الفلسطينيون والإسرائيليون يرغبون في إنقاذ مفاوضات السلام ومواصلة لقاء إنديك

السلطة «منفتحة» على تمديد المحادثات.. وتسعى إلى تجنب مواجهة مع إسرائيل بنهاية أبريل

فلسطينيون يتظاهرون للمطالبة بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى ورفض تمديد مفاوضات السلام بمدينة نابلس في الضفة الغربية أمس (رويترز)
فلسطينيون يتظاهرون للمطالبة بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى ورفض تمديد مفاوضات السلام بمدينة نابلس في الضفة الغربية أمس (رويترز)
TT

الفلسطينيون والإسرائيليون يرغبون في إنقاذ مفاوضات السلام ومواصلة لقاء إنديك

فلسطينيون يتظاهرون للمطالبة بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى ورفض تمديد مفاوضات السلام بمدينة نابلس في الضفة الغربية أمس (رويترز)
فلسطينيون يتظاهرون للمطالبة بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى ورفض تمديد مفاوضات السلام بمدينة نابلس في الضفة الغربية أمس (رويترز)

رفض مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون إعطاء تفاصيل حول جلسات التفاوض المستمرة في القدس مع المبعوث الأميركي مارتن إنديك، وسط هجوم حاد من حركة حماس على ما وصفته «المفاوضات السرية».
وعقدت جلسة مفاوضات ثالثة، أمس، في القدس منذ نشبت أزمة انضمام الفلسطينيين إلى 15 معاهدة دولية الأسبوع الماضي، واكتفى مسؤول أميركي بالإشارة إلى أن جلسات التفاوض بناءة ومهمة وتحدث تقدما، مؤكدا أن الطرفين أبديا رغبتهما في مواصلة الجهود لإنقاذ المفاوضات.
وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن الفلسطينيين يسعون إلى تجنب مواجهة مع إسرائيل بنهاية أبريل (نيسان) الحالي، وهو موعد انتهاء المهلة المعطاة للمفاوضات الحالية. وأضافت المصادر: «القيادة منفتحة على فكرة تمديد المفاوضات لكن ليس بأي ثمن». وتابعت: «يتركز النقاش الآن على تمديد المفاوضات والشروط التي يضعها الجانبان لذلك».
ويريد الإسرائيليون موافقة فلسطينية على تمديد المفاوضات، وتجميد الانضمام إلى المعاهدات الدولية، مقابل إطلاق سراح أسرى، بينما يريد الفلسطينيون إطلاق سراح دفعة كبيرة من الأسرى، واتفاقا على مرجعية المفاوضات ووقف الاستيطان وتوسيع نفوذ السلطة في الضفة الغربية.
ويوجد خلاف حاد حول ما إذا كان على الفلسطينيين الموافقة على تمديد المفاوضات قبل إطلاق سراح أسرى أو إطلاق سراح أسرى قبل إعلان تمديد المفاوضات.
وفي إحدى مراحل المفاوضات الصعبة، اقترحت تسيبي ليفني، وزيرة القضاء وكبيرة المفاوضين الإسرائيليين، عقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكن الفلسطينيين رفضوا ذلك قبل الإفراج عن الأسرى.
وكشف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والمفاوض الفلسطيني محمد أشتية، أن إسرائيل تضع شروطا جديدة ومسبقة على طاولة المفاوضات تتعلق بالدولة اليهودية. وقال أشتية خلال مؤتمر صحافي في رام الله أمس: «الاعتراف المتبادل الجديد ليس له أي أرضية تذكر، حيث تبادل الرئيس الراحل ياسر عرفات رسائل الاعتراف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحق رابين في التاسع من سبتمبر (أيلول) 1993». وأضاف: «الشعب الفلسطيني وقيادته قدموا التنازل التاريخي، بالقبول بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 وبنسبة 22 في المائة من مساحة فلسطين التاريخية».
وأوضح أشتية أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يبذل جهدا كبيرا من أجل دفع مسار عملية التفاوض في هذا الوقت، لكن إسرائيل تعرقل المسار عبر رفضها الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى، حسب ما اتفق عليه، ومحاولتها لأن يدفع الفلسطينيون ثمنا لهذه الدفعة من خلال ربطها بعدم الذهاب إلى الأمم المتحدة، أو مقابل إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد، أو مقابل تمديد المفاوضات.
وتابع: «إسرائيل تحاول تمديد المفاوضات، ونحن نقول الأهمية لا تكمن في التمديد، بل تكمن في النيات والجدية لدى إسرائيل في المضي بالمفاوضات، من خلال الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى ووقف الاستيطان، وأن تضع حدودا لها على أساس حل الدولتين وحدود عام1967». وتجري عملية التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين بإشراف مباشر من المبعوث الأميركي لعملية السلام، مارتن إنديك، الذي يحاول التوصل إلى صفقة عامة تتيح تمديد المفاوضات عاما آخر.
وفي غضون ذلك, ظهرت معارضة فلسطينية وإسرائيلية قوية لاحتمال استئناف المفاوضات من جديد. وانتقدت حركة حماس، بشدة، تواصل اللقاءات بين السلطة والإسرائيليين والتي وصفتها بأنها «سرية»، وقالت إن عقد هذه اللقاءات «تؤكد استمرار سياسة التضليل للرأي العام».
وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم، في تصريح مكتوب، إن «ما يجري يعني أن الذهاب إلى المؤسسات الدولية أو إرسال (الرئيس محمود) عباس للجنة وطنية لغزة لإنجاز المصالحة وتحقيق الوحدة مرتبط بنتائج هذه اللقاءات وبتحسين شروط التفاوض»، مشددا على موقف حركته الرافض للعودة إلى المفاوضات «تحت أي ذريعة».
وطالب برهوم الرئيس عباس وحركة فتح بتبني مواقف الشعب الفلسطيني «الرافضة للعودة إلى المفاوضات وتحت أي مبررات».



الحوثيون يختصّون أتباعهم بالأموال... والفقراء خارج الحسابات

أغلبية الموارد المالية الخاضعة للحوثيين تذهب لأعمال التعبئة والحشد والدعاية (إ.ب.أ)
أغلبية الموارد المالية الخاضعة للحوثيين تذهب لأعمال التعبئة والحشد والدعاية (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يختصّون أتباعهم بالأموال... والفقراء خارج الحسابات

أغلبية الموارد المالية الخاضعة للحوثيين تذهب لأعمال التعبئة والحشد والدعاية (إ.ب.أ)
أغلبية الموارد المالية الخاضعة للحوثيين تذهب لأعمال التعبئة والحشد والدعاية (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية أنها خصصت ما يعادل 56 مليون دولار لتنفيذ مشروعات نقدية وصحية وتغذوية موجهة حصراً لأسر القتلى والجرحى والمفقودين، في وقت يعيش فيه ملايين اليمنيين تحت خط الفقر في مناطق سيطرة الجماعة التي تعاني انهياراً شاملاً في الخدمات وانقطاع الرواتب.

وأقرّت الجماعة بأنها دشنت عبر ما تسمى «هيئة رعاية أسر الشهداء»، وعبر هيئة الأوقاف، برنامجاً جديداً تُقدّر تكلفته بنحو 29 مليار ريال يمني (حوالي 56 مليون دولار) يتضمن تنفيذ أكثر من 24 مشروعاً متنوعاً في مجالات الصحة والتغذية والدعم النقدي، يستفيد منها حصراً أتباع الجماعة وأسر قتلاها.

ونقلت وسائل إعلام حوثية عن القيادية أفنان شرف الدين، المتحدثة باسم هيئة أسر قتلى الجماعة قولها إن الهيئة ماضية في تنفيذ مزيد من البرامج التمويلية والمساعدات الميدانية لصالح أسر القتلى والجرحى والمفقودين، وأن المشاريع تشمل زيارات ميدانية شهرية للأحياء والمربعات السكنية في صنعاء وضواحيها، إلى جانب تنظيم فعاليات وأنشطة تعبوية.

الجماعة الحوثية أنشأت مئات المقابر لقتلاها خلال السنوات الماضية (إ.ب.أ)

وفي حين تستهدف هذه الأموال تعزيز الولاء للجماعة وترسيخ ما تسميه «ثقافة الجهاد»، أضافت القيادية الحوثية أن برامج التدريب والمحاضرات الموجهة للأرامل وأمهات القتلى والمعاقين مستمرة، وتهدف - وفق زعمها - إلى «غرس قيم الصبر والتضحية»، وسط اتهامات محلية ودولية بأن الجماعة تستخدم مثل هذه الأنشطة لاستقطاب مقاتلين جدد من صفوف النساء والشباب الفقراء.

توسعة المقابر

وذكرت المصادر في صنعاء أن الجماعة الحوثية خصصت جزءاً من الأموال المرصودة مؤخراً لاستحداث مقابر جديدة، وإعادة ترميم أخرى امتلأت بجثث مقاتليها في مناطق متفرقة من صنعاء وضواحيها.

وقال سكان في شمال صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين بدأوا قبل أيام توسعة مقبرة خاصة بقتلاهم في حي الروضة بمديرية بني الحارث بعد امتلائها بالكامل، متهمين الجماعة بإنفاق ملايين الريالات اليمنية على أعمال صيانة وتوسعة مماثلة في عدة مناطق، في وقت يواجه فيه غالبية السكان أزمة معيشية خانقة نتيجة انقطاع الرواتب وتدهور الخدمات الأساسية.

الحوثيون يخصصون أموالاً ضخمة للدعاية وتمجيد ثقافة الموت (إ.ب.أ)

وبحسب مصادر سياسية في صنعاء، يأتي الإنفاق الحوثي لتكريس ثقافة الموت وخدمة الأتباع المقربين من الجماعة، على حساب تمويل قطاعات حيوية، مثل التعليم والصحة والكهرباء والمياه، التي تعاني انهياراً كاملاً منذ سنوات، بينما يواصل قادة الحوثيين توجيه الموارد العامة لخدمة أهداف سياسية وطائفية ضيقة.

تحذيرات من تفاقم الجوع

وكان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة كشف في أحدث تقاريره عن ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون العامين في اليمن، محذراً من تفاقم الأزمة بنهاية العام الحالي، خصوصاً في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وأوضح البرنامج أن معدلات «الفقر الغذائي الشديد» لدى الأطفال بلغت نحو 36 في المائة في تلك المناطق، وهي الأعلى على مستوى اليمن، مشيراً إلى أن بيانات الرصد عن بُعد أظهرت انخفاضاً كبيراً في درجة تنوع النظام الغذائي لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و23 شهراً.

ولفت التقرير إلى انتشار واسع لفقر التغذية الحاد خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، في ظل انكماش برامج المساعدات الدولية، وصعوبة وصول فرق الإغاثة إلى مناطق سيطرة الحوثيين، نتيجة القيود التي تفرضها الجماعة على حركة العاملين الإنسانيين والمنظمات الدولية.


عون: المسار التفاوضي مع إسرائيل هو السبيل الوحيد لتحقيق مصلحة البلاد العليا

الرئيس اللبناني جوزيف عون (د.ب.أ)
الرئيس اللبناني جوزيف عون (د.ب.أ)
TT

عون: المسار التفاوضي مع إسرائيل هو السبيل الوحيد لتحقيق مصلحة البلاد العليا

الرئيس اللبناني جوزيف عون (د.ب.أ)
الرئيس اللبناني جوزيف عون (د.ب.أ)

قال الرئيس اللبناني جوزيف عون إن المسار التفاوضي مع إسرائيل هو السبيل الوحيد لتحقيق مصلحة البلاد العليا، مؤكداً أن الجيش أمامه مهمة مصيرية في بسط سيطرته على كامل أراضي البلاد.

وأضاف عون في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس البلغاري رومن راديف اليوم الاثنين: «أقول إن مهمة جيشنا مصيرية في هذه الظروف، لأن عليه وحده... من دون شريك له، لا من خارج الدولة ولا من خارج لبنان، أن يبسط سلطة دولتنا على كامل أراضيها وحدودها... بحيث تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على أرضنا وتنسحب إسرائيل من النقاط التي تحتلها داخل لبنان».

