ليبيا: قوات السراج تستعد لشن هجوم نهائي لتحرير مدينة سرت

استمرار الغارات الجوية الأميركية على مواقع تنظيم داعش

ليبيا: قوات السراج تستعد لشن هجوم نهائي لتحرير مدينة سرت
TT

ليبيا: قوات السراج تستعد لشن هجوم نهائي لتحرير مدينة سرت

ليبيا: قوات السراج تستعد لشن هجوم نهائي لتحرير مدينة سرت

قالت قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا إنها تعمل على تحصين المكاسب الميدانية التي حققتها خلال الساعات الماضية في مواجهة تنظيم داعش في سرت، عبر تمشيط المناطق التي انتزعتها منه وإعادة التمركز فيها، بينما تستعد لشن هجوم جديد. ويأتي ذلك بعد أن قلصت المساحة التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف إلى كيلومترين مربعين فقط، نتيجة معارك شرسة قتل وأصيب فيها العشرات من عناصر هذه القوات.
وأعلن مارتن كوبلر، رئيس بعثة الأمم المتحدة، أنه يقدر ويثمن ما وصفه بـ«الجهود الليبية البطولية» والتقدم الذي حققته حتى الآن في سرت ضد تنظيم داعش الذي وصفه بـ«العدو الوحشي الذي يجب أن يهزم»، على حد تعبيره.
وقال كوبلر الذي كشف عن «اجتماع ممتاز مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت حول الوضع في ليبيا»، في بيان مقتضب إنه «حزين جدا جراء وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى من شباب ليبيا الذين يحاربون ضد (داعش) في مدينة سرت».
وقالت القوات الموالية للحكومة المدعومة من بعثة الأمم المتحدة برئاسة فائز السراج في إيجاز صحافي قدمته، أمس، إنها خاضت ما وصفته بمعارك شرسة ضد مفخخات وألغام فلول «داعش» المهزومة. ولفتت إلى أنها تقدمت بعد تمهيد بغطاء جوي، وتوغلت في الحي 3 على محورين، تتقدمها سرية الهندسة العسكرية لإزالة الألغام، وتمكنت من السيطرة على أكثر من نصف الحي 3 في مدينة سرت الساحلية التي تقع على بعد 450 كيلومترا شرقي العاصمة الليبية طرابلس.
كما أوضحت أن عناصرها المتمركزة في الحي 1 خاضت اشتباكات كاد العراك يكون فيها بالأيدي، لقرب الخطوط من بعضها، وسيطرت على قرابة 70 في المائة من الحي، مشيرة إلى أن الدواعش نفذوا ما سمته موجة من الانتحار الجماعي، حيث استخدموا 12 سيارة مفخخة في محاولاتهم لصد الهجوم. وأضافت: «تمكنت قواتنا من استعادة جامع قرطبة ورفع الأذان فيه لأول مرة منذ عام، حين سيطر عليه الدواعش في 2015 وأطلقوا عليه اسم (أبو مصعب الزرقاوي)»، مشيرة إلى أن الطيران الليبي، والطيران العسكري الأميركي نفذوا الكثير من الطلعات التي أسهمت في تقدم القوات.
وقال رضا عيسى، أحد المتحدثين باسم عملية «البنيان المرصوص» الحكومية الهادفة إلى استعادة سرت من تنظيم داعش: «تعمل قواتنا على تحصين مكاسبها عبر إعادة التمركز في المناطق التي سيطرت عليها أول من أمس وتمشيطها». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية أن القوات تستعد لشن هجوم جديد على المنطقة التي يتحصن فيها «داعش»، حيث تقوم سرايا الهندسة العسكرية بتأمين إمدادات جديدة لها، بينما تقوم سرايا أخرى بالعمل على جلب إمدادات لوجيستية مختلفة تشمل الجانب العلاجي.
وخسرت القوات الحكومية في معارك أول من أمس 34 من عناصرها، بينما أصيب 185 عنصرا آخر بجروح، وفقا لإحصاءات المستشفى الميداني التابع لهذه القوات في سرت والمستشفى المركزي في مصراتة التي تبعد 200 كيلومتر شرق طرابلس، حيث مركز هذه القوات.
وفقدت هذه القوات نحو 400 من مقاتليها منذ انطلاق عمليتها في 12 مايو (أيار) الماضي لاستعادة مدينة سرت التي سيطر عليها الإرهابيون منتصف العام الماضي، حيث يلقى مقاتلو الحكومة مساندة من الطائرات الأميركية التي شنت منذ الأول من الشهر الحالي بطلب من هذه الحكومة عشرات الغارات مستهدفة مواقع للإرهابيين في سرت.
وفي ظل العدد الكبير من الجرحى، دعا المستشفى الميداني في سرت على صفحته على موقع «فيسبوك» إلى التبرع بالدم «لإنقاذ حياة جريح»، معلنا أن عدد وحدات الدم التي أعطيت للمصابين أمس بلغت نحو 70 وحدة.
ومن المعالم التي استعادتها القوات الحكومية، مسجد قرطبة في الحي رقم 3 الذي أطلق عليه تنظيم داعش اسم الزرقاوي الذي قتل في غارة أميركية في العراق في العام 2006 ينظر إليه على أنه أحد أبرز مؤسسي التنظيم.
وأحرق التنظيم المتطرف مكتبة المسجد في بداية سيطرته على سرت، وقتل فيه شيخا، واستخدم ساحته في «عمليات تنكيل وإعدام عدد من أهالي سرت على يد العصابة الظالمة»، بحسب المركز الإعلامى لعملية (البنيان المرصوص) الذي نشر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صورة للمسجد، وقد طليت أبوابه الثلاثة باللون الأسود، وعلقت فوقها لافتة كبيرة سوداء كتب عليها «مسجد الشيخ أبي مصعب الزرقاوي تقبله الله».
كما نشر المركز صورا لأسلحة قال إنه عثر عليها خلال المعارك وبينها قذائف صاروخية، وصورا لجثث أشخاص مسلحين قال إنها تعود إلى عناصر للتنظيم.



مصر والأردن يطالبان بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

مصر والأردن يطالبان بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القاهرة (الرئاسة المصرية)

طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط، كما جدد الزعيمان «رفضهما المطلق» لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

واستقبل السيسي، الاثنين، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، في القاهرة، حيث عقدا جلسة مباحثات مغلقة ثنائية، أعقبها عقد جلسة موسعة بمشاركة وفدي البلدين.

السيسي مستقبلاً العاهل الأردني بالقاهرة (الرئاسة المصرية)

تناولت المباحثات، وفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، الأوضاع الإقليمية، وجهود تنسيق المواقف، خاصة فيما يتعلق بالتطورات في الأرض الفلسطينية، وأكد الزعيمان ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط.

وذكر المتحدث، في بيان، أن الزعيمين أكدا «الرفض المطلق لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ومحاولات القضاء على حل الدولتين أو المماطلة في التوصل إليه»، مشددين على أن «إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هي الضمان الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط».

جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين (الرئاسة المصرية)

وإلى جانب القضية الفلسطينية، تناولت المباحثات تطورات الوضع في سوريا، وشدّد الزعيمان على «أهمية دعم الدولة السورية، خاصة مع عضوية مصر والأردن في لجنة الاتصال العربية المعنية بسوريا، وضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأمن شعبها الشقيق، وأهمية بدء عملية سياسية شاملة لا تُقصي طرفاً، وتشمل مكونات وأطياف الشعب السوري كافة»، حسب البيان.

وناقش الزعيمان الأوضاع في لبنان، وأكدا «الترحيب باتفاق وقف إطلاق النار، وضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، وحرصهما على أمن وسيادة واستقرار لبنان، ورفضهما لأي اعتداء عليه، وضرورة تحلي الأطراف كافة بالمسؤولية لوقف التصعيد الجاري في المنطقة».

وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء تضمن أيضاً الترحيب بوتيرة التنسيق والتشاور الثنائي بين البلدين، مما يعكس الأهمية البالغة للعلاقات بين مصر والأردن، وتطلُّع الدولتين إلى مواصلة تعزيز أوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات، تلبيةً لطموحات الشعبين الشقيقين.