التكامل العربي يحتاج إلى مقاربة جديدة. وأشاد بدور مؤسّسة الفكر العربي التي تتفرّد بهذا النهج العلمي والواقعي.
وأكّد أبو الغيط أن استضافة الورشة التحضيرية اليوم هو امتداد لتعاون وثيق ومستمرّ بين جامعة الدول العربية ومؤسّسة الفكر العربي، والذي تكلّل بتوقيع مذكّرة تفاهم السنة الماضية.
وحذّر أبو الغيط من الهجوم الحادّ الذي تتعرّض له جامعة الدول العربية، وقال: «هناك محاولات لإنهاء دور الجامعة وتغييرها وتحويلها إلى شيء آخر، علما بأن الجامعة هي انعكاس لصوت العرب، وهي مركز العمل العربي المشترك منذ تأسيسها سنة 1945»، معتبرًا أن الورشة اليوم تهدف إلى تمكين المثقّفين والمفكّرين من تبيّن صوت الجامعة، وإذا حدثت ظروف أدّت إلى خفوت صوت الجامعة، فهذا لا يعني أنها ماتت، وإنما هي موجودة وستبقى، كما سيبقى الولاء لفكرة العروبة دائمًا.
ثم ألقى الدكتور هنري العَويط كلمة رحبّ فيها باسم رئيس مؤسّسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل، وباسم رئيس مجلس إدارتها الأمير بندر بن خالد الفيصل بالمشاركين، مجدّدًا التهنئة إلى الأمين العامّ بالمنصبِ الجديد، ومشيدًا بحرصه على استمرار الشراكة بين جامعة الدول العربيّة ومؤسّسة الفكر العربيّ، التي تمّ إرساءُ قواعدها في مؤتمر «فكر 14» في العام الماضي، بهدف تعزيز التعاون، وتفعيل العمل العربي المشترَك، وتحقيقًا لأهداف التكامل العربي المنشودة. كما نوّه بموافقة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيسِ دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، على شمول مؤتمر «فكر 15» المقبل برعايته الكريمة.
وأكّد العويط أن مؤسّسة الفكر العربي تبنّت، بمبادرة من رئيسها الأمير خالد الفيصل، «التكامل العربي» موضوعًا محوريًّا لمؤتمراتها وإصداراتها، وهدفًا استراتيجيًّا للثقافة التي تسعى إلى نشرها وترسيخها. وبعد مؤتمرها «فكر 13» الذي عقدته عام 2014 في مدينة الصخيرات (المملكة المغربيّة)، بعنوان «التكامل العربيّ: حلم الوحدة وواقع التقسيم»، ومؤتمرها «فكر 14» الذي عقدته عام 2015 في مقرّ الأمانة العامّة لجامعة الدول العربيّة في مدينة القاهرة، بعنوان «التكامل العربيّ: التحدّيات والآفاق»، وذلك بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس الجامعة، ستستكمل المؤسّسة هذه السنة في مؤتمر «فكر 15» المُزمع عقده في أبوظبي، بتاريخ 12. 13. 14 ديسمبر (كانون الأول)، معالجة الموضوع نفسه من خلال دراسة صيغتين تكامليّتين مميّزتين تجسّدهما تجربة مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة، وتجربة دولة الإمارات العربيّة المتّحدة.
ثم تحدّث الأستاذ أحمد الغزّ عن منهجية مؤتمر «فكر 15» وأبرز المحاور والاستراتيجيات التي سيتضمّنها في إطار إعادة تجديد فكرة التكامل العربيّ، والأخذ بالمستجدّات وتحويلها إلى بديهيّات. وأكّد الاستمرار في القواعد التي تمّ اعتمادها في مؤتمر «فكر 14» التي ترتكز على فلسفة السؤال وليس طرح الإجابات، لأن مهمّتنا ليست استدعاء الأزمات وتعميقها، وإنّما السؤال المنطلق من واقع ما نحن فيه، وقد خرجنا العام الماضي من مؤتمر «فكر 14» بخمسة أسئلة خلصت إلى مجموعة من الإجابات ستُناقش في جلسات متوازية، وحرصنا على أن تكون كل المؤسّسات المشاركة تكاملية، وهي بمعظمها متولّدة من الجامعة العربية وعاملة وناشطة على المستوى الثقافي.
