«فلكنوما بالاس».. قصر في سماء حيدر آباد

شاهد على تاريخ سلالة «النظام» في مدينة اللؤلؤ والسليكون

«فلكنوما بالاس» تحفة معمارية نادرة
«فلكنوما بالاس» تحفة معمارية نادرة
TT

«فلكنوما بالاس».. قصر في سماء حيدر آباد

«فلكنوما بالاس» تحفة معمارية نادرة
«فلكنوما بالاس» تحفة معمارية نادرة

في الماضي كانت معروفة بمدينة اللؤلؤ، شبهها البعض بأميرة هندية أنيقة ترتدي الحلي الأثرية الفريدة، نسبة لما تزخر به من جواهر وثراء، احتلت صفحات كثيرة من كتب التاريخ، وعايشت قرنين من الازدهار والابتكار وأصبحت اليوم من أشهر مدن العالم من حيث التكنولوجيا. مدينة هندية تمزج ما بين غنى التاريخ والآثار والتكنولوجيا الحديثة، لتحمل لقبا جديدا يحول اسمها من «حيدر آباد» إلى «سايبر آباد» أو مدينة السليكون الجديدة في الهند بالإشارة إلى انتشار مراكز التكنولوجيا والطب فيها.
بعد رحلة قصيرة على متن خطوط «إنديغو» الهندية للرحلات الداخلية، استغرقت نحو الساعة من مومباي إلى مطار حيدر آباد، هبطت الطائرة على مدرج تحيط به الخضرة، لا يتقاسم مع مدرج مطار مومباي أي صفة، طبيعة مختلفة، التكنولوجيا واضحة في تلك المدينة الذكية، تبدأ من خدمات المطار. بثوان كثيرة تكون قد وصلت الحقائب، خدمة فريدة للمساعدة على حمل الأمتعة، فلا حاجة للتخمين والشعور بالإحراج في حال لم تكن تحمل عملة البلد للدفع للحمال، يكفي أن تشير إلى عامل يحمل ماكينة إلكترونية بيدك لتخطره بأنك بحاجة لمساعدة، تدفع عبر بطاقة الائتمان وتحصل على وصل، والخدمة تنتهي عند وصولك إلى السيارة التي ستقلك إلى مكان إقامتك.
وجهتنا كانت قصر «فلكنوما بالاس» Falaknuma Palace الواقع في القسم الجنوبي في حيدر آباد القديمة، حيث تنتشر المساجد الأثرية والمتاحف والمعالم التاريخية المعروفة عالميا بما فيها القصر نفسه الذي اخترناه ليكون مكان إقامتنا بعدها أصبح فندقا مميزا تديره شركة «تاج» الهندية التي تدير وتملك بعضا من أهم الفنادق المميزة وغالبيتها كانت قصورا في الماضي وفتحت أبوابها اليوم أمام ذواقة السفر.

* الطريق إلى القصر

* الطريق الذي يربط المطار بحيدر آباد القديمة، معبد وسهل، ولكن ما إن تصل إلى مشارف المدينة الأثرية تتبدل وتيرة الطريق، ويتحول الهدوء الذي تسوره الجبال وتحده السماء الزرقاء الصافية إلى صخب وزحمة، فالمشهد أشبه بدخولك من باب واسع يفصل عالمين مختلفين تماما، فيقل عدد السيارات ويكثر عدد الدراجات الهوائية والريكشو أو الريكاشة الهندية وهي عبارة عن دراجة نارية مجهزة بعربة صغيرة بالخلف تتسع لأربعة أشخاص، ولكن أنا لا أبالغ إذا نقلت إليك الصورة الحقيقية وأكدت لك بأنني رأيت أكثر من 10 أشخاص يركبون إلى جنب السائق وخلفه، ولكن أرجوك لا تسألني كيف؟
المسافة قصيرة نسبيا، إلا أن زحمة السير الخانقة تجعل التنقل من نقطة إلى أخرى وكأنها بعيدة وتستغرق الكثير من الوقت، بمجرد أن تصل إلى المدينة القديمة، تشعر بالأجواء العربية والمسلمة، مساجد جميلة منتشرة في جميع أنحاء المدينة، لافتات باللغة العربية، موسيقى عربية تصدح من بعض المحلات، ومقاه للشيشة ومطاعم تبيع المأكولات الحلال، وبما أن حيدر آباد هي وكما قلت في مستهل الموضوع مدينة تجمع ما بين تاريخ حافل وحاضر تكنولوجي بحت، فمرة أخرى فاجأتنا هذه المدينة الجذابة عندما وصلنا إلى باب القصر، الإجراءات الأمنية صارمة ولا تهاون بها، بعد التأكد من الأسماء ووجود حجز في القصر، يرحب بك العاملون ويفتحون الحاجز الحديدي، لتصل إلى نقطة تفتيش أخرى، وهنا تنتهي الرحلة بالسيارة، وتعود بك عقارب الزمن إلى الوراء عندما ترى عربة تجرها الأحصنة، يقودها حوثي أنيق بلباس هندي جميل بانتظارك ومظلة في الخلف لتقيك أشعة الشمس، وشعار القصر على باب العربة، لتنقلك إلى مبنى القصر، فستشعر وكأنك من عائلة سلالة النظام التي تملك القصر الذي توالى على العيش فيه عدد من «نظام» أي حكام حيدر آباد على مر السنين إلى أن قررت الأميرة التركية الأصل إيزرا زوجة نظام حيدر آباد الثامن الأمير مكرم جاه وهي تابعة لسلالة آصف جاه الحاكمة، بأن تحول القصر إلى فندق تديره شركة «تاج» ولا تزال تملك فيه جناحا يضم ست غرف خاصة بها تنزل به عند زيارتها المدينة.

