«المركزي» الأوروبي: وتيرة الانتعاش في «اليورو» غير مرضية

قال إن الوضع بشكل عام هادئ في الاتحاد بعد فترة من الأزمات

«المركزي» الأوروبي: وتيرة الانتعاش في «اليورو» غير مرضية
TT

«المركزي» الأوروبي: وتيرة الانتعاش في «اليورو» غير مرضية

«المركزي» الأوروبي: وتيرة الانتعاش في «اليورو» غير مرضية

قال إيفس ميرش عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، إن وتيرة الانتعاش في منطقة اليورو لا تزال غير مرضية، وإن مستويات البطالة لا تزال مرتفعة. موضحا أن ذلك ينعكس على استطلاعات الرأي الاقتصادية والتوقعات للأشهر المقبلة.
كما قال ميرش أيضا إن الاتحاد الأوروبي الذي سيحتفل قريبا بذكرى ربع قرن على توقيع اتفاقية «ماستريخت»، يجد نفسه الآن في مفترق طرق بعد أن عانى من أزمات هددت الاستقرار والازدهار والأمن، وأثرت على ثقة المواطنين في التكتل الأوروبي الموحد. وأضاف في مداخلة له على هامش منتدى استضافته السبت سيربوبيو الإيطالية تحت عنوان« مستقبل اليورو» إن «الفترة الحالية هادئة».
وأوضح ميرش: «أنا أتحدث بشكل عام، وليس على السياسة النقدية المستقبلية أو التطورات الاقتصادية»، وأضاف أنه بعد ثماني سنوات من الأزمات أصبح السؤال المطروح يتعلق بالفجوة بين الأغنياء والفقراء.
وفي بيان صدر ببروكسل تضمن مداخلة ميرش، لمح الأخير إلى أن البعض دأب على إلقاء اللوم على مؤسسات الاتحاد الأوروبي، على الرغم من أن المفوضية ومجلس الاتحاد والمجلس الوزاري «اتخذوا قرارات كان لها تأثير على حياتنا اليومية»، منوها إلى أن الاستفتاء البريطاني ونتائجه أثارا جدلا؛ ليس فقط على العلاقة المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي ولندن، وإنما أيضا حول كيفية تحسين أداء الاتحاد الأوروبي والسياسات الاقتصادية والنقدية للاتحاد.
وأوضح ميرش أنه «في المصرف المركزي الأوروبي، لدينا وجهة نظر، وهي أن استقرار العملة يتطلب الثقة والتماسك والقدرة على التصرف وقت اللزوم»، مشيرا إلى أنه «عند التفكير في الأمور التي تحتاج إلى تغيير، لا بد من البناء على نقاط القوة في الاتحاد وحماية الإنجازات الجماعية».
واستعرض ميرش بعض الأمور الإيجابية، ولكنه في الوقت نفسه أشار إلى وجود بعض القصور.
يأتي ذلك بعد صدور بيانات من عدة عواصم أوروبية تشير إلى تسجيل ركود اقتصادي وتزايد معدلات البطالة. ففي روما، سجل الاقتصاد في إيطاليا ركودا في الربع الثاني من العام الحالي، بسبب تعثر جهود الإنعاش الاقتصادي في ثالث أكبر اقتصاد في القارة العجوز ما يوجه ضربة قوية للحكومة الإيطالية. كما أن الانخفاض في الطلب المحلي تسبب في ارتفاع الصادرات حسب البيانات الصادرة عن هيئة الإحصاء الإيطالية والتي كشفت تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.
وتشير التقديرات الأولية لاستمرار النمو عند نسبة صفر في المائة في الفترة بين شهر أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) الماضيين. فيما ارتفع معدل النمو بشكل طفيف على أساس سنوي بنسبة 0.8 في المائة، عوضا عن 0.7 في المائة في شهر أغسطس (آب) الماضي.
وفي مدريد، ارتفع عدد العاطلين عن العمل في إسبانيا إلى أكثر من 14 ألفا و435، ليصل إجمالي عدد العاطلين في البلاد خلال شهر أغسطس الماضي إلى ثلاثة ملايين و697 ألفا و496. وذكرت وزارة الشغل والأمن الاجتماعي الإسبانية في تقرير أن هذه البيانات تعتبر أفضل بكثير من العام الفائت، حيث ارتفع عدد العاطلين إلى 21 ألفا و679 شخصا، كما أنها أفضل من متوسط السنوات الثماني الأخيرة التي شهدت تسجيل 46 ألفا و29 لدى وزارة الشغل.
وعلى الرغم من هذه الأرقام، فإن نسبة البطالة انخفضت على أساس سنوي في شهر أغسطس بنسبة 9.1، فيما تعد أكبر نسبة منذ العام 1999.



كوريا الجنوبية تتعهد بالحفاظ على استقرار الأسواق بعد عزل يون

مشاركون في مظاهرة يحملون لافتات تطالب المحكمة الدستورية بإقالة الرئيس يون سوك-يول في سيول (رويترز)
مشاركون في مظاهرة يحملون لافتات تطالب المحكمة الدستورية بإقالة الرئيس يون سوك-يول في سيول (رويترز)
TT

كوريا الجنوبية تتعهد بالحفاظ على استقرار الأسواق بعد عزل يون

مشاركون في مظاهرة يحملون لافتات تطالب المحكمة الدستورية بإقالة الرئيس يون سوك-يول في سيول (رويترز)
مشاركون في مظاهرة يحملون لافتات تطالب المحكمة الدستورية بإقالة الرئيس يون سوك-يول في سيول (رويترز)

تعهدت وزارة المالية في كوريا الجنوبية، يوم الأحد، بمواصلة اتخاذ تدابير استقرار السوق بسرعة وفعالية لدعم الاقتصاد، في أعقاب إقالة الرئيس يون سوك-يول، بسبب فرضه الأحكام العرفية بشكل مؤقت.

وأكدت الوزارة أنها ستستمر في التواصل بنشاط مع البرلمان للحفاظ على استقرار الاقتصاد، مشيرة إلى أنها تخطط للإعلان عن خطتها السياسية نصف السنوية قبل نهاية العام الحالي، وفق «رويترز».

وفي هذا السياق، دعا زعيم الحزب الديمقراطي المعارض، لي جاي-ميونغ، إلى تشكيل «مجلس استقرار وطني» يضم الحكومة والبرلمان لمناقشة القضايا المالية والاقتصادية وسبل تحسين مستوى معيشة المواطنين. وأشار إلى أن التحدي الأكثر إلحاحاً هو تراجع الاستهلاك بسبب الطلب المحلي غير الكافي، وتقلص دور الحكومة المالي. وأضاف لي أن معالجة هذا الأمر تتطلب مناقشة عاجلة لموازنة إضافية يمكن أن تشمل تمويلاً لدعم الشركات الصغيرة، بالإضافة إلى استثمارات في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية، لمواجهة تحديات نقص الطاقة.

وكان البرلمان الذي يسيطر عليه الحزب المعارض، قد مرر مشروع موازنة 2025 بقيمة 673.3 تريليون وون، متجاوزاً اقتراح الحكومة الذي بلغ 677.4 تريليون وون، وذلك دون التوصل إلى اتفاق مع حزب «قوة الشعب» الذي ينتمي إليه الرئيس يون والحكومة.

من جهته، أعلن بنك كوريا -في بيان- أنه سيعتمد على كافة الأدوات السياسية المتاحة بالتعاون مع الحكومة، للرد على التحديات الاقتصادية، وتفادي تصاعد التقلبات في الأسواق المالية وأسواق العملات الأجنبية. وأكد البنك ضرورة اتخاذ استجابة أكثر نشاطاً مقارنة بالفترات السابقة من الإقالات الرئاسية، نظراً للتحديات المتزايدة في الظروف الخارجية، مثل تصاعد عدم اليقين في بيئة التجارة، وازدياد المنافسة العالمية في الصناعات الأساسية.

كما أكدت الهيئة التنظيمية المالية في كوريا الجنوبية أن الأسواق المالية قد تشهد استقراراً على المدى القصير، باعتبار الأحداث السياسية الأخيرة صدمات مؤقتة؛ لكنها ستوسع من الموارد المخصصة لاستقرار السوق إذا لزم الأمر.

من جهة أخرى، شهدت أسواق الأسهم في كوريا الجنوبية ارتفاعاً للجلسة الرابعة على التوالي يوم الجمعة؛ حيث بدأ المستثمرون يتوقعون تراجع حالة عدم اليقين السياسي بعد تصويت البرلمان على إقالة الرئيس يون. كما لم يتوقع المستثمرون الأجانب أن تؤثر الاضطرابات السياسية الأخيرة بشكل كبير على نمو الاقتصاد أو تصنيفه الائتماني لعام 2025، إلا أنهم أشاروا إلى تأثيرات سلبية محتملة على معنويات السوق، مما قد يؤدي إلى زيادة في سعر صرف الوون مقابل الدولار الأميركي، واستمرار عمليات بيع الأجانب للأسواق المحلية.