وأكّد الغزّ حرص مؤسّسة الفكر العربي على إحياء مناخ الحوار في هذه المنظومات، وتفعيل العمل المشترك، واعتماد قاعدة عمل رئيسية تركّز على الحضور التفاعلي التكاملي الإنتاجي، بمعنى إشراك كل من يحضر المؤتمر في النقاش والعمل، إذ لن يكون هناك شخص مشارك من دون دور، مع حرصنا الشديد على أن يكون للشباب حضور وازن في مؤتمر «فكر 15».
وأعلن الغزّ عن طرح أربعة موضوعات جديدة هي: التحوّل الاستراتيجي 2030، إذ من المعروف أن عددًا من الدول العربية قد أطلقت استراتيجيات من هذا النوع، ستتمّ مناقشتها في المؤتمر مع حرصنا على احترام الخصوصيّات الوطنية، والأسئلة التي سنثيرها تتعلّق بالتكامل العربي في سياق هذه التحوّلات.
أمّا الموضوع الثاني فيتعلّق بالدول التي شهدت نزاعات، وأبرز التحدّيات التي تواجهها الدولة الوطنية المستقرّة ما بعد النزاع، أي أن مجال عملنا وأسئلتنا سيكون محورها الموضوعات المتعلّقة بالاستقرار وانتظام ووحدة وعروبة الدولة الوطنية.
أمّا الموضوع الثالث فيتمحور حول القضية الفلسطينية، إذ وضعنا مجتمعين هدفًا حول قيام هذه الدولة، والأثر الذي ستحدثه على قضية التكامل العربي، وما سنقدّمه لهذه الدولة، وأولويات العمل العربي المشترك فيما يختصّ بهذه القضية.
أمّا الموضوع الرابع الأخير فيتعلق بقضية في غاية الأهمية وهي التكامل الفضائي والرقمي العربي.
كما سيتضمّن المؤتمر ثلاث جلسات عامّة، الأولى مخصّصة لدولة الإمارات العربية المتّحدة والتكامل الوطني، وأيضًا بمناسبة إحياء الذكرى الـ45 لانضمام دولة الإمارات إلى جامعة الدول العربية. كما ستتضمن أعمال المؤتمر جلسة عامّة مخصّصة لمجلس التعاون الخليجي بمناسبة الذكرى الـ35 لتأسيسه في 25 مايو (أيار) 1981، وسيتمّ عرض هذه التجربة من منظور القيمين على مجلس التعاون الخليجيّ، ونحن سنتناولها من المنظور التكاملي العربيّ، لافتًا إلى أن مجلس التعاون هو مكوّن أساسي في النظام العربي وفي جامعة الدول العربية، ومكوّن أساسي في منظومة مجلس التعاون الإسلامي وفي منظومة دول غرب آسيا. مشيرًا إلى أن مؤتمر «فكر 15» سيناقش هذه التجربة انطلاقًا من هذا البعد الثلاثي التكاملي، إلا أنّنا لن نتدخّل في خصوصية الواقع الخليجي، لكننا نريد من الخليج وأهله أن يبدوا رأيهم في موضوع التكامل العربيّ، وسيكون لكلّ ورقة مقدّمة معقّب خليجي، وسنحافظ على احترام الخصوصيات، مشدّدًا على أن دائرة ومركز التكامل العربي هي جامعة الدول العربية، وأي خروج عن هذه المنظومة وأي تفاعل خارجها افتراضات لا قيمة لها.
وبعد الجلسة الافتتاحية عقدت جلستان متوازيتان تناولت الأولى محاور العمل المقترحة للمؤتمر السنوي «فكر 15»، وناقشت الثانية الإجابات المقدّمة من الهيئات التكاملية والمجالس الوزارية المختصّة.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.