رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان التركي: نصف جنرالات الجيش أقيلوا

إشلر قال لـ «الشرق الأوسط» إن تغييرات كبيرة في الاستخبارات ستحدث.. والشعب التركي لن يسمح بانقلابات بعد اليوم

إشلر («الشرق الأوسط»)
إشلر («الشرق الأوسط»)
TT

رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان التركي: نصف جنرالات الجيش أقيلوا

إشلر («الشرق الأوسط»)
إشلر («الشرق الأوسط»)

أكد رئيس لجنة الاستخبارات والدفاع والأمن في البرلمان التركي أمر الله إشلر أن بلاده استوعبت «الصدمة الأولى» جراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت منتصف يوليو (تموز) الماضي، كاشفا عن توجه لإجراء تعديلات في بنية الاستخبارات التركية بعد فشلها في توقع هذا الانقلاب.
وكشف إشلر في حوار مع «الشرق الأوسط» أن أكثر من نصف جنرالات الجيش التركي طردوا أو أقيلوا من مناصبهم القيادية، مشددا على أن عملية إعادة بناء الهرمية القيادية في المؤسسة العسكرية مستمرة حتى تحويل الجيش التركي إلى «جيش ديمقراطي». ورأى أن جزءا من تنظيم «الدولة الموازية» (جماعة الداعية فتح الله غولن) موجود في تركيا لكن الرأس في الولايات المتحدة وأغصانه في أفريقيا وآسيا.
* هل كنتم تتوقعون حصول محاولة انقلاب في تركيا؟
- في الحقيقة كانت الليلة مفاجئة، لم يتوقع أحد هذه المحاولة. عندما سمعت الخبر أردت أن أتأكد منه، فأجريت بعض الاتصالات وتأكدت، لكن كان ضميري مرتاحا جدا على الرغم من أن بعض عناصر الجيش خرجوا بالشوارع بالدبابات وقطعوا بعض الطرق خاصة في أنقرة وإسطنبول، لكن الشوارع كانت مكتظّة بالناس والسيارات. بعدما تأكدت من الخبر اتصلت برئيس الوزراء الذي أكد لي بدوره حصول محاولة انقلاب، وبعد ذلك قلت: سأتوجه إلى مقر مجلس الوزراء، وكان رئيس الوزراء خارج أنقرة في إسطنبول ويحاول أن يأتي إلى أنقرة عبر طريق البر.
* لماذا كان ضميرك مرتاحا؟
- كنت مرتاحا جدا لأني كنت متأكدا من أن هذه المحاولة ستفشل بإذن الله. وبعد ساعات فشلت، لكن لأول مرة شاهدنا بأن البرلمان يُقصف ومقر رئاسة الجمهورية يُقصف، وأيضا يقصفون الناس بالشوارع من المروحيات. تركيا لديها تجربة مع الانقلابات، هناك 4 انقلابات ماضية لكن لم نر في يوم من الأيام أن الطائرات الحربية التي اشتريت بأموال الشعب، تأتي وتحلق فوق الشعب وتقصفه في الشوارع والميادين أو داخل البرلمان للأسف. الشعب التركي سجل التاريخ وانتصرت إرادة الشعب على محاولة الانقلابيين وإرادتهم، لذلك تركيا قدمت نموذجا بكيفية إفشال محاولات الانقلاب في أي دولة. هناك حديث شريف يقول: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده (وهذه المرحلة الأولى وأحسن مرحلة أو مرتبة) فإن لم يستطع فبلسانه (وهذه المرحلة الثانية) وإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان». حين نطبّق هذا الحديث على تاريخ الانقلابات في تركيا، نرى أن الشعب التركي عاش هذه المراحل. ففي عام 1960 كانت محاولة تغيير المنكر بالقلب فقط، لم يستطع أحد أن يتكلم ولا ينزل في الشوارع ويقاوم العسكر والانقلابيين، فكانت محاولة تغيير المنكر بالقلب بأضعف الإيمان، ولكن حينما وصلنا إلى عام 1997 كانت هناك محاولة أيضا لكن كان هناك مقاومة باللسان، فكانت الناس والسياسيون والمجتمعات المدنية كانوا يعترضون على القيام بالانقلاب ورفضوه، ولكن كانت المقاومة باللسان لم تأت بنتيجة، ونتيجة هذه المحاولات سقط الحكومة وتغيرت، لكن هذه المرة نرى أن الشعب التركي غير المنكر بيده واستخدم قوته ووقف أمام الدبابات وقاوم الطائرات الحربية والمروحيات، وانتصرت إرادة الشعب على الانقلابيين. أنا أصف الانقلاب بأنه سرقة إرادة الشعب، والشعب لم يسمح في تركيا هذه المرة بسرقة إرادته فحافظ على ديمقراطيته وإرادته.
* هل كنا أمام خطر حرب أهلية لو نجح الانقلاب؟
في الحقيقة هناك مؤامرات ضد تركيا منذ أكثر من 3 سنوات وكل هذه المؤامرات تستهدف حصول حرب أهلية في تركيا، ربما لو نجحت هذه المحاولة أيضا ربما كانت نتيجتها كذلك، لأن الشعب يرفض فسيتحول هذا الأمر إلى حرب أهلية معنى ذلك حدوث دمار ونزيف دم، وهم خططوا لإراقة الدماء ربما آلاف أو عشرات الآلاف، لأنهم تلقوا التعليمات بهذا الشكل، فلذلك نتيجة هذه التعليمات قصفوا من الطائرات. هذا شيء غير مقبول ولا أحد يستطيع أن يتخيل مثل هذه الأمور وربما كانوا يستهدفون حربا أهلية وهناك قوى دائما تخطط وتحاول ولكن كل مرة الشعب التركي والحكومة التركية والإدارة التركية ومواقف (رئيس الجمهورية رجب طيب إردوغان) تُفشل كل هذه المحاولات منذ 3 سنوات. ولو استمروا في المؤامرة ضد تركيا أنا أرى أن مؤامراتهم ستكون فاشلة من الآن.
* هل جرت مراجعة لأداء الأجهزة الأمنية والاستخبارات؟ هل كان هناك تقصير في عدم معرفة ما جرى؟
- طبعا كان هناك تقصير، أعلن رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في لقاءاته التلفزيونية، وأشار إلى هذه النقطة، لذلك هناك إعادة للنظر لجهاز الاستخبارات، ورئيس الجمهورية أعلن ورئيس الحكومة أيضا بأن هناك إعادة نظر بتنظيم الجهاز الاستخباراتي، فالأيام القادمة نتوقع تغييرا في هذا الجهاز.
* هل التغيير سيشمل بنية الجهاز؟
- نعم بنية الجهاز وطريقة عمله لا بد من إعادة النظر بها.
* الجيش كيف يتم التعاطي معه حاليا؟ وكيف سيتم التعاطي معه مستقبلاً بعد الذي جرى؟
- طبعًا، هذه المحاولة كانت إساءة للجيش التركي الذي هو جيش هذا الوطن وهذا الشعب. لذلك رئيس الأركان وكل القادة، البرية والجوية والبحرية كلهم استنكروا هذه المحاولة فنحن السياسيين حينما ألقينا الكلمات والخطابات بالميادين قلنا إن هذا الجيش جيشنا والذي قام بالعمل هذا هي مجموعة صغيرة من داخل الجيش. لذلك انطلاقا من هذه الظاهرة لا نلوم الجيش بأكمله لأن هذا الجيش وطني ولا بد أن نحافظ عليه، لأنه من دون جيش قوي تركيا لا تستطيع أن تحافظ على أمنها بالمنطقة وبهذه المرحلة خاصة.
الآن الحكومة تعيد النظر في الجيش وأدائه لذلك أصدرنا بعض القرارات المتعلقة بالجيش، القوات كلها أصبحت تابعة لوزارة الدفاع وكانت في الماضي تابعة مباشرة لرئاسة الأركان، أما الآن، فرئيس الأركان تابع لرئيس الجمهورية مباشرة فيما القوات كلها البحرية والجوية والبرية أصبحت تابعة لوزارة الدفاع وأصبح دور وزير الدفاع ووزارته رائدا أكثر. أما قوات الدرك فقد أصبحت تابعة لوزارة الداخلية. وأعدنا تشكيل مجلس الشورى العسكري فباتت أكثرية أعضاء الشورى العسكري من المدنيين. رئيس الوزراء كان يحضر في هذا مجلس الشورى ووزير الدفاع فقط، أما الآن فقد غيرنا المعادلة وقلنا إن رئيس الوزراء ونوابه الخمسة، ووزير الدفاع والداخلية والخارجية والعدل.
* كيف تؤثر عمليات الإقالة على تركيبة الجيش وأدائه؟
- تركيا واجهت خطرا كبيرا جدا، عدد الجنرالات المطرودين أكثر من ثلث الجنرالات في الجيش. وعموما، فإن نحو نصف الجنرالات طردوا أو أقيلوا من مناصبهم القيادية. كان عدد الجنرالات في الجيش نحو 360 وانخفض إلى مائتي جنرال، وهذا العدد كاف، في الماضي كان العدد كبيرا جدا.
تم طرد المنتمين إلى هذا التنظيم الإرهابي، وصحيح أن الجيش تأثر من ذلك، إلا أنه يعاد تنظيمه من جديد ولم يفقد شيئا من قوته، على الرغم من أن سمعة الجيش تأثرت سلبا، ونحن نحاول أن نجعل سمعة الجيش كما كانت في الماضي، والشعب التركي برمّته يحب الجيش والعسكر، وهذه النظرات المشككة ستزول قريبا.
* ماذا عن المدارس العسكرية التي تم تعديل فيها؟
- المدارس العسكرية والكليات الحربية الآن أغلقت، وأيضا عملنا الشيء نفسه فيما يخص مدارس الشرطة وأكاديميات الشرطة لأن هذا التنظيم تسرب داخل قوات الأمن والجيش. فهم دائما يختارون الطلبة، ووزير الدفاع قال إن 95 في المائة من كليات الطلبة في الكليات الحربية هي تنتمي إلى هذا التنظيم، الخطير جدا والسري جدا، وبما أننا لا نستطيع أن نختار 5 في المائة ونطرد الآخرين فالطلبة الذين تخرجوا هذه السنة لن يلتحقوا بالجيش ولكن يحصلون على شهادة من جامعات أخرى، وهذا الحق يعاد لهم، فأغلقنا كل المدارس لكي نقلل ونقضي على عناصر وجود هذا التنظيم.
* وكيف ستعوضون هذا النقص؟
- ممكن من خلال التدريب، خلال مدة سنة نستطيع أن نخرج الملازم، والآن نوظف بعض الطلبة طبعا عبر امتحانات ومقابلات أيضا، هذه اللجنة للامتحانات ستنتخب الطلبة الجدد ربما من خريجي الجامعات مثلا 22 أو 23 سنة، يتلقون تدريبا لمدة سنة وهذا ما عملناه في الشرطة. مثلا داخل قوات الأمن أيضا خفضنا عددهم قبل محاولة الانقلاب كان ثلثا حملة الرتب ينتمون لهذا التنظيم، أي هناك 18000 برتبة ضابط، هناك منهم 12000 أي ثلثي ضباط الشرطة فكانت تركيا مهددة وما زالت تواجه خطرا كبيرا، لذلك اضطررنا لاتخاذ هذه القرارات الصارمة والحاسمة، والآن تم طردهم من داخل قوات الأمن وقوات الجيش ربما هناك عناصر أو خلايا نائمة، ولكن مع الوقت نقضي عليها. وهناك ادعاء أن هذا التنظيم لم يشرك 30 في المائة من عناصره في هذه المحاولة، وأنا أؤمن بهذا الادعاء، وجعلهم خلايا نائمة فمن الصعب أن تجد أي علاقة بشخص بمثل هؤلاء الناس مع هذا التنظيم يخفون أنفسهم أيضا، تنظيم سري ربما الوالد أو الوالدة لا يعرفون أن ولدهم ينتمي إلى هذا التنظيم، تأتينا بعض المعلومات الكل يتحير بإنسان لا تتصور أنه من داخل هذا التنظيم.
اكتشف جهاز المخابرات أن هناك شبكة اتصالات خاصة مشفرة، يستعمل عناصر هذا التنظيم فيما بينهم شبكة الاتصالات هذه، ولكن كله بالشيفرة. وقبل هذه المحاولة بأسبوع اكتشف جهاز المخابرات بأن هناك مجموعة كبيرة بلغ عددهم نحو 52 ألفا استعملوا شبكة الاتصالات هذه. بناء على ذلك قدمت اللوائح إلى الدوائر الحكومية وتم طردهم من الوظائف الحكومية سواء في الجيش وفي الأمن وفي وزارة التربية وفي وزارة المواصلات، والجامعات.
* ماذا عن القضاء العسكري؟
القضاء العسكري تم تقييد صلاحياته فقط بالأمور العسكرية فقط، الآن الجيش أصبح أكثر ديمقراطية كما في الدول الديمقراطية الأخرى بالدول الأوروبية. ربما ضارة نافعة، بل أصبحت هذه الضارة أكثر نفعا لتركيا، ولا بد أن نستغل هذا الظرف الجديد بالإدارة الحكيمة والرشيدة، واستفدنا خلال هذا الشهر، والاعتصامات بالشوارع والميادين كان لها تأثير إيجابي على مشاعر الشعب.
الكل يشعر بوطنيته يحب العلم ويحب أن يحافظ على وحدته، الناس لم تسمح للعسكر بإلحاق ضرر لمكاسبها التي اكتسبتها بالسنوات الأخيرة، لو نجح الانقلاب لكانت تركيا تراجعت إلى ما قبل 30 إلى 50 سنة. هذه ليست محاولة انقلاب بل انتحار في الوقت نفسه ولكن في الحقيقة الذين دبروا هذه المحاولة كانوا ينوون الاستيلاء على تركيا، ولو نجح الانقلابيون لضيعت تركيا استقلالها.
* كيف تنظرون إلى الاتهامات التي وجهت للولايات المتحدة بالضلوع في دعم الانقلاب؟
- رأس هذا التنظيم يقيم في أميركا، له علاقة بالأميركيين وله علاقة بإسرائيل، فالصورة واضحة لصالح من، ولدينا تجارب بأنه لا يمكن القيام بانقلاب من دون دعم خارجي. وهذا التنظيم جزء منه في تركيا لكن أغصانه ورأسه في أميركا وأغصانه في أفريقيا والبلقان وآسيا الوسطى. هذا التنظيم لا يريد فقط الشر لتركيا بل يريد الشر لكل العالم وأن يدير العالم كله، فهل هذا الواعظ (فتح الله غولن) يستطيع أن يفكر بهذا الشكل؟ أم يوجد وراءه عقل آخر، نحن نقول العقل العلوي، أو الفوقي أو الرأس المدبر.



«اعتقال نتنياهو وغالانت»: التزام أوروبي ورفض أميركي... ومجموعة السبع تدرس الأمر

بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)
TT

«اعتقال نتنياهو وغالانت»: التزام أوروبي ورفض أميركي... ومجموعة السبع تدرس الأمر

بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)

أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم (الجمعة)، أن وزراء خارجية مجموعة السبع سيناقشون خلال اجتماعهم يومي الاثنين والثلاثاء قرب روما، مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، والتي شملت خصوصاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت ميلوني في بيان، إن «الرئاسة الإيطالية لمجموعة السبع تعتزم إدراج هذا الموضوع على جدول أعمال الاجتماع الوزاري المقبل الذي سيعقد في فيوجي بين 25 و26 نوفمبر (تشرين الثاني). وتستهدف مذكرات التوقيف الصادرة يوم الخميس، نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، وقائد الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، محمد الضيف.

وأضافت ميلوني: «هناك نقطة واحدة ثابتة: لا يمكن أن يكون هناك تكافؤ بين مسؤوليات دولة إسرائيل وحركة (حماس) الإرهابية».

رفض أميركي

وندَّد الرئيس الأميركي جو بايدن بشدة، أمس (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر الاعتقال بحق نتنياهو وغالات، وعدّ هذا الإجراء «أمراً شائناً».

وقال بايدن في بيان: «دعوني أكُن واضحاً مرة أخرى: أياً كان ما قد تعنيه ضمناً المحكمة الجنائية الدولية، فلا يوجد تكافؤ بين إسرائيل و(حماس)». وأضاف: «سنقف دوماً إلى جانب إسرائيل ضد التهديدات التي تواجه أمنها».

المجر

بدوره، أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الجمعة، أنه سيدعو نظيره الإسرائيلي إلى المجر في تحدٍ لمذكرة التوقيف الصادرة في حقه.

وقال في مقابلة مع الإذاعة الرسمية: «لا خيار أمامنا سوى تحدي هذا القرار. سأدعو في وقت لاحق اليوم نتنياهو للمجيء إلى المجر، حيث يمكنني أن أضمن له أن قرار المحكمة الجنائية الدولية لن يكون له أي تأثير».

وبحسب أوربان، فإن «القرار وقح ومقنّع بأغراض قضائية لكن له في الحقيقة أغراض سياسية»، ويؤدي إلى «الحط من صدقية القانون الدولي».

الأرجنتين

وعدّت الرئاسة الأرجنتينية أن مذكرتي التوقيف الصادرتين بحق نتنياهو وغالانت، تتجاهلان «حق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها».

وذكر بيان نشره الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي بحسابه على منصة «إكس»، أن «الأرجنتين تعرب عن معارضتها الشديدة لقرار المحكمة الجنائية الدولية الأخير»، الذي يتجاهل «حق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها في مواجهة هجمات مستمرة تشنها منظمات إرهابية مثل (حماس) و(حزب الله)».

وأضاف: «إسرائيل تواجه عدواناً وحشياً، واحتجاز رهائن غير إنساني، وشن هجمات عشوائية على سكانها. إن تجريم دفاع مشروع تمارسه دولة ما مع تجاهل هذه الفظائع هو عمل يشوه روح العدالة الدولية».

الصين

ودعت الصين، الجمعة، المحكمة الجنائية الدولية، إلى «موقف موضوعي وعادل» غداة إصدارها مذكرات التوقيف. وقال لين جيان الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي دوري: «تأمل الصين في أن تحافظ المحكمة الجنائية الدولية على موقف موضوعي وعادل وتمارس صلاحياتها وفقاً للقانون».

بريطانيا

ولمحت الحكومة البريطانية، الجمعة، إلى أن نتنياهو يمكن أن يتعرض للاعتقال إذا سافر إلى المملكة المتحدة.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء كير ستارمر للصحافيين: «هناك آلية قانونية واضحة ينبغي اتباعها. الحكومة كانت دائمة واضحة لجهة أنها ستفي بالتزاماتها القانونية». وأضاف: «ستفي المملكة المتحدة دائماً بالتزاماتها القانونية كما هو منصوص عليه في القوانين المحلية والقانون الدولي»، لكنه رفض الإدلاء برأي محدد في شأن رئيس الوزراء الإسرائيلي.

هولندا

بدورها، نقلت وكالة الأنباء الهولندية (إيه إن بي)، الخميس، عن وزير الخارجية، كاسبار فيلدكامب، قوله إن هولندا مستعدة للتحرّك بناءً على أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحقّ نتنياهو، إذا لزم الأمر.

الاتحاد الأوروبي

وقال مسؤول السياسة الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، خلال مؤتمر صحافي، الخميس، إن جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، ومنها دول أعضاء في الاتحاد، كلها ملزَمة بتنفيذ قرارات المحكمة. وأضاف بوريل: «هذا ليس قراراً سياسياً، بل قرار محكمة. وقرار المحكمة يجب أن يُحترم ويُنفّذ».

وكتب بوريل، في وقت لاحق على منصة «إكس»: «هذه القرارات ملزمة لجميع الدول الأعضاء في نظام روما الأساسي (للمحكمة الجنائية الدولية) الذي يضم جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي».

آيرلندا

كذلك قال رئيس الوزراء الآيرلندي، سيمون هاريس، في بيان: «القرار... خطوة بالغة الأهمية. هذه الاتهامات على أقصى درجة من الخطورة». وأضاف: «آيرلندا تحترم دور المحكمة الجنائية الدولية. ويجب على أي شخص في وضع يسمح له بمساعدتها في أداء عملها الحيوي أن يفعل ذلك الآن على وجه السرعة»، مؤكداً أنه سيتم اعتقال نتنياهو إذا جاء إلى آيرلندا.

إيطاليا

وقال أنطونيو تاياني، وزير الخارجية الإيطالي، إن روما ستدرس مع حلفاء كيفية تفسير القرار واتخاذ إجراء مشترك. وأضاف: «ندعم المحكمة الجنائية الدولية... لا بد أن تؤدي المحكمة دوراً قانونياً، وليس دوراً سياسياً». بينما أكد وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو، أن روما سيتعين عليها اعتقال نتنياهو إذا زار البلاد.

النرويج

أما وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارت أيدي، فقال إنه «من المهم أن تنفذ المحكمة الجنائية الدولية تفويضها بطريقة حكيمة. لديّ ثقة في أن المحكمة ستمضي قدماً في القضية على أساس أعلى معايير المحاكمة العادلة».

السويد

وقالت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمر ستينرغارد، إن استوكهولم تدعم «عمل المحكمة» وتحمي «استقلالها ونزاهتها». وأضافت أن سلطات إنفاذ القانون السويدية هي التي تبتّ في أمر اعتقال الأشخاص الذين أصدرت المحكمة بحقّهم مذكرات اعتقال على أراضٍ سويدية.

كندا

بدوره، قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إن بلاده ستلتزم بكل أحكام المحاكم الدولية، وذلك رداً على سؤال عن أمري الاعتقال بحقّ نتنياهو وغالانت. وأضاف، في مؤتمر صحافي، بثّه التلفزيون: «من المهم حقاً أن يلتزم الجميع بالقانون الدولي... نحن ندافع عن القانون الدولي، وسنلتزم بكل لوائح وأحكام المحاكم الدولية».

تركيا

ووصف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي التوقيف، بأنه «مرحلة بالغة الأهمية».

وكتب فيدان على منصة «إكس»: «هذا القرار مرحلة بالغة الأهمية بهدف إحالة المسؤولين الإسرائيليين الذين ارتكبوا إبادة بحق الفلسطينيين أمام القضاء».

ألمانيا

قال شتيفن هيبشترايت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، الجمعة، إن الحكومة ستدرس بعناية مذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق نتنياهو وغالانت، لكنها لن تخطو خطوات أخرى حتى تكون هناك بالفعل زيارة لألمانيا.

وأضاف هيبشترايت: «أجد صعوبة في تخيل أننا سنجري اعتقالات على هذا الأساس»، مشيراً إلى أنه كان من الضروري توضيح المسائل القانونية المتعلقة بمذكرتي الاعتقال. ولم يحدد ما هي هذه المسائل. ولم يرد على سؤال عما إذا كان نتنياهو محل ترحيب في ألمانيا.

وقال المتحدث إن موقف الحكومة الألمانية بشأن تسليم أسلحة إلى إسرائيل لم يتغير بعد إصدار مذكرتي الاعتقال، ولا يزال خاضعاً لتقييم كل حالة على حدة.

فرنسا

بدوره، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، الخميس، إن ردّ فعل باريس على أمر المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو، سيكون متوافقاً مع مبادئ المحكمة، لكنه رفض الإدلاء بتعليق حول ما إذا كانت فرنسا ستعتقل نتنياهو إذا وصل إليها.

ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول ما إذا كانت فرنسا ستعتقل نتنياهو، قال كريستوف لوموان إن السؤال معقد من الناحية القانونية، مضيفاً: «إنها نقطة معقّدة من الناحية القانونية، لذا لن أعلّق بشأنها اليوم».

أمل فلسطيني

وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا) بأن السلطة الفلسطينية أصدرت بياناً ترحب فيه بقرار المحكمة الجنائية الدولية. وطالبت السلطة جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية وفي الأمم المتحدة بتنفيذ قرار المحكمة. ووصفت القرار بأنه «يعيد الأمل والثقة في القانون الدولي ومؤسساته».

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، أمس (الخميس)، أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بخصوص «جرائم حرب في غزة»، وكذلك القيادي في حركة «حماس» محمد الضيف.

وقالت المحكمة، في بيان، إن هناك «أسباباً منطقية» لاعتقاد أن نتنياهو وغالانت ارتكبا جرائم، موضحة أن «الكشف عن أوامر الاعتقال هذه يصبّ في مصلحة الضحايا».

وأضاف بيان المحكمة الجنائية الدولية أن «قبول إسرائيل باختصاص المحكمة غير ضروري». وأشارت المحكمة الجنائية الدولية إلى أن «جرائم الحرب ضد نتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع سلاح حرب... وكذلك تشمل القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية».