نائب في البرلمان الليبي لـ «الشرق الأوسط»: عقيلة صالح يعقّد كل الحلول

سيف النصر قال إن رئيس المجلس خالف اللائحة ودعا إلى إعادة بناء الثقة

نائب في البرلمان الليبي لـ «الشرق الأوسط»: عقيلة صالح يعقّد كل الحلول
TT

نائب في البرلمان الليبي لـ «الشرق الأوسط»: عقيلة صالح يعقّد كل الحلول

نائب في البرلمان الليبي لـ «الشرق الأوسط»: عقيلة صالح يعقّد كل الحلول

قال الدكتور أيمن سيف النصر، عضو البرلمان الليبي رئيس لجنة الصحة والاقتصاد والاستثمار، إن رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح يسعى لإسقاط الحكومة، ويعقّد كل الحلول لتعطيل المسار السياسي في ليبيا.
وأضاف، في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» خلال وجوده في القاهرة ضمن وفد برلماني ليبي، أن رئيس البرلمان خالف اللائحة الداخلية، وأضاف بنودا لم تكن على جدول أعمال الجلسة الأخيرة للبرلمان. وأشار سيف النصر إلى أن المبعوث الأممي، مارتن كوبلر، لا يستطيع أن يقدم حلا للأزمة السياسية في بلاده، وإنما دوره أن يحاول تقريب المسافات عندما تطرح الأطراف رؤية للحل، داعيا الفرقاء الليبيين إلى سرعة التوصل إلى تسوية سياسية لإنقاذ البلاد والعبور بها نحو مستقبل آمن.
وفي مايلي نص الحوار.
* ما حقيقة موقف عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي من فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي؟
- في الحقيقة لا نستطيع أن نحدد حتى اليوم ما حقيقة موقفه أو ما يريده عقيلة صالح من خلال ما يقوم به من إجراءات، سواء فيما يتعلق بتغيير جدول أعمال خلال الجلسة الأخيرة (جلسة البرلمان التي عقدت في طبرق وانتهت إلى رفض منح حكومة الوفاق الوطني برئاسة السراج الثقة)، ومفاجأة النواب بهذا البند، وهو التصويت على منح الثقة للحكومة.
* ما جدول الأعمال الذي دعا البرلمان إلى الانعقاد من أجل التصويت عليه؟
- البند الأول كان يتعلق بإعادة النظر في اللائحة الداخلية، والبند الثاني وهو مناقشة قانون الاستفتاء على الدستور، ثم كانت مفاجأة للجميع بالتصويت على منح الحكومة الثقة في ظل غياب النواب الداعمين للاتفاق.
* هل في هذا الإجراء مخالفة قانونية؟
- بالتأكيد هو «إجراء» مخالف للائحة الداخلية، لأنه من المفترض الإعلان عن جدول الأعمال الذي تناقشه الجلسة قبل 24 ساعة على أقل تقدير، حتى يتمكن النواب من معرفة ما الموضوع الذي ستتم مناقشته، وبالتالي تسبب هذا الإجراء في انقسام داخل المجلس، وامتنع عدد كبير عن الحضور، ومعروف أن عدد الأعضاء 179 نائبا، لكن الذين حضروا هم 101 نائب، من بينهم 61 نائبا رفضوا حكومة السراج، و39 نائبا خرجوا من القاعة معترضين على جدول الأعمال، ونائب واحد هو الذي وافق على الحكومة. ودون كثير من التخمين، واضح أن رئيس مجلس النواب يسعى لإسقاط الحكومة، كما أن الإجراءات التي يريد اتخاذها حيال المجلس الرئاسي لا تبشر بالخير، إذ إنه ذكر في تصريحاته أنه لن يحدد نص القرار.
* تقصد أنه لا يوجد نص للقرار بخصوص المجلس الرئاسي.
- رئيس مجلس النواب يحاول وأكثر من مرة إعلان بيانات للرأي العام منافية للحقيقة. وسبق وأن اعتمدنا في جلسة رسمية لمجلس النواب يوم 25 يناير (كانون الثاني) الماضي الاتفاق السياسي الذي ينص على تضمينه في التعديل الدستوري، وبالتالي يعد هذا التزاما قانونيا من مجلس النواب بأن يكون الاتفاق السياسي هو المحدد للعملية السياسية في المرحلة المقبلة لمجلس النواب، على اعتبار أنه أقر بالدخول في حوار مع الأطراف الرافضة لمجلس النواب، وبالتالي هذا الاتفاق يعد مرجعية لقواعد عمل الحكومة، واعتماد المؤسسات التي أسفرت عن هذا الاتفاق، وهي مجلس النواب والمجلس الرئاسي ومجلس الدولة، وعليه كل عمل المؤسسات يجب أن يخضع للاتفاق السياسي وليس بالقوانين التي يتحدث بها السيد عقيلة.
* ومن يحاسب البرلمان في ليبيا إذا ما انحرف كما تشير في حديثك؟
