اعتقال مساعد للظواهري في مصر

مجلس الأمن القومي يؤكد على مواجهة الإرهاب وإنعاش الاقتصاد

اعتقال مساعد للظواهري في مصر
TT

اعتقال مساعد للظواهري في مصر

اعتقال مساعد للظواهري في مصر

أكدت مصادر أمنية مصرية، أمس، أن أجهزة الأمن الوطني بالتنسيق مع المخابرات العامة، ألقت القبض على القيادي الجهادي البارز ثروت صلاح شحاتة، وهو أحد القيادات المقربة لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، داخل إحدى الوحدات السكانية بمدينة العاشر من رمضان التابعة لمحافظة الشرقية، وأن التحقيقات جارية معه الآن.
ولفتت المصادر إلى أن التحريات كشفت أن شحاتة، وهو قيادي بارز في تنظيم أنصار الشريعة الليبي متّهم بالتورط في تصفية سبعة من المصريين العاملين في ليبيا، منذ نحو شهر، وأنه استقر في ليبيا فترة، ثم عاد منها إلى مصر بجواز سفر مزور، وتنقل في أكثر من مكان.

وشحاتة (53 عاما) محامٍ من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وكان من معاوني أيمن الظواهري، عندما كان زعيما لحركة الجهاد الإسلامي، قبل أن ينضم إلى القاعدة. وحكم عليه في القضية المعروفة إعلاميا بقضية «الجهاد الكبرى» عام 1981، ثم أطلق سراحه بعد ثلاث سنوات. واعتقل عدة مرات في مصر، ثم سافر إلى باكستان والسودان واليمن وأفغانستان حتى عام 2001. ويوصف بأنه من «الرعيل الأول» لتنظيم الجهاد المصري، وكان عضوا في مجلس شورى جماعة الجهاد، ومحكوم عليه غيابيا بالإعدام مرتين من قبل محكمة عسكرية مصرية؛ الأولى في قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عاطف صدقي عام 1994، والثاني في قضية «العائدون من ألبانيا» عام 1999. كما أنه مصنف دوليا بأنه منتمٍ إلى جماعة تابعة لـ«القاعدة».

وفي غضون ذلك، قالت مصادر الرئاسة المصرية أمس إن «مجلس الأمن القومي» الذي يضم كبار قيادات الدولة، أكد، بعد أربع جلسات متتابعة عقدها يوم أمس برئاسة الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور، على مواجهة الإرهاب وإنعاش الاقتصاد خاصة من خلال قطاع البترول، وتحقيق الاستقرار وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين، مع التشديد على أن «الأمن المائي المصري خط أحمر»، وذلك على خلفية بناء إثيوبيا سدا على نهر النيل.

وتأسس المجلس بقرار من الرئيس منصور في فبراير (شباط) الماضي، ويعنى بتنسيق سياسات الدولة بشأن قضايا الأمن القومي، بحيث ينعقد بشكل دوري كل ثلاثة أشهر، وينعقد بشكل دائم في حالة إعلان الحرب أو تعرض البلاد للكوارث أو الأزمات الكبرى. ويأتي انعقاد اجتماع أمس وسط تحديات تواجهها البلاد خاصة في قضايا الإرهاب والاقتصاد ومياه النيل التي تعد المصدر الرئيس للمياه في البلاد.

وأكد السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أن المجلس انعقد يوم أمس «على أربع جلسات متتالية، للوقوف على الموقف الأمني في البلاد ومستجدات الأوضاع الداخلية»، مشيرا إلى أنه جرى استعراض «الجهود والخطوات ذات الصلة والهادفة إلى ضمان أمن واستقرار البلاد وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين».

وأضاف السفير بدوي أن «المجلس استعرض في جلسته الأولى الأوضاع الأمنية في البلاد بوجه عام، والجهود القائمة لمواجهة الإرهاب وتحقيق الاستقرار، كما جرى خلال الجلسة استعراض أوضاع قطاع الكهرباء، وما اتخذته الحكومة من إجراءات لضمان توفير الطاقة الكهربائية «لمواجهة الزيادة في الأحمال على شبكة الطاقة الكهربائية، بحلول فصل الصيف المقبل».

وضم الاجتماع كبار قيادات الدولة من أعضاء المجلس، من بينهم رئيس الحكومة ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية والبترول والثروة المعدنية، والكهرباء والطاقة المتجددة، والمالية، والتعليم العالي والبحث العلمي، والموارد المائية والري، إلى جانب رئيس جهاز المخابرات العامة، ومدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع بالإنابة. وترأس المستشار منصور الاجتماع الذي عقد في مقر الرئاسة في ضاحية مصر الجديدة.



