تشاد تطرد 12 دبلوماسيًا ليبيًا.. وطرابلس ترد بإغلاق بعثاتها في إنجامينا

فرنسا تجدد دعمها لحكومة السراج وتدعوه للقاء هولاند

مقاتلون ليبيون في كتائب البنيان المرصوص يعدون أسلحتهم قبل المواجهة ضد مقاتلي {داعش} في الحي رقم اثنين بسرت أمس (رويترز)
مقاتلون ليبيون في كتائب البنيان المرصوص يعدون أسلحتهم قبل المواجهة ضد مقاتلي {داعش} في الحي رقم اثنين بسرت أمس (رويترز)
TT

تشاد تطرد 12 دبلوماسيًا ليبيًا.. وطرابلس ترد بإغلاق بعثاتها في إنجامينا

مقاتلون ليبيون في كتائب البنيان المرصوص يعدون أسلحتهم قبل المواجهة ضد مقاتلي {داعش} في الحي رقم اثنين بسرت أمس (رويترز)
مقاتلون ليبيون في كتائب البنيان المرصوص يعدون أسلحتهم قبل المواجهة ضد مقاتلي {داعش} في الحي رقم اثنين بسرت أمس (رويترز)

في قرار مفاجئ أعلنت أمس سفارة ليبيا لدى تشاد، أنها قررت إغلاق مقرها احتجاجا على طلب رسمي تقدمت به وزارة الخارجية التشادية تطلب فيه من السفارة طرد 12 من الدبلوماسيين العاملين فيها.
وقالت الخارجية التشادية في رسالة إلى السفارة الليبية بالعاصمة التشادية إنجامينا تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها: «إنها لاحظت وجود عدد كبير من الموظفين الإداريين والعسكريين الذين لا مبرر لإقامتهم على الأراضي التشادية»، وأضافت «أنها تأمل من القائم بأعمال السفارة الليبية بأن يعمل على مغادرة هؤلاء في غضون 48 ساعة». لكن السفارة الليبية ردت في المقابل بإبلاغ الخارجية التشادية أنها قررت إغلاق مقر السفارة والملحقية القنصلية إلى حين إشعار آخر، بالإضافة إلى إيقاف العمل على مستوى رئيس البعثة.
إلى ذلك أعلن فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أنه تلقى دعوة رسمية لزيارة فرنسا التي أوضح أنها أكدت عبر وزير خارجيتها جان مارك آيرولت الذي هاتفه مساء أول من أمس على دعم بلاده للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، معتبرا أن تنفيذ الاتفاق السياسي يوفر الوسيلة الوحيدة لاستعادة السلام والاستقرار في ليبيا. وقال السراج في بيان أصدره مكتبه الإعلامي إنه أطلع آيرولت خلال حديثهما الهاتفي، على آخر تطورات الوضع السياسي الراهن، وما وصفه التطور الإيجابي في معارك سرت والتقدم الكبير الذي حققته القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني، لافتا إلى البدء في إعداد خطط ما بعد تحرير المدينة من تأمين احتياجات المواطنين وتوفير الخدمات ودعم الاستقرار وحفظ الأمن.
وطبقا لنص البيان فقد أشاد الوزير الفرنسي بما حققته قوات حكومة السراج من تقدم ملموس في معارك سرت، معربا عن استعداد فرنسا للمساهمة في تنفيذ ما تطلبه الحكومة الليبية لإعادة الحياة الطبيعية إلى المدينة. ونقل آيرولت للسراج دعوة رسمية لزيارة فرنسا للقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على أن يحدد موعدها لاحقا. وقال بيان لوزارة الخارجية الفرنسية أن آيرولت هنأ السراج، على الجهود التي يبذلها من أجل تحقيق المصالحة الوطنية في بلاده، وعلى العمل الذي تقوم به حكومته لمحاربة تنظيم داعش في سرت.
وأشاد الوزير الفرنسي بتأكيد مجلس حكومة السراج عزمه على خدمة المصلحة العامة للبلاد، من خلال العمل، بالاتصال مع مجلس النواب، على تدعيم حكومة الوفاق الوطني، معتبرا أن هذا القرار يمثل دليلا على الاستعداد لتقديم التنازلات. وأضاف البيان «ويتعيّن على مجلس النواب التصرف بروح المسؤولية من خلال المساعدة في تنفيذ اتفاق الصخيرات»، لافتا إلى استمرار دعم فرنسا الكامل لفايز السراج والمجلس الرئاسي.
وأشار البيان الذي نشره الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الفرنسية أمس إلى أن فرنسا تولي عناية خاصة لمسألة تعزيز مراقبة السلطات الليبية، المنبثقة عن اتفاق الصخيرات، للموارد النفطية. في المقابل، تم الإعلان في مدينة بنغازي بشرق ليبيا عن إنشاء مجلس أعلى للدولة على غرار المجلس المتواجد في العاصمة الليبية طرابلس والموالي لحكومة السراج، في مؤشر جديد على استمرار النزاع على السلطة في البلاد.
وجرى تدشين المجلس الاستشاري الأعلى للدولة، بعضوية بعض أعضاء المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته.
وقال إعلان رسمي بثته وكالة الأنباء المحلية، أن تأسيس المجلس نتج عن جسم استشاري للدولة يضم في أساس عضويته أعضاء البرلمان السابق المنتخبين في شهر يوليو (تموز) عام 2012، مشيرا إلى أنه طلب من كل الجهات التنسيق مع مكتب الرئاسة بخصوص الاتفاق السياسي وأنه على تنسيق مع مجلس النواب الشرعي بهذا الخصوص.
وحث البيان المجلس الرئاسي لحكومة السراج ورئيس بعثة الأمم المتحدة مارتن كوبلر ومبعوثي الدول إلى احترام قرارات وسيادة مجلس النواب الليبي، كونه السلطة التشريعية المنتخبة الوحيدة في ليبيا، على حد تعبيره.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.