حركات السلام الإسرائيلية تطالب باستفتاء شعبي حول إنهاء الاحتلال

في ذكرى مرور 50 عامًا على الاحتلال الإسرائيلي

رويترز
رويترز
TT

حركات السلام الإسرائيلية تطالب باستفتاء شعبي حول إنهاء الاحتلال

رويترز
رويترز

بمبادرة من مجموعة جنرالات سابقين وحركات سلام محلية مختلفة، تم إطلاق حملة في تل أبيب، أمس، تدعو إلى إجراء استفتاء شعبي في إسرائيل حول إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية وإقامة السلام على أساس مبدأ «دولتان للشعبين». وفي إطار الحملة، توجهوا برسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يطالبونه بتبني المشروع «إذا كان يهمك رأي الشعب». وأوضحوا في رسالتهم أن الشعب يستطيع تخفيف عبء القرار على نتنياهو والحكومة.
وقد وقع على النداء لهذه الحملة، منظمات وحركات يسارية في إسرائيل، وسياسيون وجنرالات سابقون، وعدد من الإعلاميين البارزين، وشخصيات معروفة أخرى، ممن يؤيدون إجراء استفتاء شعبي على مستقبل الأراضي الفلسطينية التي تسيطر عليها إسرائيل منذ عام 1967، ويحددون موعدا لذلك في شهر يونيو (حزيران) 2017، في ذكرى مرور 50 عاما على الاحتلال. ومن بين الشخصيات البارزة التي انضمت إلى الحملة، رئيس جهاز المخابرات العامة (الشاباك) وقائد سلاح البحرية في السابق، عامي أيلون، ورئيس حزب العمل في السابق، الجنرال في جيش الاحتياط، عمرام متسنع، ووزراء في السابق مثل يولي تامر، وعوزي برعام، وأوفير بينيس والحاخام ميخائيل ملكيؤور وحفيدة إسحاق رابين، نوعا روتمان، والمزيد، ومن المنظمات البارزة «سلام الآن» و«مستقبل أبيض وأزرق».
وقد أقام المنظمون للحملة موقعا خاصا بها على الإنترنت يمكن التسجيل به والتوقيع على العريضة التي تطالب بالاستفتاء. وينوي المنظمون إقامة نشاطات كثيرة لتسويق الحملة وترويجها تحت عنوان «حان وقت القرار»، بهدف نشر الوعي حولها. وينوي القائمون على الحملة التأثير على الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) من أجل دفع مشروع قانون ينص على إجراء هذا الاستفتاء، كما أنهم يريدون أن يعيدوا الاهتمام الدولي بقضية الشرق الأوسط من خلال هذا الاستفتاء.
وأكد الوزير الأسبق يعلون أن الحملة التي بدأت تثير ردود فعل من اليسار واليمين، وقد تفاعل معها على الإنترنت أكثر من ألف شخص في أقل من يوم. وقال إن إسرائيل تسيطر على الفلسطينيين ومسؤولة عنهم قرابة 50 عاما، ويجب عليها أن تقرر ماذا تريد أن تفعل في هذه القضية. وتابع: «ليس سرا في أن السيطرة العسكرية على الفلسطينيين والتحكم في مستقبلهم ومصادرة أراضيهم لا تلحق الضرر بالفلسطينيين وحدهم، بل باتت تلحق أضرارا بالغة على إسرائيل نفسها وتتسبب في توسيع الشرخ والانشقاقات داخل الجمهور الإسرائيلي، وبشكل خاص بين سكان إسرائيل وبين المستوطنين. وقد حان الوقت لنقرر وضع حد لذلك».
وقال يعلون إن كل يوم يمر على إسرائيل وهي تحتل الشعب الفلسطيني وأراضيه، يبعدها عن هدفها المنشود بوصفها دولة ديمقراطية للشعب اليهودي. ونتنياهو يرى ذلك الخطر ولكنه يبدو عاجزا عن مجابهته وإنقاذنا منه. لا يمتلك الشجاعة لتخليصنا منه. وعندما تغيب القيادة ينبغي على الشعب أن يتخذ القرار ويقرر مصيره. والاستفتاء هو السبيل الأفضل للتعبير عن إرادة المواطنين.
وفي رد على سؤال إن كان هناك ما يضمن أن تقرر الأكثرية التخلص من الاحتلال ومدى الخطر في أن تقرر أمرا معاكسا، قال يعلون: «كل طرف منا ملزم بقبول إرادة الشعب. ولكن كل استطلاعات الرأي تشير إلى أن الغالبية تريد التخلص من الصراع والتوصل إلى السلام والجميع يعرف أن السلام لا يمكن أن يتحقق من دون التخلص من الاحتلال».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.