وتابع قائلاً: «هذا ما يجب أن يترافق مع مسار تفاوضي، نعتبره السبيل الوحيد لتحقيق أهدافنا الوطنية ومصلحة لبنان العليا»، مشيراً إلى أن لبنان تفاوض مع إسرائيل أكثر من عشر مرات كان آخرها في 2020 و2022 لترسيم الحدود البحرية وفي العام الماضي لوقف الحرب مع جماعة «حزب الله» وحصر السلاح بيد الدولة.

وما زالت إسرائيل تسيطر على مواقع في جنوب لبنان على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية المبرم قبل عام بعد حرب مع «حزب الله» أشعلها الصراع في قطاع غزة، وتواصل شن هجمات على شرق البلاد وجنوبها.

وترفض جماعة «حزب الله» نزع سلاحها، لكنها سمحت للجيش اللبناني بالسيطرة على مستودعاتها في جنوب البلاد منذ اتفاق وقف إطلاق النار العام الماضي، ولم تطلق النار على إسرائيل منذ ذلك الحين. وأقرت الحكومة اللبنانية في سبتمبر (أيلول) خطة قائد الجيش رودولف هيكل لحصر السلاح بيد الدولة.

ودعا الرئيس اللبناني إلى توسيع الاتفاق الذي أنهى الحرب في غزة ليشمل الأزمات الأخرى في المنطقة.

وقال عون: «عرضنا اليوم (مع الرئيس البلغاري) الأوضاع في منطقتنا، لا سيما بعد اتفاق غزة، الذي نؤيده ونشد على أيدي رعاته، وندعوهم أولاً لمتابعة تنفيذه كاملاً، ثم لتوسيع مروحته لتشمل الأزمات الأخرى العالقة، بحيث تتوج هذه المساعي سلاماً شاملاً في منطقتنا».


القصف الإسرائيلي على صنعاء يدمّر 34 قطعة أثرية

الغارات الإسرائيلية خلفت دماراً واسعاً في المتحف الرئيسي باليمن (إعلام محلي)
الغارات الإسرائيلية خلفت دماراً واسعاً في المتحف الرئيسي باليمن (إعلام محلي)
TT

القصف الإسرائيلي على صنعاء يدمّر 34 قطعة أثرية

الغارات الإسرائيلية خلفت دماراً واسعاً في المتحف الرئيسي باليمن (إعلام محلي)
الغارات الإسرائيلية خلفت دماراً واسعاً في المتحف الرئيسي باليمن (إعلام محلي)

أحدثت الغارات الإسرائيلية على العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء دماراً واسعاً في المتحف الوطني، ما أدى إلى تلف عشرات القطع الأثرية وتصدع مبانيه التاريخية، في وقت حذّر خبراء من أن نحو مائة ألف قطعة في المتاحف اليمنية لا تزال غير موثقة أو مرقمة، مما يجعلها عُرضة للضياع أو التهريب في أي لحظة.

وبحسب هيئة الآثار والمتاحف في صنعاء، فإن القصف الإسرائيلي الذي استهدف في العاشر من سبتمبر (أيلول) الماضي مقرّ الإعلام العسكري التابع للحوثيين، تسبب بأضرار كبيرة في مباني المتحف الوطني المحاذي له، وأتلف أربعاً وثلاثين قطعة أثرية، بينها تماثيل ونقوش حجرية نادرة، فيما لحقت أضرار جزئية بعشرات القطع الأخرى.

وأكدت الهيئة في بيان أن الضربات أحدثت تصدعات إنشائية كبيرة في مباني «دار السعادة» و«دار المالية» و«دار الشكر» والمكتبة الشرقية، وهي من أقدم المرافق التي تضمها حديقة المتحف الوطني. ووفقاً لتقريرها الميداني، فإن الجدران تشققت بالكامل، وتحطمت النوافذ والمشربيات الخشبية، فيما أصيبت قاعات العرض والمكاتب والمكتبة بأضرار جسيمة.

