الهيئة العليا للمفاوضات تبحث ووفد صيني الانتقال السياسي وتطبيق القرارات الدولية

اجتماع المعارضة في الرياض سيركّز على المستجدات السورية ورؤيتها للحل

د. رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات وشخصيات معارضة في لقاء الوفد الصيني برئاسة المبعوث الخاص إلى سوريا شي شياو يان ومسؤولون في الخارجية الصينية
د. رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات وشخصيات معارضة في لقاء الوفد الصيني برئاسة المبعوث الخاص إلى سوريا شي شياو يان ومسؤولون في الخارجية الصينية
TT

الهيئة العليا للمفاوضات تبحث ووفد صيني الانتقال السياسي وتطبيق القرارات الدولية

د. رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات وشخصيات معارضة في لقاء الوفد الصيني برئاسة المبعوث الخاص إلى سوريا شي شياو يان ومسؤولون في الخارجية الصينية
د. رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات وشخصيات معارضة في لقاء الوفد الصيني برئاسة المبعوث الخاص إلى سوريا شي شياو يان ومسؤولون في الخارجية الصينية

اللقاء الذي جمع الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لقوى الثورة والمعارضة السورية، مع وفد صيني برئاسة المبعوث الخاص إلى سوريا، شي شياو يان، ومسؤولين في الخارجية الصينية، حمل الكثير من الدلالات والتفسيرات، سواء لجهة التوقيت أو الأهداف، خصوصًا أنه يتزامن مع ما تشهده الساحة السورية من تطورات عسكرية في الشمال السوري بعد التدخل التركي المباشر، والتطور الخطير المتمثّل بإفراغ مدينة داريا في ريف دمشق من أهلها، كما أنه يأتي عشية اجتماع المعارضة في الرياض، واجتماع لندن المقرر في السابع من سبتمبر المقبل للمجموعة الدولية الداعمة للشعب السوري.
ووضعت المعارضة هذا اللقاء في إطار «طرح الأفكار مع المجتمع الدولي، وخصوصًا مع الصين كدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، وقادرة على المساهمة في تطبيق قرارات الأمم المتحدة».
وأكد الدكتور رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، بعد الاجتماع مع الوفد الصيني، أن «بدء جولة جديدة من المفاوضات بحاجة لجدول واضح للانتقال السياسي ولتطبيق القرارات الأممية، وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق المعتقلين وتسهيل عودة المهجرين». وأشار في بيان، إلى أن نظام الأسد «لم يلتزم بهذه القرارات وتحالف مع الكثير من الميليشيات لشن عمليات عسكرية ضد حلب محاولاً إفراغها من سكانها الأصليين».
وأطلع حجاب المبعوث الصيني على موقف الهيئة العليا للمفاوضات بشأن «وحدة الأراضي السورية، ووحدة النسيج المجتمعي، والحل السياسي، والحكم التعددي والحفاظ على مؤسسات الدولة، وأن بشار الأسد وكل من ارتكب جرائم لا دور لهم في المرحلة الانتقالية»، مؤكدًا على «التزام الهيئة بالحل السياسي وفق بيان جنيف وقرارات مجلس وخصوصًا القرارين 2118 و2254»، موضحًا أن الهيئة العليا «تعاملت منذ البداية بجدية وإيجابية تجاه الحل السياسي في سوريا».
من جانبه أبدى المبعوث الصيني الخاص، شياو يان، حرصه على «التواصل مع الهيئة العليا للمفاوضات والمعارضة السورية، وحرص بلاده على استقرار سوريا، وأن يعمّها السلام والاستقرار»، مؤكدًا «دعم بكين للمفاوضات، وإنهاء الحصار، وإطلاق سراح المعتقلين، وبذل جهود أكبر في تقديم المساعدات الإنسانية، وأن العملية السياسية يجب أن ترافقها جهود حثيثة لمكافحة الإرهاب».
وعلى الرغم من الموقف الصيني الأكثر قربًا إلى الموقف الروسي بشأن سوريا، رأى عضو الائتلاف السوري وعضو اللجنة القانونية في الائتلاف هشام مروة، أن «الاجتماع بالوفد الصيني هو فرصة لطرح أفكارنا مع المجتمع الدولي، واطلاع الجانب الصيني على الانعكاسات السلبية للتعامل مع بشار الأسد، خصوصًا بعد التهجير العرقي والديمغرافي الذي حصل في داريا». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن الصين «قادرة على لعب دور فاعل في الضغط على الأسد، وإزالة العوائق التي تقف دون تطبيق قرارات مجلس الأمن بشأن سوريا». ولفت مروة إلى أن الموقف الصيني «لم يكن حادًا كموقف روسيا التي أرسلت قوات للقتال إلى جانب الأسد»، مذكرًا بأن اللقاء «كان بطلب من الجانب الصيني وليس من الائتلاف». وقال «إن موضوع المفاوضات ومناخ تحريك العملية السياسية حاضرًا في الاجتماع».
وقدّم حجاب للوفد الصيني عرضًا عن أسباب الثورة الشعبية في سوريا منذ عام 2011. وأعطى شرحًا وافيًا عن «ممارسات النظام القمعية والدور الإيراني - الروسي السلبي تجاه الشعب السوري»، مدينًا في الوقت ذاته «استعانة إيران بميليشيات طائفية، واستخدام النظام أسلحة محرمة دوليًا مثل السلاح الكيماوي، والغازات السامة في قصف المدنيين».
وشدد رئيس الهيئة العليا للمفاوضات على أن «الشعب السوري يريد أن يعيش بحرية وأمان، بعيدًا عن التطرف والحروب والاستبداد والديكتاتوريات والتنظيمات الإرهابية». وقال حجاب «نريد سوريا دون قوات خارجية»، داعيًا الصين إلى «لعب دور أكبر من خلال عضويتها الدائمة في مجلس الأمن لضمان تحقيق انتقال سياسي في سوريا دون تأخير».
وتتجه الأنظار إلى الرياض، وترقب اجتماع المعارضة المزمع عقده قريبًا في العاصمة السعودية، وأعلن هشام مروة أن هذا الاجتماع «فرضته مستجدات كثيرة حصلت على الأرض السورية». ولفت إلى أن الاجتماع «سيضع الإطار التنفيذي لرؤية المعارضة للحل، وتقديم أجندتها إلى المجتمع الدولي في لندن». وعمّا ستتضمنه هذه الرؤية، أكد أنها «نفس الرؤية القديمة، مع شروحات وتوضيحات أكبر، تؤكد تمسك المعارضة بوحدة سوريا أرضًا وشعبًا، والانتقال السياسي الديمقراطي، وطبيعة المرحلة الانتقالية المشكّلة من المعارضة والنظام».
وعمّا إذا كان الموقف التركي بالقبول ببقاء الأسد في المرحلة الانتقالية فرض نفسه على اجتماع المعارضة في الرياض، قال عضو الائتلاف «إن موقفنا الرافض لوجود الأسد في المرحلة الانتقالية ثابت، والأخوة الأتراك يتفهمون موقفنا وهم أكثر قناعة بذلك». وأضاف: «إذا كان الأتراك لا يمانعون بقاءه في مرحلة انتقالية نحن نرفض ذلك بالمطلق، لكن الأتراك داعمون للثورة السورية ومؤمنون بأن التغيير حاصل في سوريا لا محالة». أما عن اجتماع لندن فلفت مروة إلى أنه «إحياء لدور مجموعة الـ11، التي هي مجموعة العمل الدولية التي أسست في فيينا العام الماضي». وقال «إن محور الاجتماع سيركز على دعم الشعب السوري وإنهاء محنته المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.