أهالي القيارة جنوب الموصل يستغيثون من سحب الحرائق النفطيةhttps://aawsat.com/home/article/731706/%D8%A3%D9%87%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B5%D9%84-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D8%AB%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%B3%D8%AD%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B7%D9%8A%D8%A9
أهالي القيارة جنوب الموصل يستغيثون من سحب الحرائق النفطية
نفط في شوارع القيارة وسحب داكنة جراء حرائق الآبار في سمائها («الشرق الأوسط»)
أطلق الآلاف من أهالي ناحية القيارة، 60 كلم جنوب مدينة الموصل، نداءات استغاثة لمنع حدوث كارثة بيئية تقضي على سكان المدنية التي استعادت القوات العراقية السيطرة عليها من قبضة تنظيم داعش وحيث يخيم الظلام بسبب إشعال «داعش» حقولا نفطية فيها قبل طرده منها.
وتسببت السحب السوداء في انتشار حالات الاختناق بين المدنيين فيما تغطي تسربات النفط الخام شوارع المدينة ووصلت إلى نهر دجلة، الأمر الذي ينذر بكارثة بيئية. وقال رئيس مجلس ناحية القيارة بمحافظة نينوى صالح الجبوري، في حديث لـ«الشرق الأوسط»» إن «سماء مدينة القيارة أصبحت ملبدة تمامًا بالغيوم النفطية السوداء جراء استمرار اشتعال خمس من الآبار النفطية والقيارة مقبلة على كارثة بيئية إن لم تتدخل الحكومة المركزية وملاكات وزارة النفط لإخماد الحرائق في أسرع وقت». وأضاف الجبوري أن «وزارة النفط قامت بإرسال ثلاث سيارات وحفارة واحدة من أجل عمليات إخماد النيران والسيطرة على الآبار والحرائق ومنع تدفق النفط الخام، لكن لم يتمكن فريق العمل بأدواته الخجولة هذه من إطفاء النيران ولو في بئر واحدة من الآبار الخمس ولم تفلح شركة نفط الشمال كذلك بإطفاء ولو حريقا واحدا، ولا بد من إرسال عدد من الفرق الفنية والهندسية المتخصصة في عمليات إخماد حرائق الآبار النفطية للسيطرة بسرعة على هذه الحرائق حفاظا على حياة المدنيين في مركز الناحية، وكذلك إيقاف الخسائر المالية الناجمة عن تلك الحرائق».
لكن وزارة النفط العراقية أكدت أن الكوادر الهندسية التابعة لشركة نفط الشمال تمكنت من إطفاء نيران أربع من الآبار النفطية الخمس. وأضاف المتحدث الرسمي باسم الوزارة، عاصم جهاد، إن الفرق الهندسية «استطاعت السيطرة على النفط الذي تسرب جراء إحراق الآبار، وإن عمل هذه الفرق جاء للحيلولة دون وصول النفط إلى النهر والتقليل من مخاطره البيئية».
من جاب آخر، قال الخبير الاقتصادي ومدير مصرف النهرين في العراق الدكتور عبد الحسين المنذري إن خسائر العراق جراء إحراق تنظيم داعش لآبار النفط في ناحية القيارة «تقدر بأكثر من مليون دولار في اليوم الواحد الأمر الذي سينعكس على الأزمة المالية المتردية أصلاً جراء الخسائر التي سببتها الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي». وأضاف المنذري أن «العراق سيعاني من أزمة مالية خانقة ربما ستذهب بالبلاد إلى إعلان الإفلاس بشكل نهائي جراء الفساد الذي استشرى بجسد الدولة وعمليات سرقة الأموال العراقية من قبل الأحزاب المتنفذة والسلطات التي تعاقبت على إدارة الحكومة بعد العام 2003 وحتى الآن».
الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5084337-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D8%A7%D9%86%D9%87%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B4%D9%8A%D9%83%D8%A9
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
يتضاعف خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، وانهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، بفعل الحرب الحوثية على الموارد الرئيسية للبلاد، وتوسيع دائرة الصراع إلى خارج الحدود، في حين تتزايد الدعوات إلى اللجوء للتنمية المستدامة، والبحث عن حلول من الداخل.
وبينما تتوالي التحذيرات من تعاظم احتياجات السكان إلى المساعدات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة، تواجه الحكومة اليمنية تحديات صعبة في إدارة الأمن الغذائي، وتوفير الخدمات للسكان في مناطق سيطرتها، خصوصاً بعد تراجع المساعدات الإغاثية الدولية والأممية خلال الأشهر الماضية، ما زاد من التعقيدات التي تعاني منها بفعل توقف عدد من الموارد التي كانت تعتمد عليها في سد الكثير من الفجوات الغذائية والخدمية.
ورجحت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة حدوث ارتفاع في عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في اليمن في ظل استمرار التدهور الاقتصادي في البلاد، حيث لا تزال العائلات تعاني من التأثيرات طويلة الأجل للصراع المطول، بما في ذلك الظروف الاقتصادية الكلية السيئة للغاية، بينما تستمر بيئة الأعمال في التآكل بسبب نقص العملة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وانخفاض قيمة العملة والتضخم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.
وبحسب توقعات الأمن الغذائي خلال الستة أشهر المقبلة، فإنه وبفعل الظروف الاقتصادية السيئة، وانخفاض فرص كسب الدخل المحدودة، ستواجه ملايين العائلات، فجوات مستمرة في استهلاك الغذاء وحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد واسعة النطاق على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي) أو حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة) في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.
يشدد الأكاديمي محمد قحطان، أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز، على ضرورة وجود إرادة سياسية حازمة لمواجهة أسباب الانهيار الاقتصادي وتهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، منوهاً إلى أن عائدات صادرات النفط والغاز كانت تغطي 70 في المائة من الإنفاق العام في الموازنة العامة، وهو ما يؤكد أهميتها في تشغيل مؤسسات الدولة.
ويضيف قحطان في حديث خص به «الشرق الأوسط» أن وقف هذه الصادرات يضع الحكومة في حالة عجز عن الوفاء بالتزاماتها، بالتضافر مع أسباب أخرى منها الفساد والتسيب الوظيفي في أهم المؤسسات الحكومية، وعدم وصول إيرادات مؤسسات الدولة إلى البنك المركزي، والمضاربة بالعملات الأجنبية وتسريبها إلى الخارج، واستيراد مشتقات الوقود بدلاً من تكرير النفط داخلياً.
أدوات الإصلاح
طبقاً لخبراء اقتصاديين، تنذر الإخفاقات في إدارة الموارد السيادية ورفد خزينة الدولة بها، والفشل في إدارة أسعار صرف العملات الأجنبية، بآثار كارثية على سعر العملة المحلية، والتوجه إلى تمويل النفقات الحكومية من مصادر تضخمية مثل الإصدار النقدي.
ويلفت الأكاديمي قحطان إلى أن استيراد مشتقات الوقود من الخارج لتغطية حاجة السوق اليمنية من دون مادة الأسفلت يكلف الدولة أكثر من 3.5 مليار دولار في السنة، بينما في حالة تكرير النفط المنتج محلياً سيتم توفير هذا المبلغ لدعم ميزان المدفوعات، وتوفير احتياجات البلاد من الأسفلت لتعبيد الطرقات عوض استيرادها، وأيضاً تحصيل إيرادات مقابل بيع الوقود داخلياً.
وسيتبع ذلك إمكانية إدارة البنك المركزي لتلك المبالغ لدعم العرض النقدي من العملات الأجنبية، ومواجهة الطلب بأريحية تامة دون ضغوط للطلب عليها، ولن يكون بحاجة إلى بيع دولارات لتغطية الرواتب، كما يحدث حالياً، وسيتمكن من سحب فائض السيولة النقدية، ما سيعيد للاقتصاد توازنه، وتتعافى العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وهو ما سيسهم في استعادة جزء من القدرة الشرائية المفقودة للسكان.
ودعا الحكومة إلى خفض نفقاتها الداخلية والخارجية ومواجهة الفساد في الأوعية الإيرادية لإحداث تحول سريع من حالة الركود التضخمي إلى حالة الانتعاش الاقتصادي، ومواجهة البيئة الطاردة للاستثمارات ورجال الأعمال اليمنيين، مع الأهمية القصوى لعودة كل منتسبي الدولة للاستقرار داخل البلاد، وأداء مهاهم من مواقعهم.
ويؤكد مصدر حكومي يمني لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة باتت تدرك الأخطاء التي تراكمت خلال السنوات الماضية، مثل تسرب الكثير من أموال المساعدات الدولية والودائع السعودية في البنك المركزي إلى قنوات لإنتاج حلول مؤقتة، بدلاً من استثمارها في مشاريع للتنمية المستدامة، إلا أن معالجة تلك الأخطاء لم تعد سهلة حالياً.
الحل بالتنمية المستدامة
وفقاً للمصدر الذي فضل التحفظ على بياناته، لعدم امتلاكه صلاحية الحديث لوسائل الإعلام، فإن النقاشات الحكومية الحالية تبحث في كيفية الحصول على مساعدات خارجية جديدة لتحقيق تنمية مستدامة، بالشراكة وتحت إشراف الجهات الممولة، لضمان نجاح تلك المشروعات.
إلا أنه اعترف بصعوبة حدوث ذلك، وهو ما يدفع الحكومة إلى المطالبة بإلحاح للضغط من أجل تمكينها من الموارد الرئيسية، ومنها تصدير النفط.
واعترف المصدر أيضاً بصعوبة موافقة المجتمع الدولي على الضغط على الجماعة الحوثية لوقف حصارها المفروض على تصدير النفط، نظراً لتعنتها وشروطها صعبة التنفيذ من جهة، وإمكانية تصعيدها العسكري لفرض تلك الشروط في وقت يتوقع فيه حدوث تقدم في مشاورات السلام، من جهة ثانية.
وقدمت الحكومة اليمنية، أواخر الشهر الماضي، رؤية شاملة إلى البنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات القائمة لتتوافق مع الاحتياجات الراهنة، مطالبةً في الوقت ذاته بزيادة المخصصات المالية المخصصة للبلاد في الدورة الجديدة.
وكان البنك الدولي توقع في تقرير له هذا الشهر، انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة واحد في المائة هذا العام، بعد انخفاضه بنسبة 2 في المائة العام الماضي، بما يؤدي إلى المزيد من التدهور في نصيب الفرد من إجمالي الناتج الحقيقي.
ويعاني أكثر من 60 في المائة من السكان من ضعف قدرتهم على الحصول على الغذاء الكافي، وفقاً للبنك الدولي، بسبب استمرار الحصار الذي فرضته الجماعة الحوثية على صادرات النفط، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات المالية للحكومة بنسبة 42 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، وترتب على ذلك عجزها عن تقديم الخدمات الأساسية للسكان.
وأبدى البنك قلقه من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد، وتفاقم الأزمات الاجتماعية والإنسانية.