المعارضة تناقش بالرياض وثيقة الإطار التنفيذي للعملية السياسية في سوريا

الائتلاف يطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق بشأن تورط بعض مسؤوليها مع نظام الأسد

المعارضة تناقش بالرياض وثيقة الإطار التنفيذي للعملية السياسية في سوريا
TT

المعارضة تناقش بالرياض وثيقة الإطار التنفيذي للعملية السياسية في سوريا

المعارضة تناقش بالرياض وثيقة الإطار التنفيذي للعملية السياسية في سوريا

ستكون وثيقة الإطار التنفيذي للعملية السياسية، محورًا رئيسيًا في مناقشات اجتماع الهيئة العليا للتفاوض السورية، التي ستنطلق غدًا (الجمعة) في الرياض؛ وذلك وفقًا للمتحدث باسم الهيئة منذر ماخوس.
وقال ماخوس لـ«الشرق الأوسط»، إن المناقشات التي ستتم في اجتماعات الرياض تتمحور بدرجة أساسية حول وثيقة الإطار التنفيذي للعملية السياسية، مفيدًا أن «الوثيقة أصبحت جاهزة وبقي وضع اللمسات الأخيرة عليها».
ولفت إلى أن الوثيقة تمكّن الهيئة من وضع تصورها النهائي والأخير بشأن الانتقال السياسي، وآلياتها التنفيذية، فضلاً عن تنظيم العلاقة بين المؤسسات والسلطات، والتي هي عنصر أساسي ومهم في مباحثات جنيف الأخيرة، مشيرًا إلى أن الوثيقة تختزل ما أنجز من وثائق سابقة حتى ما قبل إنشاء الهيئة مثل الائتلاف السوري لقوى المعارضة.
ونوه المتحدث، بأن تسع وثائق قدمت سابقًا للمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، مؤكدًا أن وثيقة الإطار التنفيذي للعملية السياسية الجديدة، تعد شاملة وتشمل التصورات السابقة كافة حول رؤية الهيئة العليا للمفاوضات وآلياتها التنفيذية خصوصًا في موضوع الانتقال السياسي.
وذكر أن اجتماع الهيئة العليا للمفاوضات سيبحث تطورات الأوضاع الميدانية في سوريا، وتحديدًا الأوضاع في حلب بعد فك الحصار عنها، إضافة إلى وضع داريا والمعضمية.
وأشار إلى أن اجتماع الرياض سيتطرق إلى التحضيرات لاجتماعات أخرى ستعقد في لندن، والتي تتناول الملف السوري على مستوى دولي، مشددًا على أنه من السابق لأوانه الكشف عن جدول الأعمال وذلك انتظارا لاكتمال التحضيرات.
في سياق متصل، جدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مطالبته الأمم المتحدة بفتح تحقيق جدي مع بعض مسؤوليها المتورطين في الانحياز لنظام بشار الأسد وتقديم الدعم المالي لجهات تابعة له كانت قد خضعت لعقوبات دولية.
وأظهر تقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية في 29 أغسطس (آب) 2016 تورط مسؤولين وهيئات في الأمم المتحدة مع مسؤولين في نظام الأسد خاضعين لعقوبات دولية ومتورطين بارتكاب جرائم، في قضايا فساد ودعم مالي لأنشطة مشبوهة بعشرات ملايين الدولارات.
وقال الائتلاف الوطني في بيان أصدره، إن «تقرير الصحيفة يشكل رأس جبل الجليد في علاقات مشبوهة أقامها مسؤولون يمثلون المنظمة الدولية في دمشق، وتشمل صلات مثيرة للريبة»، لافتًا إلى أن الائتلاف «سبق وأبلغ المنظمة رفضه أن يكون مكتبها الرئيس في دمشق مسؤولاً عن نشاطها اللوجيستي وترتيبات لقاءاتها، بما في ذلك مع مسؤولي المعارضة وشخصيات منشقة عن النظام، وهذا ما يضع بيانات هؤلاء ولقاءاتهم مع المسؤولين الأمميين محل متابعة ومراقبة من قبل النظام».
وأشار الائتلاف إلى أنه سبق أن طلب أكثر من مرة التحقيق في وصول مساعدات قدمتها منظمات دولية تابعة للأمم المتحدة إلى معسكرات النظام وميليشياته، و«تم توثيقها بالمعلومات والصور، كما كشف ذلك في معسكر المسطومة في إدلب». ولفت إلى أن «الطلبات المتكررة بإجراء تحقيق جدي لم تحظ حتى الآن باهتمام مسؤولي المنظمة، مما يستوجب تدخل الدول الأعضاء لوقف تلك التصرفات الخطيرة، التي تضر بسمعة الأمم المتحدة وتضع دورها في سوريا محل تساؤل من قبل السوريين وأطراف عدة».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».