مئات المهاجرين الأفارقة يتدفقون إلى اليمن رغم تشديد الأمن

آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)
آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)
TT

مئات المهاجرين الأفارقة يتدفقون إلى اليمن رغم تشديد الأمن

آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)
آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)

على الرغم من الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات اليمنية للحد من الهجرة غير الشرعية، بدأ العام الميلادي الجديد أيامه بتدفق المئات من المهاجرين القادمين من القرن الأفريقي الذين وصلوا إلى سواحل البلاد على متن قوارب متهالكة استقلوها من سواحل جيبوتي والصومال.

ومع تسجيل المنظمة الدولية للهجرة وصول أكثر من 60 ألف مهاجر خلال العام المنتهي، ذكر مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية أن الأيام الأولى من العام الجديد شهدت وصول 336 مهاجراً غير شرعي قادمين من القرن الأفريقي إلى سواحل مديرية رضوم بمحافظة شبوة شرق عدن.

وبحسب الداخلية اليمنية، فإن قاربي تهريب أنزلا المهاجرين بساحل منطقة «كيدة»، منهم 256 مهاجراً من حاملي الجنسية الإثيوبية؛ بينهم 103 نساء، أما البقية وعددهم 80 مهاجراً، فإنهم يحملون الجنسية الصومالية. وذكرت أن الشرطة في مديرية رضوم قامت بتجميع المهاجرين غير الشرعيين تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

اعتراض قارب يقل 130 مهاجراً في سواحل محافظة لحج اليمنية (إعلام حكومي)

وفي سواحل محافظة لحج غرب عدن، ذكرت وحدات خفر السواحل التابعة للحملة الأمنية في منطقة الصبيحة (مديرية المضاربة ورأس العارة) أنها ضبطت قارب تهريب كان يحمل على متنه 138 مهاجراً من الجنسية الإثيوبية حاولوا دخول البلاد بطرق غير شرعية.

سلسلة عمليات

وفق بيان للحملة الأمنية، فإنه وبعد عمليات رصد دقيقة، تمكنت من اعتراض القارب في منطقة الخور بمديرية المضاربة ورأس العارة. وأوضح البيان أن المهاجرين الذين كانوا على متنه كانوا في حالة مزرية نتيجة لسوء المعاملة التي تعرضوا لها أثناء الرحلة، حيث نُقلوا إلى أحد مراكز تجميع المهاجرين في محافظة لحج.

وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة من العمليات الأمنية التي تنفذها الحملة الأمنية في الصبيحة في سواحل محافظة لحج جنوب باب المندب بهدف التصدي لظاهرة التهريب والهجرة غير الشرعية، التي تشكل خطراً على الأمن الوطني والإقليمي.

المهاجرون الأفارقة يتعرضون للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (إعلام حكومي)

وأكدت قيادة الحملة الأمنية أنها ستواصل جهودها المكثفة لتعزيز الأمن والاستقرار بالتعاون مع مختلف الجهات المختصة، من خلال تنفيذ المزيد من العمليات النوعية، خصوصاً في المناطق الساحلية التي تعد مركزاً رئيسياً للتهريب. ودعت السكان إلى التعاون والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة، مؤكدة أن الحفاظ على الأمن مسؤولية مشتركة بين الجميع.

ويعاني المهاجرون في اليمن من الحرمان الشديد مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن، وفق منظمة الهجرة الدولية، التي أكدت أن الكثيرين منهم يضطرون إلى العيش في مآوٍ مؤقتة أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

إساءة واستغلال

نبهت منظمة الهجرة الدولية إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عُرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، مؤكدة أن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن إلى دول الجوار.

وبحسب المنظمة، فإنها سجلت في أكتوبر (تشرين الأول) فقط قيام أكثر من 1900 مهاجر برحلات محفوفة بالمخاطر، إما عائدين إلى مناطقهم في القرن الأفريقي، وإما مُرَحَّلين على متن القوارب. وتم الإبلاغ عن 462 حالة وفاة واختفاء (على الأقل) بين المهاجرين أثناء عبورهم البحر بين جيبوتي واليمن في 2024.

المهاجرون من القرن الأفريقي عرضة للاستغلال وسوء المعاملة من المهربين (الأمم المتحدة)

ووثقت المنظمة الأممية 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على طول الطريق الشرقي في العام ذاته، وقالت إنه من المرجح أن يكون عدد المفقودين وغير الموثقين أكثر من ذلك بكثير.

وبينت أنها ومن خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة، تعمل على تقديم الخدمات على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات التي تقدم للمهاجرين ما بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود، تقول الأمم المتحدة إن فجوات كبيرة في الخدمات لا تزال قائمة في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.