غارات مكثفة على «الكردستاني» شمال العراق وجنوب شرقي تركيا

إحالة 9 من تنظيم داعش للمحكمة على علاقة بهجوم مطار أتاتورك

غارات مكثفة على «الكردستاني» شمال العراق وجنوب شرقي تركيا
TT

غارات مكثفة على «الكردستاني» شمال العراق وجنوب شرقي تركيا

غارات مكثفة على «الكردستاني» شمال العراق وجنوب شرقي تركيا

كثف الجيش التركي من غاراته الجوية على مواقع منظمة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وجنوب شرقي تركيا، معلنا مقتل العشرات في هذه الغارات. وذكرت رئاسة هيئة أركان الجيش التركي في بيان أمس أن طائرات حربية تركية دمرت عددا من المواقع التابعة للمنظمة في بلدة تشكورجا التابعة لمحافظة هكاري جنوب شرقي البلاد، وفي منطقتي هاكورك ومتينا شمال العراق. وقال البيان إن سلاح الجو التركي شن مساء أول من أمس، وفي وقت مبكر من صباح (أمس)، غارات على أهداف للمنظمة في تشكورجا وهاكورك ومتينا أدت إلى تدمير مواقع أسلحة ومخابئ ومغارات يستخدمها عناصر المنظمة في تلك المناطق. وأشار البيان إلى مقتل اثنين من عناصر المنظمة في عملية أمنية في بلدة إروه بمحافظة سيرت جنوب شرقي البلاد أمس.
وأضاف أن طائراته الحربية دمرت 12 هدفا في هاكورك ومتينا، حيث دمرت المقاتلات التركية 4 أهداف للمنظمة في هاكورك بعد تقييم لمعلومات استخباراتية فورية تلقتها من المنطقة، كما دمرت الطائرات التركية 8 أهداف في متينا بالطريقة نفسها.
وتابع البيان أن الغارات أسفرت عن مقتل 30 عنصرا من المنظمة بينهم قيادات.
وتشهد بلدة تشكورجا في هكاري اشتباكات عنيفة بين القوات التركية المدعومة جويا، وعناصر منظمة حزب العمال الكردستاني منذ السبت الماضي، وبحسب هيئة أركان الجيش التركي تم القضاء على 157 من عناصر المنظمة وشل حركتهم ليصل عدد عناصر المنظمة الذين تم تحييدهم منذ بدء العمليات يوم السبت الماضي إلى مائتين فيما قتل 9 جنود أتراك وأصيب 21 في العمليات العسكرية التي لا تزال مستمرة.
في سياق آخر، أحالت النيابة العامة في مدينة إزمير، شمال غربي تركيا، 9 أشخاص يشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش الإرهابي إلى المحكمة لصلتهم بالهجوم الانتحاري الثلاثي الذي تعرض له مطار أتاتورك في إسطنبول في 28 يونيو (حزيران) الماضي.
وقالت مصادر أمنية إنه تم استكمال التحقيقات مع المشتبه بهم في مديرية أمن إزمير وشعبة مكافحة الإرهاب، حيث وجهت النيابة العامة إليهم تهمة «الانتماء إلى منظمة إرهابية مسلحة».
وأشارت المصادر إلى أن التحقيقات أظهرت قيادة المدعو «رضا ج» خلية تنظيم داعش في إزمير، وأنه اجتمع مع الانتحاريين الثلاثة الذين فجروا أنفسهم في مطار أتاتورك الدولي.
وأضافت المصادر أن «رضا» كان قد وجه الانتحاريين الثلاثة عبر الهاتف قبيل تنفيذهم الهجوم الإرهابي وأنه قام أيضًا بتجنيد مقاتلين وإرسالهم إلى سوريا، حيث لا يزال بعض منهم يقاتل في صفوف «داعش».
وتابعت المصادر أن الخلية الإرهابية التي يقودها «رضا» كانت تقوم بنشاطات في ولاية إزمير لصالح «داعش»، وتوفر للتنظيم دعمًا عبر تجنيد مقاتلين، إلى جانب دعم لوجيستي. وكانت أجهزة الأمن التركية أن القوات الأمنية التركية المشتبه بهم التسعة في 26 أغسطس (آب) الماضي في عملية أمنية ضد أماكن يقيم فيها عناصر لتنظيم داعش الإرهابي، حيث تم ضبط كميات كبيرة من الوثائق التابعة للتنظيم. وكان التفجير الثلاثي الذي تعرض له مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول في 28 يونيو الماضي، ونفذه 3 انتحاريين، روسي، وأوزبكي، وقيرغيزي، خلف 45 قتيلا و237 مصابا.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.