من جهته، قال الخبير في الآثار اليمنية عبد الله محسن إن أكثر من مائة ألف قطعة أثرية في المتاحف اليمنية لا تحمل أرقاماً أو بطاقات تعريف متحفية، الأمر الذي يجعل تتبعها أو استعادتها في حال ضياعها أو تهريبها مستحيلاً.

المتحف الوطني في صنعاء أغلق قبل الغارات الإسرائيلية لتوقف التمويل (إعلام محلي)

وأشار إلى أن القصف دمّر تمثال «سيدة البخور» البرونزي الذي يُعد من أبرز القطع النادرة في المتحف، إذ كسرت يداه وتضرر هيكله الخارجي إلى جانب 33 قطعة أخرى، بينما تمكن العاملون من انتشال 218 قطعة من بين الركام، في حين بقيت 483 قطعة داخل صناديق لم تصلها أضرار مباشرة. ويعود تمثال «سيدة البخور» إلى القرن الخامس قبل الميلاد، ويُعد من روائع الفن اليمني القديم.

أضرار كبيرة

ووفقاً لتقرير هيئة الآثار في صنعاء، فقد تم تسجيل تلف 13 نقشاً حجرياً في قاعة النقوش القديمة، و4 قطع في قاعة حضرموت، و11 قطعة في قاعة سبأ، بينها تمثال «سيدة البخور»، إضافة إلى تضرر جزئي في تمثال الوعل البرونزي في قاعة معين. كما ألحقت الاهتزازات والغبار أضراراً بعدد من المسكوكات وكسوة الكعبة في القسم الإسلامي، وتحطمت صناديق عرض في قاعة عبد القادر بافقيه ما أدى إلى تلف بعض القطع المعدنية بفعل الصدأ.

وأوضحت الهيئة أن مخازن المتحف التي تضم آلاف القطع الأثرية تضررت هي الأخرى نتيجة تساقط الشظايا، وأصيبت قطع تراثية من العاج والبرونز والملابس التقليدية. وأعلنت تشكيل لجنة لجرد القطع واستعادتها من بين الركام، وبدأت بإصلاح منظومة الكاميرات والألواح الشمسية، كما أغلقت النوافذ المهدّمة بالأخشاب مؤقتاً لحماية المقتنيات المتبقية.

وكان المتحف الوطني اليمني في صنعاء قد أغلق أبوابه أمام الزوار قبل الغارات بأشهر بسبب شح الموارد وتوقف الموازنات التشغيلية.

ترميم واكتشافات

وفي محافظة تعز (جنوب غربي اليمن) أفاد فرع الهيئة العامة للآثار بأن أعمال الترميم الجارية في جامع الجند التاريخي، الذي أسسه الصحابي معاذ بن جبل، كشفت عن أجزاء من الجدار الشرقي الأصلي المبني بالحجر المهندم والمغطى بطبقة من القضاض، تعود إلى مرحلة البناء الأولى للجامع.

كما عُثر على عمود من الياجور أقيم فوق بئر قديمة خلال توسعات العهد الأيوبي، إلى جانب بقايا ساقية مائية كانت تصل بالسبيل المجاور للمسجد، ما يعكس تطور العمارة الإسلامية في اليمن.

قطعة أثرية يمنية في متحف كوبنهاغن (إعلام محلي)

أما في محافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء) فأعلنت هيئة الآثار اكتشاف قناة ري أثرية في منطقة «هجرة منقذة» بمديرية عنس، بعد بلاغات من الأهالي عن حفريات عشوائية في الموقع. وتبيّن أن القناة محفورة تحت الأرض وتمتد لمسافات طويلة، يُرجّح أنها كانت ضمن نظام الري القديم.

ويُظهر المسار المكتشف أن المياه كانت تتدفق من مناطق منقذة وذياج والمحلّة نحو النمجة وسواد الحدا، في واحدة من أقدم الشبكات المائية المعروفة في الجزيرة العربية.

وأكدت هيئة الآثار أن الموقع يمثل قيمة أثرية فريدة تكشف عن جانب من براعة اليمنيين في هندسة المياه والري، داعية إلى وقف أي أعمال حفر غير مرخصة، وتشكيل لجنة فنية لتوثيق القناة وإدراجها ضمن السجل الوطني للمواقع الأثرية.