«السلطة» الفلسطينية تطلب من مجلس الأمن إرسال وفد لمعاينة الاستيطان على الأرض

قالت إن الجمعيات الاستيطانية والعقاريين يعيشون أفضل أوقاتهم مع حكومة يمينية

«السلطة» الفلسطينية تطلب من مجلس الأمن إرسال وفد لمعاينة الاستيطان على الأرض
TT

«السلطة» الفلسطينية تطلب من مجلس الأمن إرسال وفد لمعاينة الاستيطان على الأرض

«السلطة» الفلسطينية تطلب من مجلس الأمن إرسال وفد لمعاينة الاستيطان على الأرض

طالبت السلطة الفلسطينية مجلس الأمن الدولي بسرعة «اتخاذ إجراءات دولية رادعة، من شأنها إجبار إسرائيل كقوة احتلال، على وقف الاستيطان». ودعت السلطة المجلس إلى إرسال وفد للاطلاع على تمادي الحكومة الإسرائيلية في سرقة الأرض الفلسطينية وتهويدها، ورفع تقرير مفصل للمجلس. في حين أعلنت السلطة تمسكها بضرورة وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، بوصفه أحد شروط مقابلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ضمن أي خطة دولية لتحريك عملية السلام. ودعت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، مجلس الجامعة العربية الذي سينعقد قريبا، على المستوى الوزاري، إلى اتخاذ ما يلزم من قرارات تعزز هذا التوجه. وقالت الخارجية في بيان لها إن «إسرائيل تصعد يوميا من هجمتها الاستيطانية التهويدية في الأرض الفلسطينية، وتعيش الجمعيات الاستيطانية والمطورون العقاريون الإسرائيليون المرتبطون بالعملية الاستيطانية، أفضل أوقاتهم، في ظل حكومة يمينية متطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، تقدم لهم الإسناد الكامل من أجل مواصلة سرقة الأرض، وفرض حقائق جديدة تقطع الطريق أمام أية فرصة للتوصل إلى حلول سياسية تفاوضية للصراع».
وأضافت الوزارة: «الجمعيات الاستيطانية تعمل على إعادة إحياء الكثير من المشاريع الاستيطانية القديمة، التي لم تنجح الحكومات الإسرائيلية السابقة في تمريرها أو تنفيذها، لظروف غير مواتية داخليا أو خارجيا. وعلى سبيل المثال، بدأت جمعيات استيطانية في الآونة الأخيرة الترويج في الإعلام العبري لتسويق قطع من الأراضي، ستخصص لإقامة تجمع استيطاني جديد قرب مستوطنة (معاليه أدوميم)، يحمل اسم (غفعات أدوميم)، ويبعد عن القدس نحو 7 كيلومترات، لتعزيز فصل القدس الشرقية عن محيطها الفلسطيني».
وأشارت الخارجية إلى أن هذا المخطط الاستيطاني حصل في عام 1984 على مصادقة الحكومة الإسرائيلية، لكن استكمال الإجراءات اللازمة للبدء بعملية التنفيذ لم يتم. وعلى الرغم من نفي الجهات الإسرائيلية المعنية، تقديم أي مخططات هيكلية بشأن هذا المشروع الاستيطاني، فإن الجمعيات الاستيطانية التي تقف خلفه تؤكد بدورها أنها ستعمل في الأشهر المقبلة على تسريع استصدار التراخيص المطلوبة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».