مواجهات عسكرية بين الدبابات التركية والأكراد جنوب جرابلس السورية

لأول مرة منذ بدء أنقرة عملية «درع الفرات»

مواجهات عسكرية بين الدبابات التركية والأكراد جنوب جرابلس السورية
TT

مواجهات عسكرية بين الدبابات التركية والأكراد جنوب جرابلس السورية

مواجهات عسكرية بين الدبابات التركية والأكراد جنوب جرابلس السورية

اندلعت السبت مواجهات بين مقاتلين سوريين مدعومين من الاكراد ودبابات تركية في محيط قرية تقع جنوب مدينة جرابلس الحدودية، لأول مرة منذ بدء انقرة عملية برية في شمال سوريا، وفق ما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان ومصدر كردي.
وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية بـ"اندلاع مواجهات في محيط قرية العمارنة بين مجلس جرابلس العسكري المدعوم من القوات الكردية ودبابات تركية تقدمت الى محيط القرية اليوم" في وقت اوضح متحدث اعلامي باسم الادارة الذاتية الكردية ان "الاشتباكات مستمرة الآن في محيط القرية مع رتل من الدبابات التركية".
وكانت تركيا اعلنت في وقت سابق اليوم، إرسالها ست دبابات اضافية الى سوريا، في الوقت الذي يواصل فيه معارضون مدعومون من انقرة ازالة الغام مدينة جرابلس التي تمت استعادتها من تنظيم "داعش"، على ما افاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.
وشن الجيش التركي الاربعاء عملية "درع الفرات" داخل الاراضي السورية بهدف طرد ميليشيات التنظيم المتطرف من المنطقة ووقف تقدم المجموعات المسلحة الكردية السورية التي تسعى الى اقامة شريط حدودي.
ودخلت الدبابات الست الاراضي السورية صباح السبت، بحسب مصور الوكالة في قرية كركميش على الحدود التركية.
وبحسب صحيفة "حرييت"، فان تركيا بات لديها 50 دبابة و380 جنديا في سوريا بعد ثلاثة ايام من انطلاق العملية.
وقال المصور انه سمع دوي انفجارات متقطعة حين كان معارضون سوريون موالون لتركيا يعملون على إبطال مفعول عبوات ناسفة زرعها مسلحو التنظيم المتطرف قبل انسحابهم من جرابلس.
وأكدت وكالة أنباء الأناضول شبه الحكومية أن المقاتلين السوريين يدمرون متفجرات، مشيرة الى ابطال مفعول 20 عبوة في يوم الجمعة فقط.
واكدت السلطات التركية ان هجومها يستهدف ايضا منع تقدم قوات وحدات حماية الشعب الكردية شرق الفرات.
وقصفت المدفعية التركية الخميس مواقع لهذه الوحدات الكردية السورية في شمال سوريا بعد ان لاحظت اجهزة استخباراتها ان هذه القوات الكردية السورية تتقدم ميدانيا رغم وعد واشنطن بأنها ستتراجع.
ولم يسجل اي نشاط تركي ضد المسلحين الاكراد منذ ذلك اليوم.
وبحسب حرييت فان القوات المسلحة التركية تلقت أوامر بـ"الضرب الفوري" في حال تحرك وحدات حماية الشعب الكردي باتجاه جرابلس.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية اهم المجموعات المسلحة الكردية في سوريا، وجناحها العسكري منظمتين "ارهابيتين" تسعيان الى اقامة منطقة حكم ذاتي كردية في سوريا.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».