أبو الغيط يفتتح أعمال المؤتمر الوزاري الأول حول «المرأة وتحقيق الأمن والسلم في المنطقة»

إجراءات عربية لحمايتها في مناطق النزاع والصراعات

أبو الغيط يفتتح أعمال المؤتمر الوزاري الأول حول «المرأة وتحقيق الأمن والسلم في المنطقة»
TT

أبو الغيط يفتتح أعمال المؤتمر الوزاري الأول حول «المرأة وتحقيق الأمن والسلم في المنطقة»

أبو الغيط يفتتح أعمال المؤتمر الوزاري الأول حول «المرأة وتحقيق الأمن والسلم في المنطقة»

افتتح أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، المؤتمر الوزاري الأول حول «المرأة وتحقيق الأمن والسلم في المنطقة العربية»، الذي تنظمه جامعة الدول العربية بالتعاون مع «هيئة الأمم المتحدة للمرأة» يومي 4 و5 سبتمبر (أيلول) بالقاهرة؛ في إطار السعي لمراجعة الخطوات التي تتخذ في مجال حماية المرأة العربية في المناطق التي تشهد نزاعات أو أوضاعًا أمنية غير مستقرة، ولتنسيق خطط العمل الوطنية للدول الأعضاء في الجامعة العربية في هذا الإطار.
ويمثل المؤتمر تأكيدا للالتزام العربي بحماية النساء والفتيات من الآثار الناتجة من الحروب والنزاعات المسلحة في المنطقة العربية من خلال وضع برامج واستراتيجيات مشتركة لمتابعة تنفيذ قرارات الجامعة العربية، وكذلك قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالمرأة والأمن والسلم للمتضررين، خصوصا في ظل الظروف المعقدة والمتشابكة التي شهدتها المنطقة على مدار السنوات الأخيرة التي أدت إلى تعرض النساء والفتيات في عدد من الدول التي شهدت نزاعات مسلحة لأوضاع مأساوية وانتهاكات مختلفة لحقوقهن.
وشارك في أعمال المؤتمر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة زينب بانغورا، ومدير البرامج بهيئة الأمم المتحدة ماريا نويل، ورئيس البرلمان العربي أحمد الجروان، وميرفت التلاوي، مدير عام منظمة المرأة العربية، وميثاء سالم الشامي، وزيرة الدولة بالإمارات.
واستعرض الأمين العام لجامعة الدول العربية أبو الغيط أهم الجهود التي تبذلها الجامعة العربية في هذا الصدد، التي كان من أهمها اعتماد مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته الـ(144) في سبتمبر من العام الماضي «الاستراتيجية الإقليمية وخطة العمل التنفيذية حول حماية المرأة العربية: الأمن والسلم»، كما طالب أيضا في كلمته بضرورة قيام الدول العربية بالتحرك لبناء القدرات لمواجهة نشاطات التنظيمات والجماعات الإرهابية التي ترتكب انتهاكات واسعة لحقوق المرأة، وتعزيز دور القيادات النسائية والمجتمعات المحلية ووسائل الإعلام والمؤسسات الدينية في مجال حماية حقوق المرأة، إضافة إلى النظر في إنشاء منظمة عربية للإغاثة الإنسانية حتى تكون الاستجابة أكثر تأثيرًا للاحتياجات المختلفة للمتضررين من النزاعات المسلحة في المنطقة العربية ومن بينهم النساء، وكذلك للاستعداد لاحتمالات الطوارئ في المستقبل.
ودعا إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن المرتبطة بالمرأة والأمن والسلم وخطة العمل التنفيذية. وأوصى بدعم المرأة في فلسطين وسوريا وليبيا والعراق واليمن لمواجهة أخطار وتحديات جسيمة نتيجة الانتهاكات التي ترتكبها الجماعات الإرهابية المتطرفة، والتي تتخذ من الدين ستارا لأفعالها الإجرامية.
ويهدف المؤتمر، كما أشار أبو الغيط، إلى بحث موضوعين مهمين، الأول مراجعة أهم الخطوات التي تم تحقيقها في المنطقة خلال السنوات الأخيرة في مجال حماية المرأة العربية في المناطق التي تشهد أوضاعا أمنية غير مستقرة.
والآخر المسار الحالي لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالمرأة والأمن والسلم، وكيفية وضع خطط العمل الوطنية في الدول الأعضاء في الجامعة العربية في إطار تفعيل خطة العمل التنفيذية لحماية المرأة في المنطقة العربية.
ودعا إلى تعزيز دور القيادات النسائية والمجتمعات المحلية ووسائل الإعلام والمؤسسات الدينية في مجال حماية المرأة وتعزيز احترامها، وتعزيز المشاركة العربية في النقاش الجاري حول الإعداد لمرحلة ما بعد انتهاء النزاعات، خصوصا أنه من المتوقع أن تواجه المنطقة ضرورة ملحة في مرحلة ما لإطلاق عمليات ضخمة لإعادة الإعمار، لا بد أن تأخذ في اعتبارها الأوضاع الخاصة بالمرأة والطفل. والنظر في إنشاء منظمة عربية للإغاثة الإنسانية؛ حتى تكون الاستجابة أكثر تأثيرًا وحرفية ومخاطبة للاحتياجات الحقيقية للفئات المهمشة المختلفة، ومن بينها النساء استعدادًا لاحتمالات الطوارئ في المستقبل.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».