6 محطات مرّ بها الموقف التركي من النزاع السوري

6 محطات مرّ بها الموقف التركي من النزاع السوري
TT

6 محطات مرّ بها الموقف التركي من النزاع السوري

6 محطات مرّ بها الموقف التركي من النزاع السوري

مرّ الموقف التركي من النزاع السوري الدائر منذ خمسة أعوام بـ 6 محطات، بدأ فيها بالتخلي عن الأسد، وانتهت بالانخراط العسكري التركي في شمال سوريا، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

التخلي عن الأسد
بعد ستة أشهر من بداية تظاهرات سلمية ضد النظام في سوريا، وتحديدا في سبتمبر (أيلول) 2011، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي كان الأسد "صديقا" له قبل أشهر قليلة، إن "الشعب السوري لم يعد يصدق الأسد وأنا أيضا".
وانحازت أنقرة إلى القوى الغربية، وبدأت تصعيدا كلاميا ودبلوماسيا ضد جارتها سوريا قبل اتخاذ عقوبات بحقها.

إيواء قادة المعارضة
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2011 وبعد عدة اجتماعات على الأراضي التركية، أعلن معارضون سوريون تأسيس المجلس الوطني السوري الذي ضمّ عدة تيارات سياسية معارضة للنظام.
وكان عقيد منشق عن الجيش السوري لجأ إلى تركيا، أسس "الجيش السوري الحر" في يوليو (تموز).
وفي نهاية 2012 اعترفت تركيا بالائتلاف الجديد للمعارضة السورية باعتباره "الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري".

الاتهام بمحاباة الجماعات المتطرفة
وأدى رفض السلطات التركية التدخل عسكريا لدعم القوات الكردية ضد الجماعات المتطرفة رغم ضغوط الحلفاء إلى اتهامها بدعمهم، جاء ذلك بعد أن هاجم مسلحو تنظيم داعش مدينة عين العرب (كوباني) المحاذية لتركيا ودخلوها، في سبتمبر (أيلول) 2014.
وعبّرت السلطات التركية مرارا عن خشيتها من قيام منطقة حكم ذاتي في سوريا يسيطر عليها الأكراد السوريون المقربون من حزب العمال الكردستاني التركي الذي يخوض منذ 1984 نزاعا مسلحا مع أنقرة.
واستعاد الأكراد السوريون السيطرة على مدينة عين العرب في نهاية يناير (كانون الثاني) 2015، بدعم من غارات التحالف الدولي.

الانضمام للتحالف الدولي
وفي 20 يوليو (تموز) 2015 امتدت تداعيات النزاع السوري إلى تركيا مع تسجيل اعتداء نسب إلى تنظيم داعش الإرهابي في سوروتش قرب الحدود مع سوريا، نتج عنه مقتل 34.
وأعلن إردوغان إثرها "حربا على الإرهاب" تستهدف حزب العمال الكردستاني والتنظيم الإرهابي.
وفي أغسطس (آب) من العام ذاته انضمت تركيا إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب بقيادة واشنطن، ثم شددت مراقبتها لمطاراتها وحدودها، وتم تفكيك خلايا إرهابية بعد عدة اعتداءات نسبت لتنظيم داعش، بينها هجوم استهدف في أكتوبر (تشرين الأول) محطة النقل المركزية في أنقرة، وقتل إثر الهجوم 103.

المصالحة مع روسيا
وفي 9 أغسطس (آب) 2016 زار إردوغان روسيا، والتقى الرئيس بوتين بعد تسعة أشهر من التوتر إثر إسقاط سلاح الجو التركي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 طائرة روسية عند الحدود السورية التركية، وبعد عشرة أيام زار وزير الخارجية التركي إيران التي تدعم النظام السوري، وذلك عقب أسبوع من زيارة قام بها نظيره الإيراني لأنقرة.
وأكد رئيس الوزراء التركي أن بلاده ترغب في أن تقوم بدور "أكثر نشاطا" في الملف السوري خلال الأشهر الستة القادمة، مضيفا "سواء أحببنا أم كرهنا، فإن الأسد هو اليوم أحد الفاعلين في النزاع".

درع الفرات
وشنت تركيا في 24 أغسطس (آب) 2016 عملية عسكرية في سوريا أطلقت عليها "درع الفرات"، تستهدف رسميا الميليشيات الكردية والإرهابية.
وسيطر مئات من المعارضين السوريين مدعومين بدبابات وطائرات تركية في بضع ساعات على بلدة جرابلس السورية قرب الحدود التركية، وطردوا المسلحين الإرهابيين منها.
ونفت تركيا التي جاءت عمليتها الأخيرة بعد أيام من اعتداء نسب لتنظيم داعش في غازي عنتاب جنوب شرقي تركيا ( أدى إلى مقتل 54 مدنيا)، قطعيا تركيز عملياتها على الأكراد السوريين.



وفاة جان ماري لوبن الشخصية التاريخية لليمين المتطرف الفرنسي

جان ماري لوبن في عام 2022 (أ.ف.ب)
جان ماري لوبن في عام 2022 (أ.ف.ب)
TT

وفاة جان ماري لوبن الشخصية التاريخية لليمين المتطرف الفرنسي

جان ماري لوبن في عام 2022 (أ.ف.ب)
جان ماري لوبن في عام 2022 (أ.ف.ب)

توفي جان ماري لوبن، الشخصية التاريخية لليمين المتطرّف الفرنسي، الذي وصل إلى نهائيات الانتخابات الرئاسية عام 2002، الثلاثاء، عن عمر يناهز 96 عاماً في منطقة باريس، بمستشفى نقل إليه قبل أسابيع.

وقالت عائلته في بيان تلقّته «وكالة الصحافة الفرنسية»: «إنّ جان ماري لوبن توفي ظهر الثلاثاء، محاطاً بأفراد الأسرة».

جان ماري لوبن (رويترز)

وأعلن قصر الإليزيه في بيان أن لوبن كان «شخصية تاريخية لليمين المتطرف» الفرنسي، وأصبح «دوره في الحياة العامة لبلادنا منذ نحو 70 عاماً... جزءاً من التاريخ».

وكانت ابنته مارين لوبن على متن طائرة ظهر الثلاثاء عائدة إلى باريس من أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي، الذي زارته تضامناً بعد مرور الإعصار «تشيدو» المدمر.

وانسحب مؤسس الجبهة الوطنية، التي سُميت فيما بعد التجمع الوطني، تدريجياً من الحياة السياسية، بداية من عام 2011، عندما توّلت ابنته مارين لوبن رئاسة الحزب.

وضعفت حال جان ماري لوبن بعد تعرضه لعدة انتكاسات صحية. وفي يونيو (حزيران) كشف تقرير طبي «تدهوراً كبيراً» في حالته الجسدية والنفسية، صار معه عاجزاً عن «حضور» أو «التحضير لدفاعه» في قضية مساعدي نواب الجبهة الوطنية الأوروبيين، التي جرت في باريس بين سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني).

رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو يفحص علبة حلوى داخل متجر «هايبركاشر» اليهودي في باريس (أ.ف.ب)

ومنتصف نوفمبر أُدخل جان ماري لوبن إلى المستشفى، ثم إلى عيادة متخصصة في غارش غرب باريس، قرب منزله في رواي مالميزون. وأعلنت وفاته بينما كان قسم من الطبقة السياسية الفرنسية حاضراً، الثلاثاء، أمام متجر يهودي في بورت دو فينسين في باريس، بعد 10 سنوات من هجمات يناير (كانون الثاني) 2015.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته خلال إحياء ذكرى مرور 10 سنوات على الهجوم على صحيفة «شارلي إبدو» (أ.ب)

وكان جان ماري لوبن خطيباً مفوَّهاً ومحرضاً مثيراً للجدل في قضايا الهجرة واليهود، والأب الروحي الذي واجه منغصات بسبب المقربين منه، لكنه نجح في إخراج اليمين المتطرف الفرنسي من التهميش.

«الجبهة الجمهورية»

لكنه لم ينجح في تحقيق طموحه بأن يصبح رئيساً، رغم أنه أحدث مفاجأة في 21 أبريل (نيسان) 2002، عندما كان عمره 73 عاماً بتأهله للدورة الثانية من الانتخابات. وكان لهذا الانتصار جانب سلبي؛ فعلى مدار أسبوعين، شارك الملايين في مسيرة ضد العنصرية وتجسيدها السياسي، قبل إعادة انتخاب عدوه اللدود جاك شيراك بسهولة.

لم يُعبر الرجل المتصلب مطلقاً عن أي ندم على زلاته المتكررة، سواء كانت عن قصد أو عن غير قصد، والتي أدين بسببها أمام القضاء؛ بدءاً من عدم اعترافه بجسامة المحرقة اليهودية، وعدم المساواة بين الأعراق؛ مروراً بالتخفيف من شأن الاحتلال الألماني لفرنسا.

وبعد 22 عاماً، ففي حين فاز حزب «التجمع» الوطني في الانتخابات الأوروبية، أعطى قرار حل البرلمان الذي اتخذه الرئيس إيمانويل ماكرون ابنته مارين لوبن إمكانية انضمام اليمين المتطرف إلى السلطة، وهو حلم ظن أنه تحقق أخيراً، لكنّه تحطّم على صخرة «الجبهة الجمهورية».

كان جان ماري لوبن متزوجاً من بيريت لالان، والدة بناته ماري كارولين ويان ومارين، ثم تزوج مجدداً من جاني لوبن. ورأى سيباستيان شينو نائب رئيس الجبهة الوطنية أن «وفاة جان ماري لوبن يعني غياب شخصية وطنية عظيمة، صاحب رؤية وشجاع».

وحيّاه رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا لأنه «خدم فرنسا ودافع عن هويتها وسيادتها» عندما خدم في الجيش الفرنسي في «الهند الصينية» والجزائر، وعبّر «عن صوت الشعب في الجمعية الوطنية والبرلمان الأوروبي».

لكن زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلينشون كتب على منصة «إكس»: «إن احترام كرامة الموتى وحزن أحبائهم لا يحجب الحق في الحكم على أفعالهم. تظل أفعال جان ماري لوبن غير مقبولة. لقد انتهت المعركة ضد ذاك الرجل، لكن المعركة مستمرة ضد الكراهية والعنصرية وكراهية الإسلام ومعاداة السامية التي روَّج لها».

وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو إن جان ماري لوبن، و«بعيداً عن الجدل الذي كان سلاحه المفضل والمواجهات حول الجوهر... عرفنا فيه شخصية المقاتل عندما واجهناه».