مبادرة لحل «حركة أحرار الشام» وضمها لـ«فتح الشام».. وقيادات ترفضها

الرافضون لـ«الشرق الأوسط»: سنسلم سلاحنا للحكومة الانتقالية بعد سقوط النظام

توجه مقاتلين تابعين لـ«حركة أحرار الشام» إلى نقاط عسكرية بمدينة عربين بالغوطة الشرقية قرب دمشق (عدسة أحرار الشام)
توجه مقاتلين تابعين لـ«حركة أحرار الشام» إلى نقاط عسكرية بمدينة عربين بالغوطة الشرقية قرب دمشق (عدسة أحرار الشام)
TT

مبادرة لحل «حركة أحرار الشام» وضمها لـ«فتح الشام».. وقيادات ترفضها

توجه مقاتلين تابعين لـ«حركة أحرار الشام» إلى نقاط عسكرية بمدينة عربين بالغوطة الشرقية قرب دمشق (عدسة أحرار الشام)
توجه مقاتلين تابعين لـ«حركة أحرار الشام» إلى نقاط عسكرية بمدينة عربين بالغوطة الشرقية قرب دمشق (عدسة أحرار الشام)

كشف مصدر في «حركة أحرار الشام الإسلامية» أن هناك مبادرة بدأ الحديث عنها قبل 7 أيام في أوساط القيادة لـ«حل الحركة وضمها لـ(فتح الشام)، (جبهة النصرة سابقًا)»، مؤكدًا لـ«الشرق الأوسط» أن قيادات عسكرية وسياسية «رفضت تلك المساعي، وهددت بالانشقاق عن الحركة في حال تم دمجها في (فتح الشام)، وذلك كي لا نخسر كل تاريخنا وكل أهدافنا الآيلة لإسقاط النظام السوري والتحول إلى دولة مدنية في وقت لاحق».
وقال المصدر السوري في الحركة، وهو قيادي في إحدى جبهاتها، إن «ثلاث اجتماعات عقدت حتى هذا الوقت، طُرحت خلالها قضية حل الحركة ودمجها مع (فتح الشام) التي أعلنت فك ارتباطها بتنظيم القاعدة»، مشيرًا إلى أن «الرافضين في قيادات الحركة، كثيرون، وأبرزهم القيادة السياسية التي تسعى لإثبات وجهها المعتدل والمنفتح على الغرب، إضافة إلى أمراء في المناطق وقادة عسكريين». وقال إن هؤلاء «هددوا بالانشقاق عن الحركة في حال دمجها، وسربوا أن لهم عدة خيارات، بينها الانضواء في تشكيل عسكري جديد، أو الانضمام إلى (فيلق الشام) الأقرب إلينا». وقال إن العرض «يفيد بأن يكون قادة (الأحرار) قادة ميدانيين، بينما المخططات والترتيبات تكون تابعة مباشرة لقيادة (فتح الشام)».
وبحسب المصدر في «حركة أحرار الشام»، فإن الداعمين لفكرة الاندماج مع «فتح الشام»، هم القيادات الأجنبية في حركة «أحرار الشام»، وبعض السوريين من المقاتلين، مشيرًا إلى أن «القيادات السورية في الحركة التي تؤيد الاندماج، على قلتها، هي من الراديكاليين فيها، ويتذرعون بأن الاندماج سيسهل العمل العسكري ويوسع رقعة النفوذ في الشمال السوري بالنظر إلى نفوذ (النصرة) الكبير في الشمال».
وتابع المصدر أن رفض العسكريين «ينطلق من تأكيدهم أن خطوة مماثلة ستضيع إنجازات الحركة التي تتمتع بنفوذ كبير في شمال سوريا، وستضع الحركة في خضم مشاريع خارجية تابعة لتنظيمات متشددة، لم تكن الحركة بوارد القبول بها، فضلاً عن أنها ستضع قياداتها في مرمى الاستهداف الدولي الذي يلاحق القادة المتشددين في سوريا»، مؤكدًا أن قيادات الحركة السوريين «خرجوا لإسقاط النظام، وبمجرد سقوطه، فإنهم سيسلمون سلاحهم لوزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية ويعودون مدنيين».
يأتي ذلك في ظل جهود للتوحد في حلب في ظل هجمات جديدة يقودها النظام لاستعادة السيطرة على مواقع خسرها في جنوب غربي المدينة، ومحاولته لإقفال معبر الراموسة التي فتحها مقاتلو المعارضة الشهر الماضي، لفك الحصار عن أحياء حلب الشرقية.
وقال مصدر معارض في حلب لـ«الشرق الأوسط»، إن المساعي اليوم «تُبذل لتوحيد الفصائل العسكرية وتوحيد البندقية داخل أحياء حلب المحاصرة وخارجها بهدف توسيع المعبر وتأمينه، في ظل استهدافه المتكرر ناريًا من قبل طائرات النظام والطائرات الروسية»، مشيرا إلى أن التقدم في ريف حماه «ساهم إلى حد كبير في تخفيف الضغط على قوات المعارضة في حلب، وتمكينها من صدّ هجمات النظام بسهولة».
وقال إن النظام «شن أمس هجومًا هو الأوسع لاستعادة السيطرة على نقاط في محيط الكلية الفنية الجوية، تمكن مقاتلو المعارضة من صده». وأكد المصدر أن معركة حلب «لم تتوقف رغم تخفيف مبادراتها الهجومية»، مشددًا على أنها تحولت إلى معركة دفاعية. وقال إن توحيد الجهود في خارج المدينة وداخلها «سيساهم في نجاح العمليات العسكرية».
وأفادت وكالة «آرا نيوز» بأن قوات النظام والميليشيات العراقية والإيرانية الموالية لها، شنت أمس الخميس، هجومًا على مواقع الفصائل في عدد من التلال الاستراتيجية جنوب غربي مدينة حلب شمال سوريا، لكن الفصائل تمكنت من صد الهجوم وكبدت قوات النظام خسائر مادية وبشرية، وسط قصف جوي روسي على ريف حلب الغربي والمدخل الجنوبي للمدينة. ونقلت عن محمد النصر، أحد القادة الميدانيين في صفوف المعارضة بريف حلب الجنوبي، قوله، إن الهجوم استهدف منطقة تلال الجمعيات في محاولة للسيطرة عليها، إلا أن مقاتلي «جيش الفتح» تمكنوا من صد الهجوم وتكبيد قوات النظام خسائر كبيرة في صفوفها، بعد اندلاع معارك عنيفة بين الجانبين تبادل خلالها الطرفان القصف المدفعي والصاروخي.
وأشارت الوكالة إلى أن المعارك تواصلت في محيط المدرسة الفنية الجوية في منطقة الكليات العسكرية جنوب غربي حلب، في محاولة من قوات النظام لبسط سيطرتها على المنطقة مجددًا، تزامنًا مع قصف جوي روسي على بلدتي خان طومان والعيس، بريف حلب الجنوبي.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.