- المشكلة أن رئيس مجلس النواب عندما يكون كل الأعضاء موجودين في طبرق يمتنع عن ترؤس الجلسة، وإذا أردنا أن نعقد جلسة بأحد النائبين، وهو أمر قانوني وفق اللوائح الداخلية لمجلس النواب، يقوم بعض الأعضاء الموالين للسيد صالح بإغلاق القاعات، ومن ثم لا يستطيع أي من الأعضاء ممارسة حقه الطبيعي في التعبير واتخاذ القرار طبقا للقواعد التي ينص عليها القانون.
* هل هناك ما يمنع بدء حوار للتفاهم؟
- نحن لا نعرف ما الذي يريده صالح ونحن في محطات مختلفة، وقد سبق أن تحدثت معه في أكثر من مناسبة عن إمكانية إيجاد تسوية معينة للخروج من هذه الأزمة التي تكررت في أكثر من مناسبة، وفي بعض الأحيان كان يرغب في إيجاد حل، لكن ليست هناك رؤية واضحة للحل، والمشكلة منذ البداية كانت تكمن في رفض الاتفاق السياسي والمجلس الرئاسي الذي كان يتكون من رئيس وثلاثة نواب، وقد طالب وقتها عقيلة صالح بمساواة جميع الأقاليم في المجلس الرئاسي، واجتهدنا لإيجاد الصيغة التي تلائم طلبه والأقاليم التي يتحدث عنها من خلال اختيار شخصيات تحمي مؤسسات الدولة وحتى تحصين أعضاء المجلس الرئاسي بحق الفيتو في الأمور التي تخص المؤسسة العسكرية والمناصب القيادية في المستويات المدنية، وتم اختيار علي القطراني باعتباره مساندا للجيش، وكلما قمنا بإجراءات لإقامة جسور الثقة بين رئيس مجلس النواب والأعضاء دائما كان يقابل ذلك بالفتور والرفض، لدرجة أننا كنا نأخذ تعليمات عقيلة صالح ونطبقها ونضغط على جميع الأطراف لتنفيذها، لأن الاتفاق السياسي ليس ملكا لأي جهة، وإنما هو شراكة متكاملة، ونحن لا نمثل قوى عسكرية على الأرض، وإنما نعمل على الحوار لإنجاح العملية السياسية حتى نسير بالدولة الليبية إلى شاطئ الأمان ونوقف الحروب والتدخلات.
* ما المبررات التي تعتقد أنها تحكم موقف رئيس البرلمان للإقدام على تعطيل الحل السياسي كما تقول؟
- في تقديري لا يوجد مبرر أو تفسير لرفض كل الحلول، ونحن نعمل عبر الحوار حتى نتمكن من عبور هذه الفترة الحرجة بأكبر قدر ممكن من التوافق، لكن عقيلة صالح يعقد كل الحلول.
* إذن ما الحل في ظل رفض رئيس البرلمان وجود فايز السراج على رأس الحكومة؟
- كل تصريحات ومواقف عقيلة صالح متضاربة، وهو متخوف من وجود المجلس الرئاسي، ونحن قطعنا شوطا طويلا كي نرشح من يتولى مسؤولية المجلس الرئاسي، ويعرف السيد عقيلة صالح أنه عندما يكون هناك خلاف على مرشح لهذا المنصب أو انقسام سوف ينسحب هذا على كل مكونات الشعب الليبي، ومن ثم نستغرق من الوقت شهورا طويلة كي نصل إلى اتفاق، وبالتالي السؤال هو هل نحن نملك رفاهية الوقت؟ ونسأل السيد صالح ما وجهة الاعتراض عليه (السراج) وهو كان معنا منذ بداية انتخاب مجلس النواب، وبقي معنا حتى تم اختياره، وهو لا يمثل قبيلة ولا كتيبة ولا حزبا، وليس مرفوضا حتى من قبل صالح نفسه.
* التقيت في القاهرة مع المبعوث الأممي مارتن كوبلر.. كيف يرى آفاق الحل بعد أزمة البرلمان والحكومة؟
- أعتقد أنه ليس متفائلا بشكل كبير من أن مجلس النواب يستطيع أن يعبر الأزمة، رغم أنه أبلغنا أن الأمل ما زال معقودا، وقال إنه يرى أن هناك فرصة لانعقاد البرلمان للتصويت على الحكومة الجديدة، ويرى أن هناك دائما فرصة للبحث عن حل في كومة الأزمات.
* هل عرض عليكم كوبلر رؤية محددة لعبور الأزمة؟
- كوبلر لا يستطيع أن يقدم حلا، وإنما يحاول تقريب المسافات عندما تطرح الأطراف رؤية للحل.
* في تقديرك هل تستمر الأزمة لفترة طويلة أم أن هناك فرصة لحل قريب؟
- نحن في مفترق طرق، وهذا يعتمد على مواقف الأطراف المختلفة لإنقاذ بلادهم، والسبيل إلى الحل في تقديم ضمانات للأطراف المختلفة للتوافق السريع.
* ماذا تعني بالضمانات؟
- إعادة بناء الثقة بخصوص ما نحن مختلفون عليه في تشكيل الحكومة، وإذا كانت هناك مناطق لم تمثل فيها، وكذلك أن تبدأ اجتماعات المجلس الرئاسي، وينضم كل من علي القطراني وعمر الأسود (عضوي المجلس الرئاسي) للمشاورات.
* هل انتهت مشكلة اختيار وزير الدفاع؟
- ما زال هناك قلق بشأنها، ويمكن الوصول إلى تسوية كل المشكلات، وأن ينحاز الجميع إلى ليبيا وليس إلى شخص أو دول خارجية، ولهذا جئنا لمصر، لأنها حريصة على إنهاء الأزمة باعتبارها تؤثر على أمنها القومي.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.