مسؤولون في فتح ينفون أي ترتيبات لعودة دحلان

الحركة تعيد «لملمة» صفوفها وتشترط حضور {المفصول}

محمد دحلان
محمد دحلان
TT

مسؤولون في فتح ينفون أي ترتيبات لعودة دحلان

محمد دحلان
محمد دحلان

قالت مصادر مطلعة في حركة فتح، إنه لا صحة لوجود اتفاق لعودة القيادي المفصول من الحركة، محمد دحلان، إلى رام الله، و«إن ذلك الأمر لم يطرح في أي من اجتماعات الحركة».
وأكدت المصادر، لـ«الشرق الأوسط»، أن فتح قررت تشكيل لجنة لدراسة طلبات عودة المفصولين من صفوفها، وعددهم نحو 17. ويتوقع قبول طلباتهم بعد حضورهم شخصيا إلى رام الله لمقابلة اللجنة.
وبحسب المصادر، يمكن لأي عضو طردته الحركة أن يتقدم بطلب جديد لإعادته إلى صفوفها، يحضر بعدها إلى رام الله لمقابلة اللجنة الخاصة، التي ترفع توصياتها إلى اللجنة المركزية، التي تقرر، بدورها، إعادته أو لا.
ويفتح القرار الجديد الباب لعودة البعض من قيادات فتح ممن فصلتهم الحركة، لكنه لا يعني بالضرورة، فتح الباب أمام الجميع، بل على العكس، فالحركة ستواصل فصل أعضاء آخرين.
وقد هددت اللجنة المركزية لحركة فتح، أول من أمس، بفصل كل مرشح للانتخابات المحلية من خارج قوائمها. وقالت «مركزية فتح»، إنه لا يمكن قبول أي تشكيل لقوائم منافسة للحركة من أبنائها في الانتخابات المحلية. وأكدت «المركزية»، في بيان، أنها ستفتح المجال أمام أي قائمة أو أعضاء خرجوا على قرار الحركة، للانسحاب والالتحاق بالأطر الحركية والطواقم الانتخابية. وأعلنت أن «كل من يخالف (ذلك)، ستنفذ (بحقه) القرارات الحركية المستندة إلى النظام، (التي تقضي) بفصل الأعضاء غير الملتزمين، وتحت طائلة الصلاحيات والمسؤولية الحركية، والتأكيد على فصل كل من يترشح خارج قوائم فتح»، معتبرة أن «من لم ينسحب قبل 5 سبتمبر (أيلول) الحالي يعتبر مفصولاً من الحركة».
يشار هنا، إلى أن غالبية الذين فصلوا، في أوقات سابقة، من حركة فتح، فصلوا بسبب اتهامهم «بالتجنح» أي إقامة تيارات داخلية لصالح القيادي المفصول محمد دحلان.
وأكدت المصادر، أن بعض هؤلاء لن يقبل مرة ثانية في الحركة لأسباب مختلفة لم تذكرها.
وأكد مسؤولون في فتح، أمس، أن أي استثناءات لإعادة مفصولين من الحركة لن تشمل دحلان. وقال عضو اللجنة المركزية للحركة، سلطان أبو العينين، إن اسم القيادي دحلان لم يطرح على طاولة اللجنة المركزية مطلقا، وإنه لا يمكنه العودة.
لكن مصادر مقربه من دحلان، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن ثمة صفقة قريبة من أجل عودته إلى رام الله. وإنه أبلغ مقربين منه في قطاع غزة، أنه وافق على اتفاق عرضته وساطة كبيرة من أجل المصالحة مع عباس.
ويشمل الاتفاق، بحسب دوائر دحلان، العودة إلى رام الله نائبا في المجلس التشريعي الفلسطيني، متمتعا بالحصانة البرلمانية الكاملة، لكن من دون أن يعود إلى منصبه في اللجنة المركزية الحالية، مع احتفاظه بحق الترشح في المؤتمر المقبل.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية محلية وكذلك إسرائيلية، كثيرا من الأخبار حول الموضوع. وذهب محللون إسرائيليون إلى الإشارة إلى تجهيزه لخلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وتضغط دول عربية من أجل المصالحة بين عباس ودحلان منذ أعوام. وقد فشلت جميع هذه المحاولات حتى الآن. وبدأت الخلافات الطاحنة بين عباس ودحلان، اللذين كانا حليفين، حين كان الأخير عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح، وظهرت إلى العلن، في نهاية عام 2010، بعد هجوم شنه دحلان على الرئيس عباس وعائلته وشكوك لدى القيادة الفلسطينية حول «تآمره» على الحكم.
وفي يونيو (حزيران) من عام 2011، قررت «مركزية فتح» فصل دحلان من عضويتها، بعد ساعات من مغادرته رام الله، إثر محاصرة الأمن منزله واعتقال مرافقين له.
وبعد مناكفات عدة على فترات متباعدة، ومحاولات فاشلة للصلح بين عباس ودحلان، شن أبو مازن في مارس (آذار) 2014 أعنف هجوم ضد دحلان، كان أشبه بمحاولة إطلاق الرصاصة الأخيرة عليه، حين وجه إليه أفظع التهم التي ردها دحلان، فورا، مهاجما أبو مازن بكل الطرق.
وفي مايو (أيار) من العام نفسه، أصدرت محكمة فلسطينية قرارا بالحكم على دحلان، القيادي السابق في حركة، بالسجن لعامين، بتهمة القدح والذم والتحقير بمؤسسات الدولة الفلسطينية.
وكان دحلان، الذي يعرف بالرجل القوي في المؤسسة الأمنية، حليفا لعباس قبل الخلاف الطاحن بينهما. كما كان أحد أقوى المرشحين في فتح لخلافته، وهو ما تردده بعض وسائل الإعلام ومحللون. ويعتقد آخرون أن احتمال العودة لا يزال قائما على الرغم من الخلاف العميق القائم.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».