الرئاسة الفلسطينية تطالب واشنطن بالتحرك لوقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي

مواجهات بين جيش الاحتلال ومتظاهرين قرب قبر يوسف في الضفة الغربية المحتلة

الرئاسة الفلسطينية تطالب واشنطن بالتحرك لوقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي
TT

الرئاسة الفلسطينية تطالب واشنطن بالتحرك لوقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي

الرئاسة الفلسطينية تطالب واشنطن بالتحرك لوقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي

قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، اليوم (الخميس)، إن العطاءات الاستيطانية الجديدة التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية أمس، تتطلب التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يلزم إسرائيل بوقف النشاطات الاستيطانية المدانة دوليا.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عنه القول، إن "القيادة الفلسطينية، بالتنسيق مع الجامعة العربية والمجموعة الوزارية العربية، ستجري اتصالات دولية من أجل الإسراع في عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار بوقف الاستيطان". مؤكّدًا أنّ "التحذير الأميركي من التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية وحده لا يكفي، والمطلوب تحرك فعلي يجبر الحكومة الإسرائيلية على وقف نشاطاتها الاستيطانية التي تهدد بتقويض الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى استئناف العملية السياسية".
ميدانيًا، اندلعت مواجهات بين قوات من الجيش الاسرائيلي ومتظاهرين فلسطينيين بالقرب من "مقام يوسف" المقدس لدى اليهود في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، حسبما أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي اليوم.
ووقعت المواجهات عند الفجر، بالقرب من "قبر يوسف" أو "مقام يوسف" كما يسميه الفلسطينيون، بالقرب من مخيم بلاطة شرق نابلس في منطقة خاضعة للسلطة الفلسطينية.
وحسب مزاعم جيش الاحتلال والشرطة، أطلق النار على موكب فيه زوار من اليهود المتشددين كانوا يتجهون لزيارة الموقع بحماية من الشرطة والجيش الاسرائيلي.
وذكرت وسائل الإعلام الاسرائيلية أنّ 16 حافلة توجهت إلى الموقع برفقة مركبات عسكرية اسرائيلية.
وقال بيان صادر عن الجيش إنّ الجندي الذي اصيب كان ضمن القوات التي "رافقت المصلين اليهود إلى قبر يوسف في نابلس".
وحسب المتحدث باسم الجيش بيتر ليرنر، فإنّه "تم اطلاق الرصاص على القوات ما أدى إلى اصابة جندي".
ونقل الجندي لتلقي العلاج في مستشفى بيلينسون قرب تل ابيب.
من ناحيتها، اكدت مصادر طبية فلسطينية أنّه لم تقع اصابات خطرة في صفوف الفلسطينيين؛ ولكنّها اشارت إلى حالات اختناق عدّة بالغاز المسيل للدموع الذي ألقته قوات الاحتلال الاسرائيلية.
فيما ادّعت وسائل الإعلام الاسرائيلية قائلة إنّ الفلسطينيين ألقوا الزجاجات الحارقة على القوات التي ردت باستخدام "وسائل مكافحة الشغب".
ويشكل "مقام يوسف" بؤرة توتر بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ الاحتلال الاسرائيلي لنابلس في 1967.
والموقع وهو اثر اسلامي مسجل لدى دائرة الاوقاف الاسلامية وكان مسجدا قبل الاحتلال الاسرائيلي، يضم قبر شيخ صالح من بلدة بلاطة البلد ويدعى يوسف دويكات. لكن اليهود يعتبرونه مقاما مقدسا ويقولون إنّ عظام النبي يوسف بن يعقوب أحضرت من مصر ودفنت في هذا المكان. ما يعتبره الفلسطينيون تزييفا للحقائق هدفه سيطرة اسرائيل على المنطقة بذرائع دينية.
وفي بداية الانتفاضة الثانية عام 2000 وقعت اشتباكات عنيفة في محيط المقام بين نشطاء فلسطينيين والجيش الاسرائيلي أوقعت قتلى من الطرفين.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.