الموت يغيب «الرئيس الاتحادي الذهبي»

طلب مسامحته و«أوصى» بالصلاة عليه في المسجد النبوي ودفنه في «البقيع»

رحيل أحمد مسعود سيكون له أثر كبير في نفوس لاعبي الاتحاد (المركز الإعلامي بنادي الاتحاد)
رحيل أحمد مسعود سيكون له أثر كبير في نفوس لاعبي الاتحاد (المركز الإعلامي بنادي الاتحاد)
TT

الموت يغيب «الرئيس الاتحادي الذهبي»

رحيل أحمد مسعود سيكون له أثر كبير في نفوس لاعبي الاتحاد (المركز الإعلامي بنادي الاتحاد)
رحيل أحمد مسعود سيكون له أثر كبير في نفوس لاعبي الاتحاد (المركز الإعلامي بنادي الاتحاد)

يصل فجر اليوم جثمان أحمد مسعود، رئيس نادي الاتحاد السعودي، الذي وافته المنية فجر أمس في تركيا، حيث كان يتواجد في معسكر فريقه الكروي الأول الذي يستعد هناك استثمارا لفترة توقف الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم.
وبحسب مصادر اتحادية لـ«الشرق الأوسط»، فإن جثمان الراحل يصل فجرا إلى المدينة المنورة؛ إذ طلب، رحمه الله، بدفنه في مقبرة البقيع، وسيصلى عليه ظهر اليوم في المسجد النبوي الشريف.
وفاة الرمز الاتحادي الكبير شكلت صدمة كبيرة للشارع الرياضي السعودي فجر أمس؛ إذ تلقى الرياضيون نبأ رحيله إلى ربه عند الساعة الثامنة صباحا بتغريدة مفاجئة من رئيس الهيئة العامة للرياضة، الأمير عبد الله بن مساعد، الذي نعاه، داعيا له بالرحمة والمغفرة.
وبدت جدة، وهي التي يقيم فيها ابنها أحمد مسعود، غارقة في الحزن؛ إذ إن الحديث عن وفاته كان هو المسيطر عليها بحسب الكثيرين منها، خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ غطى خبر وفاته على منافسات تصفيات الدور الآسيوي الحاسم المؤهل لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا التي انطلقت أمس وسط هدوء غير مسبوق بالنسبة للرياضيين السعوديين المذهولين برحيل أحد النماذج الإدارية الرائعة في البلاد.
«سامحوني» كانت الكلمة التي ودع بها أحمد مسعود، رئيس نادي الاتحاد، الوسط الرياضي في السعودية قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة فجر أمس في مدينة صبيحة بتركيا، التي يتواجد بها برفقه بعثة فريقه الثمانيني.
مسعود الذي تقدم لسدة المسؤولية لنادي الاتحاد لفترة ثالثة، في ظل أزمة مالية خانقة بات معها النادي مهددًا بقرارات انضباطية قد تعصف بالفريق إلى مغادرة دوري الأضواء وسط تساؤلات جماهيره عن المتسبب فيما آل إليه الوضع في ناديهم ومطالبتهم بالالتفاف شرفي يخرج ناديهم من نفق الديون الذي باتت تحاصره.
عاد مسعود مجدّدًا الآمال بعودة بطل لمنصات التتويج بعد غياب، بقامة إنسان يحمل معها صفة الـ«تواضع» الذي لازمه دومًا منذ أن كان شابًا يافعًا وفقًا لأبناء جيله إلى أن بات شيخ وقورًا. كان دومًا ما يجمعني به الحديث مؤخرًا عن الأوضاع في نادي الاتحاد، تحدثت معه عن مرشحه لرئاسة النادي بعد رحيل الإدارة السابقة، قال لي في تصريح نشرته الـ«الشرق الأوسط»: «لن أرشح أحدا؛ كوني لا أرغب في توريط أحد».
لم يكن وقورًا فقط لسنه، بل حتى في أحاديثه وهو المعروف بابن البحر الذي يلقبه مقربون منه بالنوخذة، وجهت له ذات مرة تساؤلات عدة بعد أحاديث ودية عدة، قلت له «لِمَ غامرت بتاريخك الذهبي ووضعته على المحك في مهمة تكاد تكون أشبه بالمستحيلة في ظل ديون سترهق كاهل أي مقتدر؟»، قال: «هذا الاتحاد، وهذا قدر المحب» قلت له «أنت من وصف رئاسة النادي بالورطة»، قال مستذكرًا: «قلت لم أرغب في توريط أحد.. وفضلت أنا المغامرة، وهذا الاتحاد ولا بد من عودته؛ فهو أحد أركان الكرة السعودية الأساسية».