غرفة تداول بأحد البنوك في سيول (رويترز)

وفي استطلاع أجرته «بلومبرغ»، أفاد 18 في المائة فقط من المشاركين بأنهم يعتزمون تعديل توقعاتهم بشأن نمو الاقتصاد الكوري الجنوبي لعام 2025، بسبب الأحداث السياسية الأخيرة، بينما أكد 82 في المائة أن توقعاتهم ستظل دون تغيير. كما توقع 64 في المائة من المشاركين أن يظل التصنيف الائتماني السيادي كما هو، في حين توقع 27 في المائة خفضاً طفيفاً. ووفقاً للاستطلاع، يُتوقع أن يتراوح سعر صرف الوون مقابل الدولار الأميركي بين 1.350 و1.450 وون بنهاية الربع الأول من 2025.

أما فيما يتعلق بأسعار الفائدة، فقد زادت التوقعات بتخفيضات مسبقة من قبل بنك كوريا؛ حيث توقع 55 في المائة من المشاركين عدم حدوث تغييرات، بينما توقع 27 في المائة تخفيضاً في الأسعار قريباً. وتوقع 18 في المائة تخفيضات أكبر. وأشار كيم سونغ-نو، الباحث في «بي إن كي للأوراق المالية»، إلى أن تحركات السوق ستعتمد بشكل كبير على قرارات لجنة السوق الفيدرالية الأميركية في ديسمبر (كانون الأول)؛ حيث قد يسهم أي تخفيض لأسعار الفائدة من جانب الولايات المتحدة في تعزيز توقعات تخفيض الفائدة في كوريا الجنوبية في الربع الأول من 2025.

وقد أكد كيم أن العوامل السياسية ليست المحرك الرئيسي للأسواق المالية؛ مشيراً إلى أن الاضطرابات السياسية عادة ما تكون لها تأثيرات قصيرة الأجل على الأسواق. وأضاف أن الركود الاقتصادي -وليس الأحداث السياسية- هو المصدر الرئيس للصدمات المالية الكبيرة.

كما أشار كثير من المسؤولين الماليين إلى أن إقالة الرئيس يون قد تعود بالفائدة على الاقتصاد الكوري الجنوبي. وفي مقابلة إعلامية، أكد محافظ هيئة الرقابة المالية، لي بوك هيون، أن عزل الرئيس سيكون خطوة إيجابية للاستقرار الاقتصادي في البلاد، معرباً عن اعتقاده بأن القضاء على حالة عدم اليقين السياسي أمر بالغ الأهمية لتحقيق استقرار الاقتصاد، وفق صحيفة «كوريا تايمز».

وفيما يخص التوقعات المستقبلية، أشار صندوق النقد الدولي في تقريره الأخير في نوفمبر (تشرين الثاني) إلى أن النمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية من المتوقع أن يصل إلى 2.2 في المائة في 2024 بدعم من صادرات أشباه الموصلات، في حين يُتوقع أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي نمواً بنسبة 2 في المائة في 2025 مع اقتراب الاقتصاد من إمكاناته الكاملة. وأكد الصندوق أن حالة عدم اليقين لا تزال مرتفعة، والمخاطر تميل إلى الاتجاه السلبي.

وبينما يظل التضخم قريباً من هدف بنك كوريا البالغ 2 في المائة، شدد الصندوق على ضرورة تطبيع السياسة النقدية تدريجياً في ظل هذه الظروف، مع الحفاظ على تدخلات محدودة في سوق الصرف الأجنبي لمنع الفوضى. كما أشار إلى أهمية تعزيز التوحيد المالي في موازنة 2025 لمواجهة ضغوط الإنفاق الطويلة الأجل، مع التركيز على السياسات المتعلقة بمخاطر العقارات.

كما أشار إلى أهمية الإصلاحات الاقتصادية على المدى المتوسط والطويل لدعم النمو وسط التحولات الهيكلية؛ مشيراً إلى ضرورة معالجة تراجع القوة العاملة من خلال تحسين الخصوبة، وزيادة مشاركة النساء في العمل، وجذب المواهب الأجنبية، بالإضافة إلى تعزيز تخصيص رأس المال، وتحسين مرونة المؤسسات المالية.