* استقبال ملكي

* الوصول إلى القصر أشبه بالمهرجان، فهناك طقوس تطبق يوميا عند وصول ضيوف جدد، تقف عربة الأحصنة أمام مبنى عملاق بمدخل مهيب وسلمين متوازيين يقفان وجها لوجه، تترجل من العربة ليقودك حارس القصر ويحمل بيده عصا وبرأسها شعار النظام من الذهب، يقودك إلى الطابق الأولى، وما أن تطأ قدمك السلم حتى تنهمر عليك أوراق الزهور المعطرة، وعند المدخل تزين إحدى المضيفات عنقك بعقد من الياسمين وترش عليك ماء الورد، وقبل دخولك القصر، لن تستطيع مقاومة إلقاء نظرة سريعة على حيدر آباد الوادعة عند أقدام القصر، حرفيا.

* القصر والأميرة

* «فلكنوما» تعبير باللغة الهندية المحلية وتعني الكلمة «مرآة السماء»، والقصر يتميز بموقع يعلو عن المدينة بألفي متر، فيتخيل إليك وكأنه معلق في السماء، لذا ألحت الأميرة إيزرا على الحصول على اللون الأزرق الحقيقي للسماء، لصبغ المبنى بالدهان من الخارج حتى يتناسب مع لون السماء ويبقى جزءا منها ومرآة لها، وهكذا حصل، فتروي لنا مديرة العلاقات العامة مامتا، القصة وتقول بأن الأميرة إيزرا ملمة جدا بالديكور الداخلي فهي خريجة كلية الهندسة، ولعبت دورا مهما في عملية ترميم الفندق قبل افتتاحه عام 2010، وكان لها الرأي الأول والأخير في اختيار الديكورات والألوان، وتضيف مامتا، وهذا الأمر بديهي لأن القصر هو قصرها ومنزلها الخاص، فهي تملك الكثير من الذكريات في ذلك المكان وليس من السهل تغيير تاريخ المكان وتحويله إلى شيء آخر لا يشبهه ولا يتناسب مع رقي تاريخه والأسماء التي نزلت به، فالمعروف عن النظام الثامن الأمير مكرم جاه زوج الأميرة إيزرا أنه اجتماعي جدا وكان يستقبل السياسيين والمشاهير من شتى أنحاء العالم كضيوف في القصر.
يضم القصر أجنحة رائعة من حيث الديكور، لأنها لا تزال تحافظ على النمط الملكي، فالمبنى الرئيس للقصر يضم أكبر غرفة يشم في العالم، فيها الخزائن الأصلية التي كانت توضع بها الأحجار الكريمة، وما يميز المبنى هو إطلالته الهائلة على المدينة، والشرفة الواسعة والأرضية المزينة برسوم الفسيفساء، وسلم من الخشب الداكن تزينه اللوحات التابعة لأمراء النظام في حيدر آباد.
وفي الحديقة الخلفية، مشهد مفتوح يمتد في أفق قريب ينتهي به المطاف في مبنى أصغر حجما، يضم المطاعم، وهناك مبنى مطل على الحديقة أيضا، يضم الأجنحة التي كانت في السابق غرفا لضيوف النظام وعائلته.
في غرف الفنادق غالبا ما تقوم الفنادق، بلعب شريط فيديو على التلفاز في الغرفة يعرفك على الفندق وما يضمه من مرافق، ومن تجربة شخصية، وبعد نحو دقيقتين من الوقت، تقلب القناة إلى شيء ينسيك الموسيقى التي تصبح مزعجة بعد فترة، ولكن الشريط الذي يعرض في أجنحة القصر، هو قصة حقيقية ترويها الأميرة إيزرا، وأناس عايشوا النظام وسكنوا في القصر قبل تحوله إلى فندق، فلم أستطع تغيير القناة قبل انتهاء الفيلم بالكامل، المعلومات