23 دولة في مهرجان «سماع» للإنشاد والموسيقى الروحية بالقاهرة

كرنفال دولي في شارع المعز التاريخي.. وإندونيسيا ضيف الشرف

من الندوة الصحفية التي عقدت على هامش المهرجان في قاعة سينما الهناجر بالقاهرة («الشرق الأوسط»)
من الندوة الصحفية التي عقدت على هامش المهرجان في قاعة سينما الهناجر بالقاهرة («الشرق الأوسط»)
TT

23 دولة في مهرجان «سماع» للإنشاد والموسيقى الروحية بالقاهرة

من الندوة الصحفية التي عقدت على هامش المهرجان في قاعة سينما الهناجر بالقاهرة («الشرق الأوسط»)
من الندوة الصحفية التي عقدت على هامش المهرجان في قاعة سينما الهناجر بالقاهرة («الشرق الأوسط»)

تشهد القاهرة انطلاق فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان «سماع» الدولي للإنشاد والموسيقى الروحية، في الفترة من 20 إلى 27 سبتمبر (أيلول) الحالي، بمشاركة 22 دولة أوروبية وآسيوية وأفريقية وعربية، إلى جانب مصر التي تمثلها فرق متعددة. وتحل دولة إندونيسيا هذا العام ضيف شرف للمهرجان.
ويمثل المهرجان تظاهرة ثقافية وفنية وسياحية تغمر شوارع ومسارح العاصمة المصرية بمقامات وألحان صوفية تصحبها رقصات واستعراضات ذات طابع روحاني. وينظم المهرجان قطاع صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة المصرية، بالتعاون مع مؤسسة حوار للفنون.
وأعلنت الدكتورة نفين الكيلاني، رئيس الصندوق، في مؤتمر صحافي بقاعة سينما الهناجر، عقد أول من أمس (الأربعاء)، أن المهرجان سيكرم في دورته التاسعة اسم الراحل الشيخ مصطفي إسماعيل، واسم المعلم فهيم جرجس رزق، والعالم الجليل د. علي جمعة، والأنبا موسى أسقف الشباب بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والدكتور محمود حمدي زقزوق، والدكتور علي السمان، والمنشد السوري الكبير عبد القادر المرعشلي.
وقالت إن المهرجان يحظى بشعبية جماهيرية كبيرة، وإقبالا جماهيريا لافتا للنظر، معتبرة أن مهرجان سماع ومهرجان الطبول يمثلان أعيادا شعبية ذات طابع خاص، مؤكدة على سعادتها بقيام الصندوق بإقامة المهرجان بالتعاون مع عدد من الوزارات وقطاعات وزارة الثقافة المختلفة. وقد حضر المؤتمر الصحافي المستشارين الثقافيين لدول: الصين، والهند، ونيجيريا، وباكستان.
«الفن يوحد بين الشعوب رغم اختلاف الثقافات»، هكذا أكد د. أيمن عبد الهادي، رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، على أهمية الرسالة التي يقدمها مهرجان سماع الدولي للإنشاد والموسيقي الروحية، والتي تهدف إلى تفعيل التواصل بين الشعوب، لافتا إلى أن «فلاسفة العرب والمسلمين أكدوا في كتاباتهم أن الموسيقي تهدئ الروح، وتصفي النفس».
من جانبه، قال رئيس ومؤسس المهرجان، الفنان انتصار عبد الفتاح: يشهد المهرجان هذا العام مشاركات من عدة دول لأول مرة، منها: السنغال وغانا ورومانيا وإسبانيا، كما تشارك من أفريقيا: إثيوبيا ونيجيريا، فضلا عن مشاركة الهند والصين وسيريلانكا وتايلاند واليونان، مضيفًا أن باكستان من الدول المشاركة، بما لديها من ثراء في المقامات الروحية، إلى جانب مشاركة أميركا والمغرب والجزائر وتونس والكويت.
وأكد عبد الفتاح على إقامة الكرنفال السنوي الذي يقام كل دورة بشارع المعز بمشاركة جميع الفرق، والذي يحظى بإقبال جماهيري كبير، مشيرا إلى تنظيم ورشة فنية للفنان التشكيلي الكبير محمد عبلة، يستلهم الفنانين التشكيليين من خلالها ثقافات الشعوب، كما ستقام ورشة فوتوغرافيا للفنانة أميرة بهي الدين التي ستلتقط ما وراء الكواليس خلال المهرجان لعرضه في معرض تصوير فوتوغرافي يتم عرضه خلال الدورة المقبلة.
وفي خطوة لافتة تسلط الضوء على أهمية المهرجان، أعلن انتصار عبد الفتاح عن تعاون المهرجان مع الأنبا أرميا والكاتدرائية المرقسية، من خلال مشاركتهم بتوثيق فعاليات المهرجان بـ15 كاميرا، تحت إشراف مدير التصوير السينمائي الدكتور سمير فرج، والمخرج عمر عبد العزيز، لإنتاج فيلم تسجيلي عن المهرجان، يتم تسويقه بلغات مختلفة بهدف تنشيط السياحة، وإهداء نسخ من الفيلم لوزارة السياحة (هيئة تنشيط السياحة) وشركة مصر للطيران.
وقال الدكتور سمير فرج، رئيس جهاز السينما، إن المهرجان يؤكد على هويتنا، وإن مهرجان «سماع» يماثل مئات الكتب التي ألفت حول الهوية المصرية، بما يحويه من تثبيت للهوية المصرية.
وتقام عروض المهرجان بعدد من الأماكن السياحية والتاريخية والثقافية في العاصمة المصرية، منها: قلعة صلاح الدين، وقبة الغوري، ومسرح ساحة الهناجر، وشارع المعز، ومركز طلعت حرب الثقافي، والقناطر الخيرية، والمركز الثقافي القبطي.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.