الرئيس الذهبي الذي ابتعد عن أضواء الوسط الرياضي بعد نهاية فترته الرئاسية لنادي الاتحاد 2002، ظل قريبًا من البيت (الاتحاد)، موجهًا ومساندًا وداعمًا لكافة الإدارات، لم يكن في حساباته بأنه سيغادر منه بعد أيام قليلة لم تتجاوز الأشهر الثلاث، تاركًا مساحة شاسعة من المحبة في قلوب الرياضيين، لتكون عودته تعريفا به لأبناء هذا الجيل، وكيف هي أخلاقيات الكبار، قبل أن يودعهم رحالاً بعد أن ضحى بكل شيء، بصحته قبل ماله من أجل إعادة اتحادهم ليترحم عليه مع رحيله أطياف المجتمع كافة بانتماءاتهم وميولهم كافة.
وكان مسعود عاد لواجهة الاتحاد مجددًا أواخر يونيو (حزيران) الماضي، بتكليف من الأمير عبد الله بن مساعد، رئيس الهيئة العامة، لمدة عام، بعد أن تمكن الرئيس الذهبي من تأمين شيك مصدق باسم نادي الاتحاد بمبلغ 30 مليونا، وفق الشرط التي وضعته الهيئة آنذاك للراغب في التكليف بإدارة شؤون نادي الاتحاد لمدة عام.
ترك الرئيس الذهبي آنذاك الخلافات الشرفية والانقسامات التي كانت تضرب وحدة الكيان، والتفت للعمل بتقريب وجهات النظر وإعادة الجميع على طاولة واحدة وسط أجواء تحيطها المحبة والسلام ليجبر مواضع الانقسامات ويحل الكثير من الخلافات، في الوقت الذي ذهب للعمل على إعداد الفريق بسيل من التعاقدات الأجنبية والمحلية لتدعيم صفوف الفريق، قبل أن يلتف حول الديون التي قاربت الـ300 مليون ريال، منها ما يزيد على 107 ملايين ديونا عاجلة وقفت سدًا منيعًا له لقيد اللاعبين، قبل أن يتمكن من حلها، والقضاء على معظمها ليمنح الاتحاد الضوء الأخضر للتسجيل.
وكان مسعود تولى رئاسة نادي الاتحاد أواخر يونيو الماضي لمدة عام، في ثالث تجربة لرئاسة النادي قبل تجربتين سابقتين، مثلتا فترة هيبة ومجد الاتحاد بعد أن حقق الفريق الأول 8 بطولات تحت رئاسته.
وُلد رئيس نادي الاتحاد أحمد عمر مسعود بمدينة جدة في عام 1940، وأكمل مراحل تعليمه بها، ثم حصل على البكالوريوس والماجستير في إدارة الأعمال من أميركا. بدأ حياته العملية في شركة «بترومين» في الرياض، ثم انتقل إلى مدينة جدة ليعمل مديرًا لمكتب وزير البترول والثروة المعدنية الدكتور أحمد زكي يماني. وبعد تقاعده تفرغ للأعمال الحرة وشغل وظيفة العضو المنتدب لشركة «التلال»، وعضو مجلس إدارة مؤسسة «الراجحي المصرفية للاستثمار». له نشاطات خيرية واجتماعية، حيث ترأس مجلس إدارة جمعية «البر الخيرية» بجدة، وهو أحد المؤسسين لهذه الجمعية.
وكان مسعود قام أول من أمس بزيارة لمقر نادي بورصا سبور التركي لبحث سبل التعاون بين الناديين، حيث كان يتواجد في معسكر الفريق الخارجي بتركيا. فيما تحدث أحد المواطنين الأتراك الذي رافق مسعود في زيارته، إلى أن خبر وفاته كان له صدمة رغم معرفته القصيرة بالرجل، الذي قال عنه إنه «حزين لوفاة الرجل الطيب صاحب الابتسامة النقية التي لم تفارقه طوال مرافقته له إلى نادي بورصا التركي»، مشيرًا إلى أنه لم يكن الرجل «أي مسعود» يعاني من شيء، بل كان سعيدًا ومبتسمًا دومًا في رحلة الذهاب والعودة معه.
وأوضح أن مسعود كان قد التقى عددا من الشباب السعوديين، الذي رحب بهم والتقط الصور التذكارية معهم بكل رحابة صدر، مبينًا أنه كان يوجه الشباب بتواضع جم ويبتسم لهم، قبل عودته واستاذنه للصعود إلى غرفته قبل أن يتلقى خبر وفاته في صبيحة يوم أمس.
وكان نادي الاتحاد نعى رئيسه عبر بيان رسمي، جاء فيه «بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ينعى مجلس إدارة نادي الاتحاد وأعضاء شرفه وكافة منسوبي النادي وجماهيره رئيس مجلس الإدارة الأستاذ أحمد مسعود الذي وافته المنية صباح اليوم في تركيا».



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.