اتساع العمليات في تعز.. والانقلابيون يطلبون دعمًا لوجستيًا من مشايخ القبائل

مقتل 3 جنود وجرح 7 آخرين في انفجار لغم في لحج بجنوب اليمن

يمنيون يتجمعون حول سيارة محترقة بفعل انفجار لغم بالقرب من سوق في مديرية الحوطة (أ.ف.ب)
يمنيون يتجمعون حول سيارة محترقة بفعل انفجار لغم بالقرب من سوق في مديرية الحوطة (أ.ف.ب)
TT

اتساع العمليات في تعز.. والانقلابيون يطلبون دعمًا لوجستيًا من مشايخ القبائل

يمنيون يتجمعون حول سيارة محترقة بفعل انفجار لغم بالقرب من سوق في مديرية الحوطة (أ.ف.ب)
يمنيون يتجمعون حول سيارة محترقة بفعل انفجار لغم بالقرب من سوق في مديرية الحوطة (أ.ف.ب)

دعا العميد ركن صادق سرحان، رئيس المجلس العسكري في تعز، قائد «اللواء 22 ميكا»، أهالي المحافظة إلى المساعدة في تثبيت الأمن والاستقرار، والوقوف إلى جانب محافظ المحافظة، علي المعمري، في سبيل تعزيز مهمته في تفعيل مؤسسات الدولة الأمنية والخدمية والإدارية وضبط الأمن والاستقرار، في وقت اتسعت فيه ساحة العمليات العسكرية في المحافظة.
وطالب العميد سرحان سكان تعز بعدم الخوض في أي صراع جانبي «يساهم في الإخلال بالوضع العام والانحراف عن المسار الموحد لاستكمال تحرير المحافظة من الميليشيات الانقلابية»، وذلك في وقت يكثف الحوثيون فيه لقاءاتهم بمشايخ القبائل في تعز المقيمين في صنعاء، من أجل عقد تحالفات والحصول على دعم لإسقاط المحافظة في يد الانقلابيين.
وقال سرحان إن «العمل والوضع العام في محافظة تعز لا يقتصر على جانب الجبهات فحسب، بل على مستوى ضبط الأمن ونبذ الفوضى وتفعيل مؤسسات الدولة، وتعز تخوض معركة على الجبهات والمستويات كافة». وجاء تصريح العميد سرحان عقب اشتباكات بين حراسة محافظ محافظة تعز ومجندين وأفراد من عناصر المقاومة الشعبية، سقط فيها قتلى وجرحى. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاشتباكات كانت على خلفية تجنيد وترقيم عناصر المقاومة الشعبية وإلحاقهم بصفوف الجيش الوطني».
في الأثناء، يواصل القائد الميداني والعسكري للميليشيات الانقلابية، أبو علي الحاكم، عقد اجتماعاته بعدد من المشايخ والأعيان الموالين للمخلوع صالح من أبناء تعز، في منزل أحد القادة الحوثيين في العاصمة صنعاء. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إنه «بعد فشل قائد الميليشيات الانقلابية أبو علي الحاكم في دخوله إلى تعز وتلقيه الهزائم الكبيرة، وبخاصة منذ إعلان بدء الحسم العسكري، منتصف الشهر الماضي، اجتمع الحاكم بعدد من المشايخ وطلب منهم الدفع بمقاتلين من أبناء تعز الذين لم يشاركوا بعد وإرسالهم إلى جبهات القتال المختلفة في محافظة تعز». وأضافت المصادر أن «أبو علي الحاكم، وبحضور عبد الجندي، المقرب من المخلوع صالح، الذي عينته الميليشيات محافظا لتعز، طلب من المشايخ إرسال 50 مقاتلا من كل قبيلة إلى جبهات القتال في تعز، وأنه أرجع سبب فشلهم الذريع في الجبهات إلى عدم دفع المقاتلين المقربين من المشايخ إلى الجبهات».
من ناحية ثانية، قالت مصادر مطلعة في قضاء الحجرية لـ«الشرق الأوسط»، إن المقاومة الشعبية في مديرية الصلو، تمكنت من إلقاء القبض على 10 من عناصر الميليشيات الحوثية، وذلك في إحباط عمليتي تسلل واستدارة على مواقع المقاومة. هذا وتواصل الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران استهداف المدنيين في محافظة تعز، من خلال قصف المناطق الآهلة بالسكان. وقصفت الميليشيات، أمس، قرى عزلة الأحكوم في مديرية حيفان، جنوب تعز، من مواقع تمركزها في جبال الأكبوش في ذات العزلة. وبحسب شهود محليين لـ«الشرق الأوسط»، تواصل الميليشيات الانقلابية في مديرية حيفان عمليات نهب منازل المواطنين النازحين من منازلهم.
على صعيد متصل, لقي 3 من جنود الحزام الأمني بمحافظة لحج مصرعهم وجرح 6 آخرون إثر انفجار لغم تم نقله على متن طقم عسكري بعد أن تم «تفكيكه» وعدم تمكنهم من إبطاله حينها، وذلك في سوق شعبي بوسط مركز المحافظة الحوطة.
وذكر مركز الإعلام الأمني أن جنودًا من الحزام كانوا عائدين من مهمة تفكيك لغم كانت عناصر إرهابية هي من زرعته، وأثناء عدم تمكنهم من تفكيكه بالكامل تم نقله على متن طقم عسكري إلى مقر للقوات الأمنية بالمحافظة، إلا أن اللغم انفجر أثناء مرور سيارة الأمن وسط سوق شعبي بمدينة الحوطة مخلفًا 3 جنود قتلى وجرح 7 آخرين بينهم 4 مدنيين. وتأتي الواقعة بعد يوم واحد فقط من تمكن وحدة أمنية خاصة بمكافحة الإرهاب وتتبع إدارة أمن عدن، أول من أمس، عبر عملية مشتركة مع شرطة لحج من إلقاء القبض على أخطر عناصر وقادة التنظيم الإرهابي وهو القيادي (س.ع.س) شقيق الإرهابي سالم اللحجي المعروف في محافظتي عدن ولحج بجنوب اليمن. وكانت حملة عسكرية للقوات الأمنية والمقاومة الجنوبية بدعم وإسناد مباشر من التحالف قد تمكنت في تطهير محافظة لحج من الجماعات الإرهابية في مطلع العام الحالي 2016. وتواصل القوات الأمنية منذ أكثر من شهرين تطهير لحج من الجماعات الإرهابية، وتنفيذ حملات دهم واعتقالات للعناصر الإرهابية، وسط نجاحات كبيرة تحققها في القبض على خلايا إرهابية، وأخطر المطلوبين أمنيًا، وضبط مخازن أسلحة ومعامل لصناعة المفخخات والعبوات الناسفة، وكشف أوكار الجيوب الفارة ناحية أطراف المحافظة المترامية.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».