أكثر من رائعة تحكي عن تاريخ المدينة وحب الأميرة إيزرا لها، وعن سلالة النظام في حيدر آباد المدينة التي تعتبر أكبر مقاطعة للأمراء في الهند قبل حصول البلاد على استقلالها، وحكم «النظام» في أواسط القرن العشرين وكان حينها أغنى رجل في العالم. وكانت حيدر آباد تملك جيشا خاصا بها وشركة طيران وشركة اتصالات وشركة مواصلات وقطارات وشركة بريد وإذاعة منذ عام 1947.
كما يوجد في حيدر آباد 18 ملعبا للبولو، وهذا أكبر عدد للملاعب في الهند، كما توجد فيها أكبر وديعة للماس في العالم. وتشتهر أيضا بتجارة اللؤلؤ والأحجار الكريمة، وفي مناسبة أخيرة ظهرت كيت مدلتون دوقة كمبردج وهي ترتدي عقدا من الماس استعارته من الملكة إليزابيث التي تلقته كهدية من نظام حيدر آباد عام 1947.
ويضم القصر أيضا غرفة طعام هي الأكبر في العالم، تتسع لمائة شخص، الكراسي منحوتة من خشب الورد ومغلفة بالجلد أخضر اللون ويبلغ طول الطاولة 108 أقدام، وكل الأواني على الطاولة من الذهب والكريستال.
كم يضم القصر مكتبة مطابقة لتلك الموجودة في قصر ويندسور في بريطانيا وفيها تجد واحدة من أندر نسخ القرآن الكريم في الهند.
ومن مزايا القصر أيضا، سقوفية غرفة استقبال كبار الشخصيات، المصنوعة من لوحات من الجص يبلغ وزنها طنين تم حفرها باليد وتعتبر فريدة من نوعها في العالم أجمع.
وفي القصر غرفة مخصصة للبلياردو، صممتها شركة «باراز إند واتس» الإنجليزية، وهي إحدى الطاولتين اللتين صممتهما الشركة، واحدة موجودة في فلكنوما والأخرى في قصر باكنغهام في لندن.
ويضم القصر أكبر مجموعة للثريات الفينيسية من الكريستال الخالص، وهي روعة في الجمال.
الجو العام في القصر، فيه نفحة فرنسية وحقبة الباروك والأرت ديكو، فهو مزيج من أجمل الفنون مجتمعة.

* شيء لا بد منه

* تشتهر حيدر آباد بمطبخها وتعدد أطباقه ونكهاته، ويعتبر البرياني الطبق الأشهر في المدينة، وهو يتميز بمذاق لا يمكن أن تجده إلا في حيدر آباد، وبالتحديد في مطاعم القصر، مثل مطعم «أدآ} و{غول بانغالو» الذي يقصده الزوار من خارج القصر أيضا لشهرته بتقديم ألذ الأطباق الهندية والمتوسطية ويتميز بإطلالة خلابة على المدينة.
كما يشتهر القصر بتقدم الشاي على الطريقة الإنجليزية بنكهة هندية في غرفة اليشم «جايد روم» أو على الشرفة المطلة على المدينة، المأكولات لذيذة جدا لأنها تعكس المطبخ الهندي من حيث البهارات ولكنها تقدم في قالب إنجليزي مع تشكيلة واسعة من الشاي الهندي.

* بركة سباحة

* يضم القصر بركة سباحة خارجية مفتوحة أمام الزوار، كما يضم جناح النظام الأكبر في القصر بركة سباحة خارجية خاصة به.

* مركز صحي

* تم تحويل قسم من المبنى إلى مركز صحي أطلق عليه اسم «جيفا سبا» ويقدم الكثير من العلاجات، الكثير منها علاجات هندية مفيدة للصحة إضافة إلى كونها مصممة لتقديم أكبر قدر من الاسترخاء للضيف.

* ميزة فريدة

* عند وصولك إلى القصر، يقوم مصور محترف بالتقاط صورة تذكارية للضيف أمام القصر، وعند مغادرتك، يقدم إليك فريق العمل الصورة في إطار يحمل شعار واسم القصر هذه الفكرة تتبعها جميع فنادق تاج حول العالم، وفي المرة الثانية التي تزور بها الفندق تجد صورتك موضوعة في غرفتك، وأظن بأنها فكرة جميلة لأنك ستشعر تلقائيا بالعناية بالتفاصيل وستشعر وكأنك في منزلك.

* أفضل هدية

* أهم ما يمكن أن تشتريه من حيدر آباد القديمة، الأساور واللؤلؤ، والزخارف والبهارات، المفاصلة ضرورية وقد يكون أفضل مكان لبيع الأساور هو محل «نعيم» في «لاد بازار»، ولشراء اللؤلؤ أنصحك بزيارة محلات «رام براد وأبناؤه» في شارع شاركمان، ومن الممكن تصميم ما يحلو لك من موديلات بأسعار مقبولة جدا، كما توجد محلات تبيع الزخارف والمطرزات للألبسة وعرفنا بأن أهم مصممي العالم يشترون تلك المزخرفات من محلات حيدر آباد القديمة.
للمزيد من المعلومات: www.tajhotels.com
للتنقل يمكنك الاتصال بشركة ashoka dream holidays و tamariad tours



«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
TT

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد»، إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست»، يحتوي متحف بريطاني يعرض حيثيات أشهر الجرائم الأكثر إثارة للرعب على بعض من أكثر القطع الأثرية إزعاجاً والتي تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتشعرك بأحلك اللحظات في التاريخ.

ويعتبر «متحف الجريمة» (المتحف الأسود سابقاً) عبارة عن مجموعة من التذكارات المناطة بالجرائم المحفوظة في (نيو سكوتلاند يارد)، المقر الرئيسي لشرطة العاصمة في لندن، بإنجلترا.

مقتنيات استحوذ عليها المتحف من المزادات والتبرعات (متحف الجريمة)

وكان المتحف معروفاً باسم «المتحف الأسود» حتى أوائل القرن الحادي والعشرين، وقد ظهر المتحف إلى حيز الوجود في سكوتلاند يارد في عام 1874. نتيجة لحفظ ممتلكات السجناء التي تم جمعها بعد إقرار قانون المصادرة لعام 1870 وكان المقصود منه مساعدة عناصر الشرطة في دراستهم للجريمة والمجرمين. كما كان المتحف في البداية غير رسمي، لكنه أصبح متحفاً رسمياً خاصاً بحلول عام 1875. لم يكن مفتوحاً أمام الزوار والعموم، واقتصر استخدامه كأداة تعليمية لمجندي الشرطة، ولم يكن متاحاً الوصول إليه إلا من قبل المشاركين في المسائل القانونية وأفراد العائلة المالكة وغيرهم من كبار الشخصيات، حسب موقع المتحف.

جانب من القاعة التي تعرض فيها أدوات القتل الحقيقية (متحف الجريمة)

ويعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة معروضة، كل منها في درجة حرارة ثابتة تبلغ 17 درجة مئوية. وتشمل هذه المجموعات التاريخية والمصنوعات اليدوية الحديثة، بما في ذلك مجموعة كبيرة من الأسلحة (بعضها علني، وبعضها مخفي، وجميعها استخدمت في جرائم القتل أو الاعتداءات الخطيرة في لندن)، وبنادق على شكل مظلات والعديد من السيوف والعصي.

مبنى سكوتلاند يارد في لندن (متحف الجريمة)

يحتوي المتحف أيضاً على مجموعة مختارة من المشانق بما في ذلك تلك المستخدمة لتنفيذ آخر عملية إعدام على الإطلاق في المملكة المتحدة، وأقنعة الموت المصنوعة للمجرمين الذين تم إعدامهم في سجن «نيوغيت» وتم الحصول عليها في عام 1902 عند إغلاق السجن.

وهناك أيضاً معروضات من الحالات الشهيرة التي تتضمن متعلقات تشارلي بيس ورسائل يُزعم أن جاك السفاح كتبها، رغم أن رسالة من الجحيم سيئة السمعة ليست جزءاً من المجموعة. وفي الداخل، يمكن للزوار رؤية الحمام الذي استخدمه القاتل المأجور جون تشايلدز لتمزيق أوصال ضحاياه، وجمجمة القاتل والمغتصب «لويس ليفيفر»، والحبل الذي استخدم لشنق المجرمين. وقال جويل غريغز مدير المتحف لـ«الشرق الأوسط» إن المتحف هو بمثابة واقع وجزء من التاريخ، مضيفاً: «لا أعتقد أنه يمكنك التغاضي عن الأمر والتظاهر بأن مثل هذه الأشياء لا تحدث. هناك أشخاص سيئون للغاية».

وقال جويل إنه لا يريد الاستخفاف بالرعب، وقال إنهم حاولوا تقديم المعروضات بطريقة لطيفة، وأضاف: «عندما أنظر إلى مجلات الجريمة في المحلات التجارية، فإنها تبدو مثل مجلات المسلسلات ومجلات المشاهير، لذلك يُنظر إليها على أنها نوع من الترفيه بطريقة مماثلة».

وتُعرض البراميل الحمضية الأسيدية المستخدمة من قبل جون جورج هاي، والمعروف باسم قاتل الحمامات الحمضية، في كهف خافت الإضاءة. وهو قاتل إنجليزي أدين بقتل 6 أشخاص، رغم أنه ادعى أنه قتل 9. وفي مكان آخر، يمكن للزوار مشاهدة رسائل حب كان قد أرسلها القاتل الأميركي ريتشارد راميريز إلى مؤلفة بريطانية تدعى ريكي توماس، وكان يعرف راميريز باسم «المطارد الليلي»، لسكان كاليفورنيا بين عامي 1984 و1985 وأدين بـ13 جريمة قتل وسلسلة من اقتحام المنازل والتشويه والاغتصاب. وكشفت ريكي، التي كتبت عدداً من الكتب الأكثر مبيعاً عن القتلة المحترفين، أنها اتصلت بالقاتل في مرحلة صعبة من حياتها وشعرت بجاذبية جسدية قوية ناحيته. ووصفت رسالتها الأولى إلى راميريز بأنها «لحظة جنون». وقالت في حديثها إلى صحيفة «سوسكس بريس» المحلية: «كان رجلاً جيد المظهر، لكنني لم أشعر قط بأنني واحدة من معجباته». وقررت المؤلفة التبرع بالرسائل للمتحف عام 2017 لإعطاء فكرة عن عقلية الوحش.

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يعرض متحف الجريمة أيضاً السراويل البيضاء التي كانت ترتديها القاتلة روز ويست، والتي تم شراؤها بمبلغ 2500 جنيه إسترليني في المزاد. وحصل على تلك السراويل ضابط سجن سابق كان يعمل في برونزفيلد، حيث سجنت ويست لمدة 4 سنوات حتى عام 2008. وقامت روزماري ويست وزوجها فريد بتعذيب وقتل ما لا يقل عن 10 فتيات بريطانيات بين عامي 1967 و1987 في غلوسترشير. واتهم فريد بارتكاب 12 جريمة قتل، لكنه انتحر في السجن عام 1995 عن عمر 53 عاماً قبل محاكمته. وقد أدينت روز بارتكاب 10 جرائم قتل في نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 وهي تقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة.

يعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة (متحف الجريمة)

تم التبرع بمعظم القطع الأثرية للمتحف، وقام أيضاً جويل بشراء الكثير منها في مزادات علنية.

في مكان آخر في المتحف المخيف يمكن للزوار رؤية السرير الحقيقي للموت بالحقنة القاتلة والقراءة عن الضحايا والمشتبه بهم الذين لهم صلة بجاك السفاح بين عامي 1878 إلى 1898.

الأسلحة التي استخدمت في الجريمة (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يضم المتحف قفازات الملاكمة التي تحمل توقيع رونالد وريجينالد كراي، والمعروفين أيضاً باسم «التوأم كراي». كان روني وريجي المخيفان يديران الجريمة المنظمة في منطقة إيست إند في لندن خلال الخمسينات والستينات قبل أن يسجن كل منهما على حدة في عام 1969 ثم انتقل كلاهما إلى سجن باركهرست شديد الحراسة في أوائل السبعينات. وتوفي روني في نهاية المطاف في برودمور عام 1995، عن عمر 62 عاماً. في أغسطس (آب) 2000. تم تشخيص ريجي بسرطان المثانة غير القابل للجراحة، وتوفي عن 66 عاماً بعد وقت قصير من الإفراج عنه من السجن لأسباب إنسانية.