مقتل 4 جنود وإصابة آخرين في انفجار عبوة ناسفة في حي عبد القوي مكاوي في عدن

مراقبون: خلايا المخلوع صالح في الجنوب تهدف إلى إفشال دول التحالف

مقتل 4 جنود وإصابة آخرين في انفجار عبوة ناسفة في حي عبد القوي مكاوي في عدن
TT

مقتل 4 جنود وإصابة آخرين في انفجار عبوة ناسفة في حي عبد القوي مكاوي في عدن

مقتل 4 جنود وإصابة آخرين في انفجار عبوة ناسفة في حي عبد القوي مكاوي في عدن

لقي 4 جنود يمنيين مصرعهم وجرح عدد آخر، بعضهم في حال خطرة، وذلك في انفجار عبوة ناسفة زرعت بالقرب من نقطة تفتيش أمنية في حي عبد القوي مكاوي، بمديرية الشيخ عثمان في العاصمة المؤقتة لليمن، عدن. وقالت مصادر في الحزام الأمني لـ«الشرق الأوسط» إن مجهولين، يعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة، زرعوا العبوة الناسفة بالقرب من النقطة أثناء عملية تبديل الحراسات، وأكدت هذه المصادر استمرار ملاحقة العناصر الإرهابية المتورطة في هذه التفجيرات.
وفي وقت حمل التفجير بصمات تنظيم «القاعدة»، فإن عدن تشهد عمليات إرهابية تستهدف القوات الأمنية، في ظل استمرار عمليات تطهير عدن من الجماعات الإرهابية واستباب الأمن والاستقرار بالمحافظة، وهي العمليات التي حققت، بحسب المراقبين، نجاحات كبيرة، وجرى خلالها ضبط خلايا إرهابية واعتقال عدد من عناصرها، وكشف معامل صناعة العبوات الناسفة والسيارات المفخخة وأوكار منفذي تلك العمليات ومموليها.
واعتبر علي عسكر الشعيبي مقتل جنود الأمن بعدن، عملية انتقامية للجماعات الإرهابية التي ترعاها وتمولها قيادات أجهزة أمنية واستخباراتية موالية للمخلوع صالح، ردًا على الضربات الموجعة لعناصرها، وما تحققه القوات الأمنية بعدن من نجاحات متوالية، مشيرًا إلى أن «القاعدة» صناعة المخلوع صالح، وأنه لا وجود لتنظيم داعش حقيقي بعدن، «سوى عناصر تنسب جرائمها لذلك التنظيم؛ بهدف خلط الأوراق، وإظهار عدن والجنوب كبيئة حاضنة للإرهاب، وهو ما فضحته الحملة العسكرية المدعومة من التحالف، التي نجحت في تطهير المحافظات الجنوبية (عدن، لحج، أبين، حضرموت) من الجماعات الإرهابية التي تربطها علاقة وطيدة مع الحوثيين وصالح»، على حد قوله ذلك.
في غضون ذلك، نجحت وحدة أمنية مختصة بمكافحة الإرهاب تتبع شرطة عدن، مساء أول من أمس، في إلقاء القبض على أحد الممولين الرئيسيين «لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» يدعى (ح. ع.ص)، ووفقًا لما ذكره المكتب الإعلامي لشرطة عدن، فقد تبين من خلال جلسات التحقيق الأولية مع المتهم، وبحسب اعترافات سابقة لعناصر في «القاعدة»، وأدلة عينية ضُبِطت بحوزته مسؤوليته عن تمويل فرع «القاعدة» بعدن ماليًا، كما يُعدُّ المتهم أميرًا ضمن قيادات التنظيم الإرهابي.
وكانت القوات الأمنية قد تمكنت مؤخرًا من تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية، وضبط عدد من عناصرها، بينهم قيادات بارزة في تنظيم القاعدة الإرهابي، وكشفت أدلة الشرطة ضلوع أجهزة أمنية واستخباراتية تتبع المخلوع صالح في تمويل وتوجيه تلك الخلايا الإرهابية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وإظهار عدن غير آمنة وحاضنة للإرهاب.
وكانت قوات مكافحة الإرهاب بعدن في عملية نوعية تمت بحي المنصورة وسط عدن ألقت القبض على المسؤول الأول عن تجنيد الشباب واستقطابهم لصالح تنظيم داعش المزعوم وجوده في اليمن ويدعى (ع. ح. ع)، كما تمكنت وحدة مكافحة الإرهاب نفسها أيضًا من الإيقاع بالقيادي الميداني في التنظيم نفسه بعدن (م. خ. م. ع) عقب عملية تتبع ورصد متقنة.
ووفقًا للمكتب الإعلامي لشرطة عدن، فإن المتهم يعد من أبرز القيادات المشاركة في تنفيذ عمليات إرهابية في مدينة المكلا بحضرموت، بعد خروجه وعدد من عناصر القاعدة من حاضرة حضرموت عقب نجاح قوات المقاومة والأمن المدعومة من التحالف في تحريرها من «القاعدة» أواخر أبريل (نيسان) من العام الحالي، مؤكدًا أنه تم ضبط بحوزة المتهم الأول منشورات وأدلة صوتية تثبت ضلوعه وآخرين القيام باستقطاب الشباب من صغار السن عبر حلقات المساجد والتغرير بهم بدعاوى نصرة الدين والجهاد وإقامة شرع الله، ومن ثم تأطيرهم ضمن عناصر التنظيم الإرهابي.
وفي وقت سابق كشفت قيادة السلطة الأمنية والمحلية بعدن ضبط خلايا إرهابية وعناصر قيادية خطيرة، وبحوزتها أفلام وتوثيقات لعمليات إرهابية، وسلسلة اغتيالات نفذتها بحق قيادات أمنية وضباط مخابرات جنوبية ورجال دين، ونسبتها إلى تنظيم داعش المزعوم، حيث قادت التحقيقات معها القوات الأمنية إلى وجود أدلة تؤكد ضلوع المخلوع صالح خلف الجماعات الإرهابية ونسبها لتنظيم داعش لخلط الأوراق على التحالف، وإظهار فشله في المناطق المحررة، إلا أن مخطط صالح والحوثيين بإظهار الجنوب كبيئة حاضنة للإرهاب سقط كآخر أوراق التوت في المدن الجنوبية.
وكانت حملة عسكرية للقوات الأمنية والمقاومة الجنوبية بدعم وإسناد مباشر من التحالف قد تمكنت في ديسمبر (كانون الأول) 2015 من اجتثاث وتطهير عدن من العناصر الإرهابية، ليعقبها في مطلع العام الحالي تطهير محافظتي لحج وحضرموت، ومن ثم محافظة أبين التي تم تطهيرها من الجماعات الإرهابية منتصف الشهر الماضي.
من جهته، قال الخبير الأمني العميد صالح اليافعي إن تحريك خلايا المخلوع صالح الإرهابية يهدف إلى زعزعة أمن واستقرار الجنوب، وإفشال جهود قوات التحالف في المناطق المحررة، وقد لفتت نظر المجتمع الدولي والإقليم، وقوبلت بإشادة الأمم المتحدة، وهو ما عكسته بيانات الإدانة الدولية للعملية الإرهابية التي شهدتها عدن مؤخرًا، وأودت بأكثر من 60 شهيدًا و120 جريحًا، وتبناها تنظيم داعش المزعوم.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم