الصين واليابان وكوريا الجنوبية تعمل على احتواء توترات المنطقة

العلاقات تتجه نحو التحسّن.. وإجماع على شجب التجربة الصاروخية لكوريا الشمالية

الصين واليابان وكوريا الجنوبية تعمل على احتواء توترات المنطقة
TT

الصين واليابان وكوريا الجنوبية تعمل على احتواء توترات المنطقة

الصين واليابان وكوريا الجنوبية تعمل على احتواء توترات المنطقة

اجتماع وزراء خارجية اليابان وكوريا والصين في طوكيو يوم الأربعاء كرس النبرة الهادئة التي تسود الحوار بين دول المنطقة مؤخرًا بعد فترة سابقة من التوتر. ومن اللافت أن الاجتماع الدوري لوزراء خارجية الدول الثلاث والذي تحول إلى اجتماع دوري منذ عام 2007، عاد إلى طوكيو بعد غياب خمس سنوات، شهد تقاربا صينيًا كوريًا من جهة، وبرودًا في علاقات كل من بكين وسيول مع طوكيو من جهة أخرى. ولكن الفترة الأخيرة شهدت عدة عوامل أعادت التوازن إلى العلاقات بين العواصم الثلاث، ومنها تصاعد التهديدات العسكرية الكورية الشمالية، والخلاف الذي بدأ يظهر بين بكين وسيول إزاء نشر منظومة صواريخ ثاد الدفاعية الأميركية في كوريا الجنوبية، ورغبة الصين في تمهيد الطريق لإنجاح قمة العشرين التي تستضيفها أوائل الشهر القادم.
وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا استقبل نظيريه الكوري يون بيونغ سي والصيني وانغ يي على مائدة عشاء رسمي يوم الثلاثاء قبل عقد اجتماعاتهم الرسمية الأربعاء. ورغم أن المجتمعين لم يحققوا تقدمًا ملموسًا في أي من الملفات المطروحة، فإن أجواء المؤتمر كانت إيجابية بشكل عام.
وجاء إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي من غواصة عسكرية باتجاه اليابان صباح الأربعاء، قبل ساعات قليلة من الاجتماع، ليعطي المجتمعين في طوكيو إطارًا تجتمع داخله مواقفهم فكان الإجماع على شجب التجربة الصاروخية. وقد اتفق الوزراء الثلاثة، الياباني والصيني والكوري الجنوبي، على تعزيز التعاون فيما يتعلق بكوريا الشمالية. كما طالبوا بيونغ يانغ بإظهار ضبط النفس والابتعاد عن اتخاذ مزيد من الإجراءات الاستفزازية.
وإن كان شجب الوفدين الياباني والكوري الجنوبي أمرًا مفروغًا منه، تحولت الأنظار نحو وزير الخارجية الصيني وانغ الذي أعرب عن رفض الصين لكل تصرف يتناقض مع قرارات مجلس الأمن في الأمم المتحدة في إشارة لحظر المنظمة الدولية للتجارب الصاروخية الكورية الشمالية.
وقال وزير الخارجية الصيني، وهو أول وزير خارجية يزور اليابان منذ تنصيب الرئيس الصيني شي جينبينغ عام 2012: «لا نتمنى أن يصبح الموقف في شبه الجزيرة الكورية أكثر تعقيدا وتوترا».
وبحسب التحليلات العسكرية الواردة من طوكيو وسيول وواشنطن فإن الصاروخ الذي أطلق على ما يبدو من غواصة عسكرية على مقربة من الساحل الشرقي لكوريا الشمالية كان من طراز كي إن 11، وقد قطع مسافة 500 كيلومتر قبل أن يسقط في المنطقة الدفاعية الجوية لليابان إلى الغرب من جزيرة هونشو في سابقة من نوعها. وكانت كوريا الشمالية قد أجرت تجربة صاروخية مشابهة الشهر الماضي فنجحت عملية الإطلاق ولكن الصاروخ فشل في التحليق لمسافة طويلة ليقع على بعد عدة كيلومترات. ويأتي نجاح العملية الصاروخية الأربعاء كإثبات جديد على الخطوات التي يقطعها البرنامج العسكري الكوري الشمالي، كما يعتبر تطورًا نوعيًا يثير قلق الولايات المتحدة أكثر من المعتاد، حيث إن التقنيات العسكرية لإطلاق الصواريخ الباليستية من الغواصات تشابه التقنيات المطلوبة لإطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات. كما أن نجاح العمليات الصاروخية انطلاقًا من غواصات يرفع من قدرة كوريا الشمالية على ضرب أراضي الولايات المتحدة الأميركية نظريًا.
وغالبًا ما يأتي إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية احتجاجًا على مناورات عسكرية لدول تضعها بيونغ يانغ في خانة الأعداء، وهو يأتي هذه المرة خلال تمارين عسكرية أميركية كورية جنوبية مشتركة بدأت يوم الاثنين. إلا أن القيام به في يوم اجتماع وزراء خارجية دول الجوار في طوكيو قد يتضمن رسالة إلى الصين بأن النظام الكوري الشمالي ماضٍ في برامجه العسكرية دون تردد، علمًا بأن العلاقات الصينية الكورية الشمالية قد شهدت بعض الفتور خلال الفترة الماضية بسبب تسارع وتيرة التجارب النووية والصاروخية الكورية الشمالية.
وفي اليوم التالي لتجربة الإطلاق اعتبر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أن الصاروخ الباليستي الذي أطلقته بلاده من على متن غواصة شكل «نجاحا كبيرا»، وفق تصريحات نقلتها أمس الخميس وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية. وأضاف كيم جونغ أون أن بفضل هذا الصاروخ، الذي أثار غضب واشنطن وجيران بيونغ يانغ، انضمت كوريا الشمالية «إلى طليعة القوى العسكرية التي تمتلك قدرات هجومية نووية»، مشددا على أن ضربات بيونغ يانغ باتت قادرة على استهداف الولايات المتحدة. وأجرت كوريا الشمالية الأربعاء تجربة إطلاق صاروخ من غواصة في تطور وصفه خبراء الأسلحة بالخطوة الواضحة نحو تحقيق طموحات بيونغ يانغ بتسديد ضربة نووية. والمسافة التي عبرها الصاروخ ورصدتها هيئة الأركان المشتركة في الجيش الكوري الجنوبي، تتجاوز بشكل كبير أي تجارب سابقة لصواريخ مماثلة، مما يؤشر إلى تقدم تكنولوجي كبير. وشدد جونغ أون على ضرورة تكثيف الجهود للحصول على صواريخ باليستية برؤوس حربية نووية من أجل «مواجهة حرب شاملة (...) ونووية غير متوقعة مع الولايات المتحدة الإمبريالية». وتابع: «لا أعرف ما هي الملاحظات المثيرة للسخرية التي ستبديها الولايات المتحدة وأتباعها حول تجربة الإطلاق الصاروخية، لكن أستطيع أن أقول: إن أفعالهم الطائشة لن تؤدي إلا إلى تدميرهم الذاتي»، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية. وتمنع قرارات الأمم المتحدة الحالية كوريا الشمالية من استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية لكن بيونغ يانغ واصلت القيام بالكثير من عمليات الإطلاق في أعقاب تجربتها النووية الرابعة في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وفيما يخص الجزر المتنازع عليها بين اليابان والصين، طلبت طوكيو من بكين إيقاف عمليات البحث عن الموارد الطبيعية في المنطقة المحيطة بالجزر. وفي المقابل ردد وزير الخارجية الصيني موقف الصين بأن الجزر هي جزء من الأراضي الصينية. وفي ضوء بقاء نقاط الخلاف دون تقدم عملي، لم يصدر بيان ختامي عن الوزراء، ولكن ذلك لم يمنعهم من الإعلان عن أملهم بعقد قمة ثلاثية صينية يابانية كورية قبل نهاية العام. ومن المتوقع أيضًا أن تعقد قمة ثنائية بين رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس الصيني شي جينبينغ خلال قمة العشرين التي تستضيفها مدينة هانغجو الصينية يومي 4 و5 سبتمبر (أيلول) المقبل.



فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
TT

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، في مقابلة تلفزيونية، الأحد، أن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا، مبدياً قلقه بشأن «التصعيد» الراهن.

ومنذ فوز الملياردير الجمهوري في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، يخشى الأوروبيون أن تقلّص الولايات المتّحدة دعمها لأوكرانيا في هذا النزاع، أو حتى أن تضغط عليها لتقبل باتفاق مع روسيا يكون على حسابها.

واختار الرئيس المنتخب الذي سيتولّى مهامه في 20 يناير (كانون الثاني)، كل أعضاء حكومته المقبلة الذين لا يزال يتعيّن عليهم الحصول على موافقة مجلس الشيوخ.

وفي مقابلة أجرتها معه، الأحد، شبكة «فوكس نيوز»، قال والتز إنّ «الرئيس ترمب كان واضحاً جداً بشأن ضرورة إنهاء هذا النزاع. ما نحتاج إلى مناقشته هو مَن سيجلس إلى الطاولة، وما إذا كان ما سيتمّ التوصل إليه هو اتفاق أم هدنة، وكيفية إحضار الطرفين إلى الطاولة، وما الذي سيكون عليه الإطار للتوصل إلى ترتيب».

وأضاف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «هذا ما سنعمل عليه مع هذه الإدارة حتى يناير، وما سنواصل العمل عليه بعد ذلك».

وأوضح والتز أنّه «بالنسبة إلى خصومنا الذين يعتقدون أنّ هذه فرصة لتأليب إدارة ضد أخرى، فهم مخطئون»، مؤكّداً في الوقت نفسه أن فريق الإدارة المقبلة «قلق» بشأن «التصعيد» الراهن للنزاع بين روسيا وأوكرانيا.

وفي الأيام الأخيرة، صدر عن مقرّبين من الرئيس المنتخب تنديد شديد بقرار بايدن السماح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع.

وخلال حملته الانتخابية، طرح ترمب أسئلة كثيرة حول جدوى المبالغ الهائلة التي أنفقتها إدارة بايدن على دعم أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي لهذا البلد في 2022.

ووعد الملياردير الجمهوري مراراً بإنهاء هذه الحرب بسرعة، لكن من دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك.

وبشأن ما يتعلق بالشرق الأوسط، دعا المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي للتوصّل أيضاً إلى «ترتيب يجلب الاستقرار».

وسيشكّل والتز مع ماركو روبيو، الذي عيّنه ترمب وزيراً للخارجية، ثنائياً من الصقور في الإدارة المقبلة، بحسب ما يقول مراقبون.

وكان ترمب وصف والتز، النائب عن ولاية فلوريدا والعسكري السابق في قوات النخبة، بأنه «خبير في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي».